عاد الحديث مجددًا عن الربط السككي بين الساحل السوري والعراق، مرورًا بمدينة البوكمال، الأمر الذي يرجعه باحثون إلى تفعيل أكبر للطرق البرية مع إيران، ومحاولة كسر الحصار المفروض على النظام السوري.
ففي 10 من كانون الثاني الحالي، صرّح السفير السوري في بغداد، صطام جدعان الدندح، لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أنه تم بحث الربط السككي بين العراق ومدينتي اللاذقية وطرطوس.
كما سيتم اعتماد نظام الترانزيت في حركة النقل التجاري، إضافة إلى عودة رحلات الطيران العراقي إلى دمشق، وتسهيل حركة الشاحنات السورية عبر المنافذ العراقية، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على تبادل الزيارات من أجل إنجاز أهم القضايا المطروحة في مجال النقل.
ونقلت وزارة النقل العراقية عن الوزير، حسين بندر الشبلي، الذي ناقش كيفية افتتاح المعابر الحدودية لتسهيل حركة العمل المشترك بين البلدين عبر المنافذ وسكك الحديد، أن “اللقاء أثمر عن نتائج إيجابية في مجال النقل”.
محاولة لتقليل آثار العقوبات
في نيسان 2019، قالت صحيفة “الوطن” المحلية، إن “مشروع الربط السككي بين سوريا والعراق هو مشروع قديم واستراتيجي لكنه توقف خلال الحرب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع يهدف إلى ربط الموانئ السورية مع العراق وإيران، إضافة إلى إمكانية ربط الصين في هذا المشروع، لافتة إلى أن نسبة إنجازه في سوريا بلغت نحو 97٪، وفي العراق بقي من المشروع كيلومتران لينجز.
الباحث الاقتصادي خالد تركاوي، يرى أن الحديث عن هذا المشروع الآن يحمل أبعادًا سياسية بالنسبة للنظام السوري، “تتمثل بمحاولته كسر الحصار الموجود على سوريا المفروض من خلال العقوبات”.
أما الشق الاقتصادي، بحسب ما قاله تركاوي لعنب بلدي، فيتمثّل برسوم الترانزيت التي ستكون عائدة إلى خزينة الدولة، إضافة إلى الاستفادة من البضائع والشحنات القادمة من العراق أو البلدان المجاورة، من بينها النفط، بحسب تركاوي.
وأضاف أن وجود السكة الحديدية بين البلدين سيفتح مجالًا للرقابة على البضائع والترانزيت من الطرفين العراقي والسوري بالدرجة الرئيسة.
وحاول النظام السوري الالتفاف على العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليه، وآخرها قانون “قيصر لحماية المدنيين السوريين” الأمريكي الذي وقعه الرئيس، دونالد ترامب، في حزيران 2020.
تركاوي نوه إلى أنه من الصعب جدًا أن تسمح الولايات المتحدة الأمريكية باستثناء كهذا (مشروع الربط السككي)، لأنه يخالف قانون العقوبات.
فائدة لإيران
في تموز 2019، قال مساعد ومستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اللواء يحيى صفوي، إن الربط السككي مع العراق وسوريا هدف استراتيجي لطهران ويحقق مليارات الدولارات، مضيفًا أن “العراق وسوريا هما المكملان الاستراتيجيان لإيران”.
وحول استفادة إيران من مشروع السكك والنقل، يرى تركاوي أن إيران سترى من خلال هذا المشروع استكمالًا لـ”الهلال الشيعي” الذي يمتد من العراق مرورًا بسوريا باتجاه لبنان.
“فالحديث عن هذا المشروع يأتي في إطار توقيع اتفاقية بين العراق ولبنان من أجل إيصال السلع”، إذ جرى الاتفاق، في 23 من كانون الأول 2020، بين البلدين على إمداد لبنان بالنفط الخام، وأبدى النظام السوري جاهزيته لتكون الأراضي السورية مكانًا للترانزيت.
–