اختفاء الأب باولو دالوليو أثناء «زيارة إنسانية» إلى الرقة
خطفت جهة مجهولة الأب الإيطالي باولو دالوليو في مدينة الرقة أثناء زيارة لها يوم الاثنين 28 تموز، وسط تضارب الأنباء حول مصيره واتهام لـ «دولة العراق والشام الإسلامية» بالمسؤولية عن خطفه، فيما طالبت المعارضة وجهات دولية بالإفراج الفوري عنه.
اختفى الأب باولو ظهر الاثنين لدى ذهابه إلى مقر «دولة العراق والشام الإسلامية» في مبنى محافظة الرقة لـ «مقابلة أمير في الدولة» ومطالبته بالإفراج عن بعض الناشطين المعتقلين لديه، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في الرقة أن أعضاء في جماعة «الدولة الإسلامية» خطفوا الأب «حين كان يسير في المدينة»، رغم أن باولو أحد أبرز المدافعين عن الثورة السورية، كما رفض الاتهامات الموجهة للجيش الحر باختراق التنظيمات الإرهابية له.
وشارك باولو في مظاهرة يوم الأحد نظمها ناشطو الرقة، ألقى فيها كلمة عن السلام والتآخي وعن الرقة المحررة التي سوف تكون انطلاقة لتحرير العاصمة، وكتب على صفحته في الفيسبوك «جئت اليوم إلى مدينة الرقة وأنا أشعر بالسعادة لسببين، أولهما أنني على أرض سوريا الوطن وفي مدينة محررة، والسبب الثاني، الاستقبال الرائع من قبل هذه المدينة الجميلة؛ عشتُ أمسية رمضانية من أحلى ما يكون والناس في الشوارع بحريّة ووئام، إنها صورة للوطن الذي نريده لكل السوريين»، مؤكدًا التزامه بمبادئ الثورة بالقول «طبعًا، لا يوجد شيء كامل لكن الانطلاق جيد، ادعوا لي بالتوفيق من أجل المهمة التي جئت من أجلها… إن الثورة ليست توقّعات بل التزامًا».
فيما أعلنت مجموعة الخليل التي ينتمي إليها دالوليو في بيان لها أن الأب أخبر مرافقيه بأنه «قد لا يتمكن من الاتصال بأحد لعدة أيام، وشكرهم لصلواتهم وتعاطفهم ودعمهم».
من جانبه أعرب البابا فرنسيس عن قلقه على مصير باولو، بعد تأكيد الفاتيكان بأن «ليس لديه معلومات» عنه.
وطالب الائتلاف الوطني السوري بدوره في بيان له بالإفصاح عن أية معلومات تفيد بعودة دالوليو، وجاء في البيان «بعد مرور أربعة أيام على آخر مرة شوهد فيها الأب باولو دالوليو في مدينة الرقة، يعبر الائتلاف الوطني السوري عن بالغ قلقه على وضع الأب، ويطالب كل من لديه معلومات عن مكانه بالإفصاح عنها بما يساهم في عودته سالمًا»، محذرًا من «أي اعتداء على حرية الأب باولو باعتباره من أهم وجوه التحضر والسلام في سوريا».
وكان الأب دالوليو الكاثولوكي اليسوعي أسس دير مار موسى الحبشي في أحد الجبال شمال دمشق قبل ثلاثين سنة، وعرف عنه مواقفه ضد قمع الأسد للثورة السورية، ما جعل السلطات السورية تنفيه خارج البلاد في حزيران العام الماضي.
يذكر أن مطران الروم الأرثوذكس بولس يازجي، ومطران السريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم خطفا أيضًا في ريف حلب نيسان الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :