ثلاثة تحركات عسكرية لـ”اللواء الثامن”.. جهود لزيادة القوة

عنب بلدي – علي درويش

أفضى اتفاق “تسوية” في تموز 2018 إلى سيطرة قوات النظام على محافظة درعا، وزيادة النفوذ الروسي في المحافظة عبر انضمام فصيل “شباب السنة” في “الجيش الحر” تحت قيادة النقيب أحمد العودة إلى “الفيلق الخامس” المشكّل روسيًا، تحت اسم جديد هو “اللواء الثامن”.

اتفاق “التسوية” تضمن عدة بنود، أهمها دمج مقاتلي المعارضة في “الفيلق الخامس”، الذي واجه صعوبات، خاصة في ريف درعا الغربي.

كما تحيط بـ”اللواء الثامن” نظرة سلبية نتيجة تبعيته لروسيا، ومشاركة عناصره في العمليات العسكرية لقوات النظام ضد مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا، التي خرج العودة وفصيله منها.

إلا أن حضور “اللواء الثامن” زاد في أحداث مهمة بدرعا على الصعيد العسكري، في الأيام الماضية.

وسيط منع من قصف الكرك الشرقي

شارك “اللواء الثامن” في حملة مداهمة وتفتيش في بلدة الكرك بريف درعا الشرقي بحثًا عن مطلوبين، أنهت حالة التوتر التي سادت في المنطقة.

وجرت الحملة وفق اجتماع ضم وفدًا من وجهاء الكرك، وقياديين من “اللواء الثامن”، مع اللجنة الأمنية في مدينة درعا بقيادة اللواء حسام لوقا، الأربعاء الماضي، وتوصل المجتمعون إلى اتفاق نص على السماح لقوات النظام السوري بتفتيش 17 منزلًا ضمن أحياء البلدة.

وكان مقاتلون سابقون في “الجيش الحر” هاجموا، في 8 من تشرين الثاني الحالي، حاجزًا للمخابرات الجوية، وأسروا الجنود الموجودين فيه مع اغتنام أسلحتهم، ردًا على محاولة اقتحام وتمشيط لأحياء في درعا البلد، قصفت خلالها قوات النظام بلدة الكرك بقذائف مدفعية.

بعدها استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية، تضمنت دبابات وعربات وناقلات جنود لمحيط البلدة، ومنعت دخول وخروج الأهالي من حواجزها، وطالبت بالجنود والأسلحة.

وقال مصدر مطلع في “اللواء الثامن” لعنب بلدي، إن المقاتلين في الكرك سلموا، في 10 من تشرين الثاني الحالي، أسرى قوات النظام، بعد دخول “اللواء” بوساطة بين الطرفين، لكن النظام يطالب بأسلحة وذخائر الحاجز التي تبلغ 20 قطعة سلاح.

وأوقف مقاتلو الكرك، الأربعاء الماضي، محاولة اقتحام قوات النظام للبلدة، بعد اشتباكات جرت بين الطرفين، قبل التفاوض والسماح للقوات بالتفتيش.

سحب نقاط أنهى التوتر مع السويداء

سحب “اللواء الثامن” نقاطه العسكرية المنتشرة في قرية القريا بريف السويداء الجنوبي على الحدود الإدارية لمحافظة درعا، في 9 من تشرين الثاني الحالي.

وهو أول بنود الاتفاق بين وجهاء من محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، الذي نتج عن مفاوضات جرت بين وجهاء المحافظتين على أن تسلم النقاط لأبناء السويداء فقط، وليس لأي جهات عسكرية أخرى، إضافة إلى بنود أخرى.

وبذلك أنهى “اللواء الثامن” التوتر مع الأهالي وفصائل السويداء المحلية، إذ تعد الأرض التي انسحب منها “اللواء” سببًا في الاشتباكات التي جرت في أيلول الماضي، نتيجة رمزيتها التاريخية لدى أهالي السويداء، وتمركز قوات العودة في المنطقة يثير استفزاز أهالي السويداء، بحسب ما أوضحه الناشط المدني عهد مراد في حديث سابق إلى عنب بلدي.

محاولة للاندماج مع فصائل معارضة محلية سابقة

في 5 من تشرين الثاني الحالي، اجتمع ممثلون عن “اللجان المركزية” في درعا مع بعض الوجهاء وقادة “الفيلق الخامس” في بلدة الأشعري بريف درعا الغربي، للتشاور بشأن تشكيل لجنة موحدة لتمثيل المحافظة.

وكان العودة تحدث عن تشكيل “جيش واحد” لمنطقة حوران في درعا، وذلك خلال كلمة ألقاها، في 23 من حزيران الماضي، خلال تعزية وفود من حوران بقتلى التفجير الذي تعرضت له حافلة مبيت تابعة لـ”الفيلق”.

وقال العودة، “قريبًا ستكون حوران جسدًا واحدًا وجسمًا واحدًا وجيشًا واحدًا، وهذا التشكيل لن يكون لحماية حوران فقط، إنما الأداة الأقوى لحماية سوريا”.

ووصف أحد أعضاء “اللجنة المركزية” من المنطقة الغربية (طلب عدم ذكر اسمه) لعنب بلدي، في وقت سابق، الاجتماع بـ”التحضيري والتشاوري لتشكيل جسم موحد لمناطق درعا كافة”، وأن البيان الرسمي للإعلان عن التشكيل سيكون قريبًا.

وقال الباحث في معهد “الجامعة الأوروبية” وفي “الجامعة الأوروبية المركزية” وفي معهد “الشرق الأوسط” والمتخصص في ديناميكيات الجنوب السوري عبد الله الجباصيني، في حديث إلى عنب بلدي، إن تشكيل اللجنة الموحدة سيعزز من قوة “اللواء الثامن” وشرعيته واستقطابه العديد من مقاتلي المعارضة السابقين، مع المتخلفين و”الفارين” من الخدمة العسكرية، و”من المتوقع أن تحد القوة الجديدة من نشاط إيران في الجنوب السوري بشكل كبير”.

وينافس “اللواء الثامن” القوات العسكرية والأمنية التابعة للنظام من ناحية النفوذ والسيطرة، وتعرض عناصر وقادة ضمنه لعمليات ومحاولات اغتيال، أبرزها استهداف حافلة مبيت، في حزيران الماضي، واستهداف موكب “اللجنة المركزية” في ريف درعا الغربي، وأُصيب على إثره أحد قادة “اللواء” في أيار الماضي.