إدلب وشرق الفرات.. أردوغان يلمّح إلى “حقبة جديدة” لتركيا في سوريا
خرج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بجملة من التصريحات الصاخبة، للرد على مقتل جنود أتراك على يد قوات النظام السوري، وللتعليق على الوضع المتأزم في إدلب، نتيجة حملة النظام وروسيا العسكرية.
وتضمّن حديث أردوغان اليوم، الثلاثاء 5 من شباط، مجموعة من التهديدات، التي أشار إليها بالقول، إن “الهجوم في إدلب هو بداية حقبة جديدة في سوريا بالنسبة لتركيا”، بحسب القناة الرسمية التركية (TRT).
وخالفت تصريحات الرئيس التركي ما كان متوقعًا لجهة التوصل إلى حل يوقف المعارك في إدلب وريفي حلب الجنوبي والغربي، خاصة أنها جاءت بعد ساعات قليلة من اتصال بينه وبين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وأبلغ أردوغان بوتين أن أنقرة ستقوم بما يلزم، إذا لم تنسحب قوات النظام السوري إلى المناطق التي حددتها اتفاقية “سوتشي”.
وتنص اتفاقية “سوتشي” بين روسيا وتركيا، الموقعة في أيلول 2018، على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15- 20 كيلومترًا داخل منطقة “خفض التصعيد” في إدلب.
واعتبر أردوغان أن النظام السوري لا يحرك ساكنًا دون علم روسيا، في إشارة إلى أن موسكو كانت على علم بأن النظام سيستهدف النقاط التركية في إدلب.
وكان سبعة جنود أتراك وعامل قُتلوا وأصيب سبعة آخرون، في قصف للنظام السوري على إدلب، في 2 من شباط الحالي، بحسب وزارة الدفاع التركية.
وردًا على مقتلهم، أطلقت تركيا 122 قذيفة مدفعية و100 قذيفة هاون على 46 هدفًا لقوات النظام، وقُتل إثر ذلك نحو 35 عنصرًا من قوات النظام، بحسب ما أعلنه أردوغان.
وقبل هذه الحادثة، زادت تركيا من نقاط المراقبة في إدلب، وأحاطت مدينة سراقب التي يسعى النظام للسيطرة عليها كونها نقطة تقاطع الطرق الدولي، بأربع نقاط مراقبة.
اقرأ أيضًا:سراقب “في حضن” الجيش التركي.. رسالة أنقرة لموسكو
شرق الفرات.. خلط الأوراق
من ضمن التصريحات اللافتة للرئيس التركي اليوم، حديثه عن اتفاق “شرق الفرات”، معتبرًا أنه لا يطبق بشكل جيد، وهو ما يبدو ردًا على تصريح لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء، حمّل فيه أنقرة مسؤولية ما يحدث في إدلب، لأنها لم تطبق اتفاقيات “أستانة” و”سوتشي”.
وأنهت اتفاقية “سوتشي” المتعلقة بشرق الفرات بين أردوغان وبوتين، في 22 من تشرين الأول 2019، العملية العسكرية التركية، التي سيطر خلالها الجيش التركي و”الجيش الوطني” السوري على مدينتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة، وقراهما وبلداتهما، وسميت المعركة “نبع السلام”.
وكانت تركيا ترمي أيضًا من خلال “نبع السلام” للسيطرة على بلدة تل تمر بريف الحسكة وتل رفعت بريف حلب الشمالي، وعين العرب بريف حلب الشرقي، لكن سعيها توقف مع توقيع “سوتشي”.
وفي ظل حملة النظام وروسيا المستمرة على إدلب، ومع تدفق آلاف النازحين إلى الحدود التركية ومدن إدلب الحدودية، وإلى مناطق ريف حلب الشمالي، أعاد الرئيس التركي خلال تصريحاته الحديث عن مدينة تل رفعت، مشيرًا إلى ضرورة طرد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) منها، وإعادتها إلى سكانها الأصليين.
ويسود التوتر في إدلب وسط تقدم لقوات النظام في محور مدينة سراقب، التي أحاطتها تركيا بأربع نقاط مراقبة، منعًا لتقدم النظام.
وحول إمكانية الصدام عسكريًا مع روسيا، أكد أردوغان، في تصريحات سابقة للصحفيين خلال رحلة عودته من أوكرانيا، أنه لا توجد حاجة لدخول تركيا في نزاع خطير أو تصادم مع روسيا، مشيرًا إلى وجود مبادرات استراتيجية جدية للغاية معها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :