حملت تهنئة أصدرتها “هيئة تحرير الشام” لحركة “طالبان” الأفغانية، بمناسبة توقيع الأخيرة “اتفاق سلام” مع الولايات المتحدة الأمريكية، رسائل داخلية لخصومها داخل سوريا.
واعتبر البيان الذي نشرته قنوات مقربة من “الهيئة” عبر تطبيق “تلجرام”، وتحققت منه عنب بلدي، اليوم الاثنين 14 من أيلول، وحمل توقيع رئيس المجلس الشرعي لـ”الهيئة”، عبد الرحيم عطون، الملقب بـ”أبو عبد الله الشامي”، توقيع الاتفاق “نصرًا كبيرًا أحرزه المسلمون في أفغانستان”.
ووقّعت الولايات المتحدة الأمريكية مع حركة “طالبان” الأفغانية أمس، الأحد، اتفاق سلام في العاصمة القطرية الدوحة، يتضمن سحب الأولى جنودها من أفغانستان بشكل تدريجي وخلال 14 شهرًا، وعقد الحركة محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.
كما تضمن الاتفاق إزالة عقوبات أمريكية عن أفراد من “طالبان” وتبادل إطلاق سراح السجناء.
وحمل بيان التهنئة رسائل داخلية لخصوم “الهيئة” خارجيًا وداخليًا، خاصة مع خوضها اشتباكات ضد تنظيمات عسكرية موجودة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، بما فيها تنظيم “حراس الدين” فرع تنظيم “القاعدة”.
وجاء في البيان أن “قيادة طالبان لم تخلط بين المسارين السياسي والعسكري، بل خدما بعضهما بعضًا”.
ويأتي ذلك بعد عشرة أيام من مقابلة الشرعي العام لـ”تحرير الشام” مع صحيفة LETEMPS” السويسرية الناطقة بالفرنسية، في 4 من أيلول الحالي.
ودعا “الشامي” حينها إلى تطبيع العلاقات مع الدول الأجنبية، قبل أن يوضح في رد نُشر أمس، تحققت منه عنب بلدي، أنه لم يصدر عنه عبارات مثل: تطبيع العلاقات أو السعي لتبييض الصورة، وإنما “نقل حقيقة الصورة كما هي في مناطقنا المحررة”.
وأوضح أنه تحدث للصحيفة بأن “المقاومة مشروعة ضد أي دولة ساندت النظام السوري، أما بقية الدول فلا مشكلة معها، ولا تحمل هيئة تحرير الشام أجندات تجاهها، ولا مانع من إجراء الحوارات مع الدول للتعريف بالقضية (السورية)، وفرنسا تعتبر من ضمن هذه الدول”.
اقرأ أيضًا: الشرعي العام لـ”تحرير الشام” يرد على مقابلة “التطبيع مع الغرب”
وأضاف بيان “الهيئة” اليوم لتهنئة “طالبان”، أن “الجماعة والوحدة والاعتصام رغم مراراتها لها حلاوة في عاقبتها، وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة”.
وكانت “تحرير الشام” حصرت النشاط العسكري في مناطقها بغرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضمها إلى جانب “الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة”.
ومنعت إنشاء أي غرفة عمليات أو تشكيل أي فصيل عسكري تحت طائلة المحاسبة، بحسب بيان نشرته في 26 من حزيران الماضي.
وسبق أن اعتقلت “الهيئة” أشخاصًا محسوبين على تنظيمات وفصائل عسكرية موجودة في إدلب، من بينهم المقاتل الفرنسي عمر ديابي (عمر أومسين)، وهو قائد لجماعة من المقاتلين الفرنسيين في سوريا، في 1 من أيلول الحالي.
كما اعتقلت، في حزيران الماضي، جمال زينية، الملقب بـ”أبو مالك التلي”، متهمة إياه بمحاولة “إضعاف الصف وتمزيق الممزق”، قبل إطلاق سراحه لاحقًا.
وفي الشهر نفسه، اعتقلت “هيئة تحرير الشام” القيادي السابق في صفوفها سراج الدين مختاروف، المعروف باسم “أبو صلاح الأوزبكي”، المنضوي حاليًا ضمن صفوف تنظيم “جبهة أنصار الدين” (الجهادي)، وهو مطلوب لـ”الإنتربول” الدولي.
وعقب اشتباكات بين “تحرير الشام” و”حراس الدين”، عُقدت ثلاث اتفاقيات بين الطرفين، تضمنت شروطًا متشابهة مع بعض الاستثناءات حسب منطقة الاتفاق، وذلك في حزيران الماضي.
ونصت الاتفاقيات الثلاث الموقّعة، في 26 من حزيران الماضي، على وقف إطلاق النار، ومنع “حراس الدين” من نشر الحواجز وإخلاء مقراته.
–