تركزت العمليات العسكرية لميليشيا “الحشد الشعبي” والجيش العراقي في شمالي محافظة الأنبار، وجنوبي محافظة نينوى، وغربي محافظة صلاح الدين، وصولًا إلى الحدود العراقية- السورية لملاحقة خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ومنذ بداية العام الحالي، أطلقت الجهتان العسكريتان حملات عسكرية، آخرها تحت اسم “أبطال العراق- المرحلة الثانية” (الأولى بدأت في شباط الماضي)، أُشركت فيها طائرات مقاتلة تابعة للقوة الجوية العراقية، وما زالت مستمرة في يومها الثالث اليوم، الخميس 4 من حزيران.
وعقد رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، الثلاثاء الماضي، اجتماعًا مع القيادات العسكرية والأمنية للاطلاع على سير العمليات، في المقر المتقدم للعمليات المشتركة بكركوك، وخلال العملية السابقة (أسود الجزيرة)، في 17 من أيار الماضي، ارتدى الكاظمي زي “الحشد الشعبي” قبل إطلاقها.
لماذا الآن؟
الخبير في العلاقات الدولية الدكتور العراقي عمر عبد الستار، يرى أن إطلاق “الحشد الشعبي” عدة عمليات عسكرية لملاحقة خلايا تنظيم “الدولة” والقضاء عليها، هو هروب من الصراع الداخلي بين الميليشيات المشكّلة لـ”الحشد”، والذهاب لقتال التنظيم الذي وحدها.
وقال عبد الستار، في حديث لعنب بلدي حول المكاسب التي سيجنيها الكاظمي من إطلاق العمليات، إن ذلك يحدده الهدف من سياسته، “فهل يتوجه ليقف ضد عمليات التحالف الدولي شرقي سوريا، أم إنه ذاهب ليمنع التفرق بين الميليشيات، أم يهرب سياسيًا من مواجهة هذه الميليشيات؟”.
الفوضى للتفاوض
وذكر الباحث عمر عبد الستار أن إيران، عبر القوى العسكرية الموالية لها، تعتمد على معادلة “الفوضى+ التفاوض”، أي إنها تحاول الضغط على خصومها في العراق عبر إثارة الفوضى اعتمادًا على الميليشيات المدعومة من قبلها، لتدفعها إلى التفاوض.
وبالربط بين طرفي العادلة، فالعمليات العسكرية التي تنفذها الميليشيات المدعومة والموالية لإيران على طرفي الحدود السورية- العراقية هي “فوضى”، للسيطرة على الحدود، وهي أهم نقطة في فرض أجندة في حال التفاوض بين العراق وأمريكا في حزيران الحالي.
ولم ينجح الكاظمي في كسب مقعد رئاسة الحكومة إلا بعد تأييد الكتل الشيعية في البرلمان العراقي، التي أسقطت قبله المكلفين السابقين محمد توفيق علاوي، وعدنان الزرفي.
وربطت الكاظمي علاقة وثيقة مع عدة دول عندما شغل منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني، كما أن بعض الأطراف الشيعية تصفه بأنه “رجل الولايات المتحدة” في العراق.
عمليات عسكرية متلاحقة
أطلق “الحشد الشعبي” والجيش العراقي، منذ 30 من آذار الماضي، ست عمليات عسكرية ضد تنظيم “الدولة”.
في 30 من آذار الماضي أعلن “الحشد الشعبي” عن عملية “ربيع الانتصارات الكبرى“، بحجة دخول مقاتلي التنظيم من سوريا إلى العراق.
تبعتها عملية، في 27 من نيسان الماضي، بمشاركة الجيش العراقي في صحراء عكاشات باتجاه الحدود العراقية- السورية، وأخرى من خلال نقل العمليات إلى الحدود السورية قبالة مدينة البوكمال شرقي سوريا في 30 من الشهر نفسه.
كما أعلنت “قيادة عمليات الأنبار” في “الحشد الشعبي” العراقي، في 2 من أيار الماضي، عن إطلاق عملية عسكرية واسعة لتفتيش الشريط الحدودي، تبعتها بعد يومين عملية “أسود الصحراء، ثم “أسود الجزيرة” في 17 من أيار الماضي، وانتهاء بـ”أبطال العراق”.
ونفذ التنظيم حسب إحصائية نشرتها وكالة “أعماق” التابعة له، 132 عملية في العراق، قُتل وجُرح فيها 225 شخصًا من القوات العراقية والميليشيات التابعة لإيران، بينما نفذ 51 عملية في سوريا.
–