سراقب “في حضن” الجيش التركي.. رسالة أنقرة لموسكو

camera iconمدفعية للجيش التركي على الحدود السورية - الأناضول)

tag icon ع ع ع

شمالًا، غربًا، شرقًا، وجنوبًا، بات الجيش التركي يتوزع في مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي، موجهًا رسالة إلى شريكه الروسي، الضامن واللاعب الأساسي في اتفاقات “أستانة” الراعية لـ”خفض التصعيد”، التي وصفها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل يومين بـ”الميتة”.

تتميز مدينة سراقب باحتضانها عقدة اتصال طريقي “M4″ و”M5” الدوليين، إلى جانب احتضان كبرى المظاهرات ضد النظام السوري، ما جعل لها أثرًا كبيرًا في نفوس وذاكرة المناهضين للنظام، وسيشكل انتزاعها من سيطرة المعارضة انتكاسة جديدة.

كل ذلك جعل النظام يضعها في مرمى قذائفه على مدار السنوات الماضية، وحاليًا يشن عليها حملة عسكرية واسعة، لقضمها كحال مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان “الاستراتيجيتين” على طريق “M5”.

هذه المعطيات دفعت الجيش التركي للتحرك لسد كل المنافذ على النظام، واحتضان مدينة سراقب من جهاتها الأربع.

وبات وصول النظام، إليها يعني اصطدامًا محتملًا مع الجيش التركي، الذي أرسل، وعلى غير العادة، فرقًا مقاتلة وعشرات المدرعات، ما جعل أرياف إدلب وحلب تغص بها، وفق ما نقله مراسل عنب بلدي عن شهود عيان.

 اقرأ أيضًا: ثلاثة أحداث تؤكد تضارب المصالح الروسية- التركية في سوريا

دبلوماسيًا

لا تحركات دبلوماسية روسية تركية تجري حتى الآن لإيضاح المشهد على الأرض.

ووفق مجريات الأحداث، انقطعت تحركات البلدين لجهة سوريا وإدلب، منذ آخر اتصال جمع بين رئيسي أركان البلدين، التركي، يشار غولار، ونظيره الروسي، فاليري غيراسيموف، في 30 من كانون الثاني الماضي، وفق وكالة “الأناضول” التركية.

ولم ينتج عن حديثهما سوى التصريحات الدبلوماسية، لجهة المحافظة على قنوات التواصل بشأن إدلب واتفاق “خفض التصعيد” فيها، ما أعطى انطباعًا بعدم وجود بارقة أمل تفضي إلى وقف العمليات العسكرية للنظام وروسيا في المحافظة، التي أودت بحياة العشرات من المدنيين، وخلّفت آلاف النازحين وفق بيانات فرق “الدفاع المدني”.

وجاء بعد ذلك تصريح الرئيس التركي، اليوم، حين طالب روسيا بعدم وضع عراقيل أمام العمليات التركية في إدلب، معززًا الشكوك التي تتحدث عن وجود خلاف حقيقي بين روسيا وتركيا، الشريكتين بالوصول إلى حل في سوريا، وفق تصريحات زعيمي البلدين.

وكشف ضيق مساحة سيطرة المعارضة في إدلب وحلب، عن الرغبات الحقيقية لشكل الحل الذي تسعى إليه كل من أنقرة وموسكو، فالأخيرة قالت أكثر من مرة إن النظام يجب أن يستعيد كل شبر من الأراضي السورية، حتى تكتمل لديها الرغبة في البدء بحل سياسي.

في حين ما زالت أنقرة تصر على أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قتل الآلاف ولا يجب أن يكون شريكًا في الحل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة