هاجم النظام السوري المملكة العربية السعودية مرتين خلال يوم واحد، من خلال اتهامها بدعم قوات المعارضة، وذلك على لسان رئيس النظام، بشار الأسد، ومستشارته، بثينة شعبان.
ويأتي هجوم الأسد وشعبان على السعودية في حين تتقارب دول خليجية مع النظام السوري، بعدما افتتحت الإمارات والبحرين سفارتيهما في العاصمة دمشق.
كما أعلنت وزارة الخارجية السورية أمس، عن إعادة افتتاح السفارة العُمانية، واستقبال وزير الخارجية، وليد المعلم، السفير العُماني الجديد، محمد البوسعيدي.
الأسد: خسرنا المناطق بسبب الدعم السعودي
وقال الأسد في لقاء مع قناة “زفيزدا” الروسية، بُث الأحد 4 من تشرين الأول، إن قوات المعارضة سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي السورية التي خسرها النظام في عام 2014 بسبب الدعم السعودي، واصفًا الموقف بأن كان “خطيرًا جدًا”.
وأوضح الأسد أن الدعم السعودي لمن وصفهم بـ”الإرهابيين”، جاء تزامنًا مع دعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى قطر.
واعتبر الأسد أن خسارة هذه الأراضي بالتوازي مع الدعم المباشر وغير المباشر من قبل “القوى الغربية”، استدعت نقاشات مع القيادة العسكرية الروسية.
وبدأت روسيا عملياتها العسكرية في سوريا في عام 2015، وأسهمت بشكل مباشر في استعادة النظام عشرات المناطق التي خرجت عن سيطرته.
وتتوافق تصريحات الأسد مع تقديرات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الذي قال في مقال نشرته صحيفة “كراسنايا زفيزدا” التابعة لوزارة الدفاع الروسية، في 30 من أيلول الماضي، إن “العملية العسكرية الروسية في سوريا كانت ضرورية، وأسهمت في الحفاظ على الدولة السورية، وهزمت تنظيم (الدولة الإسلامية)”، وفقًا لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وأضاف أن 70% من الأراضي السورية كانت خارج سيطرة النظام قبل التدخل الروسي، وكانت قوات النظام تنسحب من مواقعها بينما تواصل فصائل المعارضة تقدمها في جميع الاتجاهات.
ورجّح التدخل الروسي كفة قوات النظام، وفقًا لشويغو، الذي أشار إلى أن النظام تمكن من استعادة السيطرة على 1024 قرية بفضل الإسناد الجوي الروسي، ونتيجة لذلك صارت 88% من مساحة سوريا تحت سيطرة النظام، على حد قوله.
لكن هذه العمليات العسكرية تُرجمت على الأرض بقتل 3966 مدنيًا منهم نساء وأطفال، بين 30 من أيلول 2015 و20 من أيلول الماضي، على يد القوات الروسية، بحسب تقرير أصدره “الدفاع المدني”، في 28 من أيلول الماضي.
ونفذت روسيا 182 مجزرة في سوريا، أدت إلى مقتل 2228 مدنيًا وإصابة 3172 آخرين، أغلبيتهم قضوا باستهداف المنازل أو الأسواق والأماكن المكتظة بالمدنيين، بحسب إحصائية “الدفاع المدني”.
بثينة شعبان تهاجم السعودية في نقطتين
من جهتها، هاجمت المستشارة السياسية والإعلامية للأسد، بثينة شعبان، المملكة العربية السعودية في مقال نشرته في صحيفة “الوطن” المحلية المقربة من النظام السوري، وذلك من خلال نقطتين.
وقالت شعبان، إن حرب اليمن “هدفها بيع الأسلحة الإسرائيلية وتحقيق أرباح هائلة لشركات الأسلحة”، وهو الهدف ذاته الذي تدور لأجله الحرب بين أرمينيا وأذربيجان منذ أيلول الماضي.
أما النقطة الثانية فهي ما قالت شعبان إنه استقدام تركيا المرتزقة والإرهابيين إلى سوريا بتمويل سعودي وخليجي سخي.
وشنت المملكة العربية السعودية، في آذار 2015، عملية أطلقت عليها اسم “عاصفة الحزم”، ضد “الحوثيين” في اليمن، وذلك لـ”دعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي”، بحسب التصريحات الرسمية السعودية.
كما شاركت في العملية قوات عربية من البحرين وقطر والأردن والمغرب والسودان ومصر، بالإضافة إلى الإمارات والكويت، فيما عرف بـ”التحالف العربي”.
–