إيران تقود مصالحة بين “حماس” والنظام السوري
يزداد الحديث عن توسط قادة في إيران و”حزب الله” اللبناني للوصول إلى مصالحة بين حركة “حماس” والنظام السوري، بعد سنوات من القطيعة.
وكان الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، تحدث في مقابلة مع قناة “الميادين” اللبنانية، في 27 من كانون الأول 2020، أنه “يجب استعادة هذه العلاقة، لكنها ستستغرق بعض الوقت”.
وأضاف أن الأسد كان متفهمًا لعلاقة “حزب الله” مع “حماس” بعد 2011، عندما أخذت موقفًا إلى جانب الاحتجاجات.
وأشار إلى أنه تحدث مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، في قضايا المنطقة بما في ذلك سوريا، وأن حركة “حماس” يجب أن تساعد في تصويب الاتجاهات بالمنطقة.
وقال إن العلاقة بين “حماس” وسوريا يجب أن يعاد ترتيبها، وهناك أجواء إيجابية وإن كان ذلك يحتاج إلى وقت، وتابع، “أعتقد أن (حماس) ذاهبة باتجاه ترتيب علاقتها مع دمشق وفق ما يمليه المنطق”.
وأضاف نصر الله، ”نأمل أن تتحسن الأوضاع في المنطقة، لأننا كلنا إخوة ولا بد للإخوة أن يكونوا دائمًا متواصلين”.
وفي 2019، نفى عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” موسى أبو مرزوق، وجود أي علاقات بين حركته والنظام السوري منذ مغادرة قيادتها العاصمة دمشق في العام 2012.
وعلى مدار سنوات طويلة، أقامت “حماس” علاقات قوية مع النظام في سوريا، لكن اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، ورفض “حماس” تأييد الأسد، وتّر العلاقات بين الحركة ودمشق، قبل أن تقرر قيادة “حماس” مغادرة دمشق، في شباط من العام 2012.
واتهم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، “حماس” وبعض أعضائها في عدة مناسبات بدعم جماعات المعارضة السورية والقتال إلى جانبها، واعتقل النظام بعض عناصر الحركة الذين بقوا في الأراضي السورية، وصادر ممتلكاتهم وأصول الحركة الأوسع.
عام عودة المياه إلى مجاريها
نقل موقع “المونيتور” عن مقربين من “حماس” لم يكشفوا عن هوياتهم، أن قيادة “حماس” منعت مسؤوليها والمتحدثين الإعلاميين من التحدث إلى الصحافة حول طبيعة المفاوضات لتجنب إفشالها.
وتحدثت المصادر عن إحراز تقدم ملحوظ في المحادثات التي تقودها إيران و”حزب الله” لإعادة العلاقات مع النظام السوري.
وأشارت إلى أن هنية اجتمع بهدوء مع نصر الله أكثر من مرة في بيروت خلال الأشهر القليلة الماضية، لبحث القضايا التي تمس العلاقات بين “حماس” والمحور الإقليمي بقيادة إيران، الذي يضم سوريا و”حزب الله”، وكذلك إعادة العلاقات مع النظام السوري.
وتتوقع المصادر أن يشهد عام 2021 عودة بعض قادة “حماس” إلى دمشق، حيث تعترف “حماس” والنظام السوري بالتحديات التي تنتظرهما، ويدركان أنهما بحاجة إلى تسوية خلافاتهما.
وفي بيان أصدرته، في 30 كانون الأول 2020، أدانت “حماس” القصف الإسرائيلي على دمشق، الذي أدى إلى مقتل جندي سوري.
الوساطة التي قادتها إيران و”حزب الله”، بدأت مع انتخاب قيادة جديدة للمكتب السياسي، ووصول إسماعيل هنية لرئاسته في عام 2017.
وكان النظام السوري اتهم قيادة “حماس” السابقة، حين كان خالد مشعل رئيسًا للمكتب السياسي، بقطع العلاقات، إذ رفض مشعل إدانة الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام السوري، ورفع علم الثورة السورية خلال احتفال “حماس” في قطاع غزة عام 2012.
اقرأ أكثر: “حماس” والنظام السوري.. علاقة مضطربة ومواقف متضاربة
وقال عضو في البرلمان الإيراني لـ”المونيتور”، لم يكشف هويته، إن “جهود إعادة العلاقات بين حماس وسوريا تسير في الاتجاه الصحيح وستتجسد قريبًا”.
وأشار إلى أن قائد “فيلق القدس الإيراني” السابق، قاسم سليماني، قاد تلك الجهود قبل مقتله في مطلع عام 2020، ويواصل عناصر “الحرس الثوري الإسلامي” والنظام الإيراني بالتعاون مع “حزب الله” العمل.
ولم تنقطع علاقة “حماس” مع إيران و”حزب الله” رغم موقفهما من الثورة السورية.
لماذا تُصر قوى “الممانعة” على ترميم العلاقات؟
يرى الكاتب الصحفي مهند الحاج العلي، في مقال بصحيفة “المدن” اللبنانية، سببين للجواب عن هذا السؤال، الأول هو أن النظام يسير في ظل التحالف مع روسيا باتجاه ترميم علاقاته مع دول عربية متحالفة مع إسرائيل.
ولم تعد الخيارات الإقليمية للنظام السوري هي نفسها، ففي الصراع مع “الإخوان”، يرى الأسد نفسه على المقلب الآخر، أي في مواجهة تركيا و”الإسلام السياسي”، لهذا فإن وراء الإصرار على مصالحة بين “حماس” والأسد محاولة لإعادة بعض التوازن إلى العلاقات الخارجية للنظام، ولتسجيل نقاط لمصلحة إيران بمواجهة روسيا في الداخل السوري.
أما السبب الثاني، بحسب الكاتب، فهو أن “محور المقاومة”، كما يطلق على نفسه، تنقصه العلاقة مع الجانب الفلسطيني، لأن “حزب الله” ورغم محاولاته الحثيثة لتحسين علاقته بحركة “حماس”، كان على طرف نقيض معها في الداخل السوري قبل سنوات فقط، وهذا تاريخ من الصعب محوه بسهولة، ولن تكفي صور المعانقة أو مؤتمرات التضامن لإلغاء هذه الحقبة مع مآسيها، خاصة أن المصارحة غائبة ولا اعتذار في الأفق، بل المطلوب من “حماس” أن تُعيد النظر في خياراتها السابقة.
ويرى الكاتب أن عودة “حماس” عن مواقفها السابقة والتقارب مع النظام تترتب عليه فاتورة باهظة، أخلاقيًا وسياسيًا، على الحركة تسديدها عند اختيار هذه الخطوة، من دون أي مقابل ملموس، إذ لا يملك النظام اليوم ما يُقدمه للحركة سوى الإفراج عن 1700 معتقل فلسطيني في سجونه.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :