تحدث مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” عن رصد نشاط لمؤسسات إيرانية في المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخرًا بريف إدلب.
وقال الباحث في الشؤون العسكرية ومدير وحدة المعلومات في المركز، نوار شعبان، لعنب بلدي، اليوم الأحد 29 من آذار، إن منظمة “جهاد البناء” المدعومة من إيران أرسلت سللًا إغاثية إلى أشخاص بدؤوا يستوطنون، وفق وصفه، في منطقة كفرنبل بريف إدلب.
وأوضح أن المركز رصد مؤخرًا خروج ثلاث حافلات من منطقتي قمحانة وحلفايا بريف حماة، تجمعت بداية في منطقة العباسيين في مدينة حمص، ثم توجهت نحو منطقة كفرنبل.
اقرأ أيضًا: كفرنبل.. المدينة التي “تفنن” العالم بقتلها فأسقطته
وقال إن الحافلات نقلت أعدادًا محدودة من الأشخاص، لم يعرف أصلهم، وما إذا كانوا من سكان المنطقة، مرجحًا احتمال أن يكون هؤلاء عوائل لمقاتلين من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، الذين يقاتلون في ريف إدلب.
وأكد شعبان أن نشاط منظمة “جهاد البناء” فيكفر نبل لا يقارن بما تقوم به في محافظة دير الزور ودرعا وأحياء حلب الشرقية.
جنوب”M4″
ركز شعبان في حديثه لعنب بلدي، على المناطق التي تقع جنوب طريق الـ”M4″، متوقعًا حدوث نشاط متسارع لإيران هناك.
واعتبر أن إيران لديها خبرة في ملء الفراغ، كما فعلت في ريف دير الزور ودرعا وحلب، وفق قوله.
وتوقع أن تستمر إيران بتغذية الموالين لها في هذه المناطق (جنوب M4)، مستندة على سياستها في ملء الفراغ، موضحًا أن إيران تعمل في المناطق الفارغة من سكانها على تكوين شريحة جديدة من المجتمع.
واستبعد شعبان أن تكون إيران تريد التوسع في هذه مناطق ريف إدلب، معددًا عدة أسباب لذلك منها، إمكانياتها الحالية المحدودة بسبب أزمتها الاقتصادية والعقوبات الأمريكية، إضافة إلى ما تواجه من الانتشار الكبير لفيروس “كورونا” (كوفيد -19)، لكنه أكد في الوقت ذاته على أن إيران تسعى لوضع قدم لها في هذه المنطقة.
وأضاف شعبان أن تركيز إيران في التوسع منصب في دير الزور وحلب أكثر منه في إدلب.
اقرأ أيضًا: البوكمال.. قدم إيرانية على طريق المتوسط
وتمكن النظام السوري بدعم من الميليشيات الإيرانية بريًا وروسيا جويًا من السيطرة على عدة مدن وبلدات استراتيجية في ريف إدلب، بينها كفرنبل وسراقب ومعرة النعمان وخان شيخون، وجميع هذه المناطق تقع جنوب الطريق الدولي “M4”.
وهجّر جميع سكان هذه المناطق منازلهم على وقع العمليات العسكرية، التي توقفت في 5 آذار الحالي، نتيجة اتفاق روسي- تركي، ثبت مواقع تقدم قوات النظام، وحصر تواجد المعارضة في بعض المناطق المتبقية شمال طريق “M4”.
وفي كفرنبل وثق ناشطون عمليات سرقة ونهب لمنازل المدنيين، عبر صور ينشرها عناصر قوات النظام والميليشيات المساندة لها.
https://twitter.com/QalaatAlMudiq/status/1242518816850169856?s=19
جهاد البناء
وفق الموقع الرسمي لها، فإنها تأسست في لبنان عام 1988، وأن هدفها تطوير المجتمع وتنميته من خلال برامجها ومشاريعها المتنوعة.
إلا أن نشاطها يعكس أنها بمثابة الجناح “الخيري والاجتماعي التنموي” لميليشيا “حزب الله”، حيث أن مقرها الرئيسي في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما لديها روابط مع ميليشيا “الدفاع الوطني” في سوريا، و”الحرس الثوري” الإيراني.
وقد أسهمت سابقًا في إعادة إعمار جنوب العاصمة اللبنانية بيروت بعد حرب عام 2006، قبل أن تصنفها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2007 كمنظمة إرهابية عالمية.
وتنفذ المنظمة مشاريع كبيرة في سوريا، من ضمنها إعادة بناء المدارس والطرق والبنية التحتية في حلب ودير الزور ومدن أخرى.
فضلًا عن تقديم مساعدات لعائلات المقاتلين السوريين ضمن المليشيات الموالية لطهران.