تشهد مختلف المحافظات السورية ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الفروج، وعزوف عدد كبير من مربي الدجاج عن تربيته، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وخاصة الأعلاف.
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نشرت أمس، الأحد 23 من شباط، عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، قائمة حددت فيها أسعارًا جديدة لعدد من السلع، من بينها الفروج.
وتبيّن في القائمة الجديدة ارتفاع جديد في أسعار الفروج، يضاف إلى الارتفاعات السابقة.
وبلغ سعر كيلو شرحات الدجاج وفق القائمة الجديدة، ثلاثة آلاف و200 ليرة، بينما كان سعرها في بداية الشهر الحالي ألفين و 650 ليرة سورية.
وارتفع سعر كيلو الفروج المذبوح، من ألف و650 ليرة، إلى ألفين و200 ليرة.
وسعر الفروج الحي ألف و475 ليرة (الدولار يقابل 1035 ليرة بحسب موقع الليرة اليوم).
ونال منشورة الوزارة استنكارًا واسعًا من قبل المتابعين، واعتبر معظهم أن هذه الأسعار خيالية، وأن الطعام أصبح رفاهية.
رغم الارتفاع.. التاجر يتحمل خسارة
مربي دجاج في دمشق (تحفظ على ذكر اسمه) قال لعنب بلدي إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الفروج، هو ارتفاع تكلفة الإنتاج، وخاصة العلف الذي وصل سعر الطن الواحد منه إلى 450 ألف ليرة سورية، فيما كان سعره في شهر آب الماضي، 240 ألف للطن، ويرتبط بسعره بالدولار كونه مستورد.
وأشار المصدر إلى زيادة نسبة نفوق الدجاج بسبب الأمراض الناتجة عن البرد، مع قلة توافر اللقاحات والأدوية وارتفاع ثمنها، فضلًا عن قلة مواد التدفئة (مازوت وغاز وحطب) وارتفاع سعرها أيضًا، ونفقات جديدة مقابل خدمات “الترفيق“.
ويدفع التاجر مقابل خدمات “الترفيق” مبالغ نقدية لشركات متخصصة بتأمين نقل الدجاج من المدجنة إلى المسلخ، لحمايتها من مشاكل الطريق وعصابات “التشليح”.
وأشار المربي إلى عزوف عدد كبير من مربي الدجاج، بسبب الخسارة التي يتكبدونها، موضحًا أن تكلفة تربية الصوص حتى يصل إلى وزن 2 كيلو غرام خلال شهرين، بلغت ثلاثة آلاف وخمسين ليرة (ثمن الصوص 250 ليرة + قيمة أربعة كيلوغرامات علف 1800 ليرة + خدمات 1000 ليرة).
وبالتالي فإن كلفة إنتاج الكيلو الواحد من الفروج تبلغ ألف و525 ليرة وسطيًا، فيما حُدد سعر الكيلو الواحد من أرض المدجنة بـ ألف و350 ليرة، أي إن التاجر يخسر عن كل كيلو نحو مئة و75 ليرة.
عزوف أكثر من نصف مربي الدجاج
مدير عام المؤسسة العامة للدواجن، سراج خضر، قال إن حوالي 60% من مربي الدجاج، توقفوا عن ممارسة نشاطهم، نتيجة الأعباء الكثيرة التي طالتهم، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الفروج والبيض، نتيجة انخفاض العرض من المادة مع بقاء الطلب نفسه، وفق ما نقلت عنه صحيفة “تشرين” الحكومية في 2 من شباط الحالي.
وتحدث خضر عن ارتفاع أسعار أعلاف الدجاج بمقدار الضعف، و وجود حالة من “الفلتان” في الأسعار، مشيرًا إلى أن الأعلاف تشكل نحو 75% من تكلفة المنتج.
ووصل طن فول الصويا لحوالي 625 ألف ليرة سورية، بعدما كان 250 ألف ليرة، بينما وصل سعر طن الذرة الصفراء ما بين 230- 250 ألف ليرة بعدما كان بحوالي 110 آلاف ليرة.
وتحدث خضر عن وجود مشكلات تتعلق بطلب مستوردي الأعلاف من مربي الدواجن بالدفع النقدي، بعدما كان بالدين ما أرهق العملية الإنتاجية والمنتج أيضًا.
وأشارت الصحيفة في تقرير آخر، في 15 من شباط، تحت عنوان ” أسعار الفروج تحلق.. وعزوف عن تربيته في السويداء”، إلى وجود توقعات بتفاقم أزمة الفروج خلال الأشهر المقبلة، لعدم تربية أفواج جديدة خلال هذه الفترة، ما سيؤدي إلى قلة عرض المادة واستمرار غلائها.
وعزا مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف في السويداء، نائل الشوفي، أسباب ارتفاع أسعار الفروج، إلى ارتفاع أسعار المواد المستوردة الداخلة في صناعة الأعلاف كالذرة الصفراء والصويا، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل.
وتزامن ارتفاع تكاليف الإنتاج مع عزوف المربين عن تربية أفواج جديدة، لعدم قدرتهم على تمويل تكاليف الإنتاج.
وتشهد معظم المواد الغذائية ارتفاعًا كبيرًا في أسعارها وسط ارتفاع نسبة الفقر وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، فيما بات معظم المواطنين يعتمدون على لحم الدجاج، بديلًا عن اللحوم الحمراء، بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها، إذ وصل سعر كيلو لحم العجل في مختلف المحافظات إلى نحو سبعة آلاف ليرة، ولحم الخروف 11 ألف ليرة.
وتصدرت سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا بالعالم، بنسبة بلغت 82.5%، بحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي، وردت في تقرير له يوم الجمعة 21 من شباط الحالي.
وتتوافق أرقام الموقع مع أرقام الأمم المتحدة، إذ قدرت نسبة السوريين تحت خط الفقر بـ 83%، بحسب تقريرها السنوي لعام 2019، حول أبرز احتياجات سوريا الإنسانية.
وشهد مؤشر القوة الشرائية في العاصمة دمشق تراجعًا كبيرًا وصل فيه إلى 10.11 نقطة وصنفه موقع “Numbeo” العالمي بأنه منخفض جدًا.