مشفى “القامشلي الوطني”.. يديره النظام وتراه “الإدارة الذاتية” مركزًا لنشر “كورونا”
عبر صفحته الرسمية في موقع “فيس بوك”، يعرّف القائمون على مشفى “القامشلي الوطني” أنه مشفى حكومي يقدم خدماته لجميع المواطنيين.
تخلو من الصفحة عبارات المديح والتبجيل المعتادة للنظام السوري، رغم أن العلم الرسمي يتصدر بوابة الدخول للمشفى، ووضع إلى جانب اسمه.
يفيد التوضيح السابق في فهم أن من يشرف على إدارة مشفى “القامشلي الوطني” الذي يقع ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” (الكردية) هو النظام السوري.
ولأنه من المعروف أن مدينة القامشلي تعتبر خاضعة بالمجمل لسيطرة “الإدارة الذاتية” (الكردية) لشمال شرقي سوريا، لكن للنظام سيطرة على مربع أمني في منطقة شارع القوتلي بالمدينة إلى جانب مطارها الدولي.
ومما يدلل على تحكم النظام بالمشفى، هو ما تنشره وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من معلومات حول تزويد وزارة الصحة التابعة للنظام مشفى “القامشلي” بالمعدات طبية.
وجرى تسلم أحدث دفعة من المعدات الطبية مطلع نيسان الحالي، وقالت “سانا” حينها إنها اشتملت على 20 طنًا مقدمة من وزارة الصحة.
المشفى في الأخبار
برز اسم مشفى “القامشلي الوطني” خلال الأشهر الأخيرة في الأخبار القادمة من شمال شرقي سوريا بشكل ملحوظ، وذلك مع بدء كل من “الإدارة الذاتية” وحكومة النظام اتخاذ إجراءات لمنع انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ففي 25 من كانون الثاني الماضي، خرج مدير الهيئة العامة لمشفى “القامشلي الوطني”، الدكتور عمر العاكوب، ليؤكد لـ”سانا” عدم تسجيل أي إصابة بـ”كورونا”.
ونفى بذلك جميع الأنباء التي تحدثت عن وجود إصابات في المشفى، وقال العاكوب حينها إن صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تبث إشاعات تهدف إلى زرع الخوف بين الأهالي.
وزاد التركيز على المشفى تحديدًا بعد أن سُجلت فيه أول وفاة بفيروس “كورونا”، دون أن يُعلن سابقًا عن وجود أي إصابات في المنطقة أو حتى في المشفى.
ولعل تداخل السيطرة وعدم وجود تواصل وتنسيق بين النظام و”الإدارة الذاتية” في محافظة الحسكة عامة، ألقى بظلاله على طرق التصدي للفيروس.
فـ”الإدارة الذاتية” تقول إنها اتخذت جميع الإجراءات لمنع وصول الفيروس إلى مناطقها، لكنها منذ البداية رأت تراخيًا من قبل النظام السوري في التعامل مع انتشار الفيروس في شمال شرقي سوريا، ما دفعها لاتهامه بمحاولة نشره في مناطقها.
وتكرر هذا الاتهام من قبل “الإدارة” للنظام مع استمرار الأخير بإرسال الطائرات المدنية إلى مطار القامشلي، على الرغم من فرضها حظرًا للدخول إلى مناطقها.
ولعل الموقع الذي يتميز به مشفى “القامشلي الوطني” يساعد في تركيز الضوء عليه، كونه يقع عند المدخل الجنوبي للقامشلي بالقرب من مطارها، حيث قررت “الإدارة الذاتية” تخصيص مراكز للحجر على جميع من تجلبهم الطائرات إلى القامشلي من دمشق.
وكان قد بدأ العمل بالمشفى في عام 2015، وفق مصادر محلية تحدثت لعنب بلدي، أكدت أيضًا أنه يخضع منذ بداية العمل به لإدارة النظام السوري.
المشفى مركز لنشر “كورونا”
شكل إعلان منظمة الصحة العالمية عن وفاة مصاب بفيروس “كورونا” في مشفى “القامشلي” صدمة لقيادة “الإدارة الذاتية”، التي عززت من شكوكها في أن النظام يحاول نشر الفيروس في شمال شرقي سوريا عبر المشفى.
وزاد الرئيس المشترك لـ”هيئة الصحة” في “الإدارة الذاتية”، منال محمد، أن مشفى “القامشلي الوطني” تحول إلى مركز لنشر فيروس “كورونا”.
وأمام هذه الاتهامات، لم تعلّق وزارة الصحة التابعة للنظام السوري، بأي بيان ينفي أو يؤكد هذه الاتهامات.
وإلى جانب اتهام النظام، حمّلت “هيئة الصحة” منظمة الصحة العالمية المسؤولية الكاملة عن وقوع وفاة في مشفى “القامشلي”، كونها “لم تبلغ المؤسسات الطبية في شمال شرقي سوريا بحالة المريض”، ولأنها تعلم بعدم وجود تواصل بين النظام السوري المشرف على مشفى “القامشلي” و”هيئة الصحة” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.
وأكدت “الهيئة” أن منظمة الصحة العالمية تتحمل مسؤولية انتشار “كورونا” في شمال شرقي سوريا، لأنها أخفت عنها معلومات حساسة وخطيرة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :