تحركات لاتحاد الكرة.. ملاعب سوريا إلى أين؟

camera iconتركيب الكراسي في ملعب الفيحاء في دمشق

tag icon ع ع ع

وصل العميد حاتم الغايب إلى رئاسة اتحاد كرة القدم السوري حاملًا “عهدًا جديدًا”، يضم حسم ملف المنتخب السوري ومدربه، وصيانة المنشآت الرياضية، بعد عهد طويل من رئاسة سلفه فادي الدباس، الذي شهد معه المنتخب السوري خروجًا قاسيًا من كأس أمم آسيا الإمارات 2019، بخسارتين أمام الأردن وأستراليا وتعادل مع فلسطين.

تعاقد الغايب مع التونسي نبيل معلول لقيادة المنتخب، وأعلن الأخير رسميًا عن الأمر، عبر تغريدة نشرها في 11 من آذار الماضي، وطُويت صفحة طويلة من الجدل حول فجر إبراهيم، المدرب السابق، رغم تصدّر المنتخب السوري مجموعته في تصفيات كأسي آسيا (الصين 2023) والعالم (قطر 2022).

إلا أن تحركات كرة القدم السورية بصيانة الملاعب والتعاقد مع معلول لم تمرر مرور الكرام، إذ سرعان ما انتشرت الأحاديث من صحفيين رياضيين سوريين عن شبهات فساد جديدة، تتعلق بعقد المدرب التونسي والمبالغ المدفوعة لصيانة الملاعب.

صيانة الملاعب.. ملايين الليرات للتغطية على “خيبات قادمة”

تبع وصول الغايب إلى رئاسة الاتحاد، في 28 من كانون الأول 2019، وصول السباح فراس معلا لرئاسة الاتحاد الرياضي العام (أعلى سلطة رياضية في سوريا)، في 17 من شباط الماضي، الذي أطاح بالرئيس السابق، موفق جمعة.

وسرعان ما تداول الشارع الرياضي السوري أخبارًا عن صيانة ملاعب كرة القدم، وبدأت صور ملاعب “الفيحاء” في العاصمة السورية دمشق و”الباسل” في اللاذقية بالانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صور تضم عشبًا جديدًا ومقاعد مخصصة للمدرجات.

كما أن ملعب “العباسيين“، أكبر ملاعب العاصمة دمشق، سيشهد أعمال الصيانة قبل نهاية العام الحالي، على أن تُدفع المبالغ المحددة من قبل مجلس الوزراء، ومن خارج موازنة الاتحاد الرياضي العام، بحسب ما قاله عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام، علاء خوجه جي، في تصريحات لبرنامج “الكابتن”، في 19 من أيار الحالي.

وسبق أن تحدث البرنامج نفسه عن منحة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تصل إلى 500 ألف دولار لمواجهة جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، لكن المنحة جُمّدت ولم يتمكن اتحاد الكرة السوري من الاستفادة منها، بسبب العقوبات الاقتصادية، بحسب ما قاله رئيس الاتحاد، حاتم الغايب.

ولا توجد أرقام دقيقة عن تكلفة صيانة الملاعب، لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قدرت تكلفة صيانة ملعب “الحمدانية” في حلب بـ225 مليون ليرة سورية (الدولار يقابل 1600 حاليًا).

أمين سر اتحاد كرة القدم الأسبق، نادر الأطرش، قال، في حديث لعنب بلدي، إن صيانة الملاعب بيد “المؤسسة العسكرية للإسكان” التي يسيطر عليها آل شاليش، المقربون من النظام السوري، وبالتالي لا يتوقع الأطرش دفع الاتحاد الرياضي العام كل هذه المبالغ، خاصة في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعاني منها سوريا.

واعتبر الأطرش أن التحركات الحالية للاتحادين “ضربة استباقية”، في حال لم يحقق المنتخب السوري النتائج المرجوة منه، ولم يتأهل إلى بطولة كأس العالم المقبلة.

40 ألف كرسي في المخازن

وبحسب الأرقام التي نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ركّب اتحاد كرة القدم 40 ألف مقعد في الملاعب السورية، لكنه لم يشترِ أي مقاعد جديدة.

وأوضح الأطرش أن هذه المقاعد اكتُشفت بالأصل في عام 2012، وذلك عقب اكتشاف أن سعة ملعب “حلب الدولي” 55 ألف شخص فقط، وليس 75 ألفًا كما نُشر عند افتتاحه.

وقال الأطرش إن تحقيقات بالفساد جرت في ذلك الوقت، ثم أُغلق الملف كالعادة دون الوصول إلى أي نتيجة تدل على الفاعلين، وبعد هذا الاكتشاف أصبح هناك فائض من المقاعد في المخازن.

ويروّج مسؤولو الكرة السورية أن صيانة الملاعب قد تسهم بفك الحظر من الاتحاد الدولي لكرة القدم على الملاعب السورية، لكن الأطرش نفى ذلك موضحًا أن فك الحظر لا يرتبط بالصيانة فقط، وإنما بالوضع الأمني وجهوزية الفنادق والمطارات والتنقلات.

معلول والغايب.. ما علاقة العقد بصيانة الملاعب؟

هلّل متابعون وإعلاميون للمنتخب السوري للتعاقد مع معلول، معتبرين أن صفحة جديدة ستُفتح في تاريخ كرة القدم السورية.

إلا أن شهر العسل بين الإعلام السوري والمدرب التونسي يبدو أنه انتهى.

فعقب انتقادات لمحمد الخطيب، رئيس تحرير ومقدم برنامج “الكابتن”، الذي يبث عبر قناة “سوريا دراما”، بسبب تعامل أشبه “بالتحقيق الأمني” مع معلول، تحدث الصحفي علاء محمد عن بند في عقد معلول يتيح له الحصول على مكافأة تصل إلى 83 ألف يورو في حال تأهل إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم.

ويحتاج المنتخب السوري، الذي يتصدر مجموعته التي تضم جزر المالديف وغوام والفلبين والصين، إلى نقطة واحدة من تسع نقاط مع جمعه 15 نقطة من خمسة انتصارات.

وقال علاء محمد عبر منشور في “فيس بوك”، في 14 من أيار الحالي، “83 ألف يورو مكافأة التونسي، العاطل عن العمل، في حال حقق نقطة واحدة من أصل تسع نقاط وفي مواجهة منتخبات المالديف وغوام؟ هذا البند يجب أن يفتح العيون أكثر”.

من جهته، اعتبر رئيس اتحاد كرة القدم السوري، حاتم الغايب، الجدل الدائر حول مكافأة معلول “جدلًا بيزنطيًا” (لا طائل له)، معتبرًا أنه من حق أي مدرب أن يطلب مكافأته حتى لو من أجل مباراة واحدة.

كما أكد الغايب تصريحًا سابقًا لمعلول، قال فيه إن الأموال التي يتقاضاها لقاء تدريب المنتخب السوري، هي الأقل في مسيرته الرياضية، وذلك ضمن لقاء له في برنامج “الكابتن”.

واعتبر الغايب أن المنتخب السوري لم يتأهل بعد، حتى لو احتاج إلى نقطة واحدة، متسائلًا، “لو التحق لاعب جديد للمنتخب لم يلعب سابقًا، ألن يحصل على مكافأة؟”.

وأكد الغايب أن المكافآت التي ستُمنح ستشمل كل اللاعبين، بالإضافة إلى معلول والمدرب السابق فجر إبراهيم، وهي من مكافأة “فيفا” للمنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم.

ويرى نادر الأطرش أن الاتحاد يجب أن يغطي على عقد مدرب المنتخب السوري، نبيل معلول، “بمبالغ باهظة” في ظل الضائقة الاقتصادية الكبيرة التي يعيشها السوريون، وهذا ما يسبب ضغطًا كبيرًا على اتحاد حاتم الغايب.

وأضاف الأطرش أن اتحاد الكرة يجهز حجة صيانة الملاعب ليقول إنه لم يتوقف عن العمل رغم توقف النشاط الرياضي، وأن المبالغ المخصصة للاتحاد دُفعت للصيانة لا لمعلول.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة