زاد نقص الخبرات، والخلفيات غير الأكاديمية لدى معظم العاملين في حقل الإعلام الجديد، وحداثة التجربة ككل، من غموض المشهد السوري، وساهم في التشويش على الرؤية العامة لسير الأحداث، إذ يعتقد الكثير من المواطنين العرب والغربيين أن السوري هو من دمر بلده بيده، وبأنه “أس” الإرهاب في العالم، وقد عززت الأحداث الدامية في بعض مدن العالم هذا الاعتقاد، وأن القضية السورية كانت عاملًا سلبيًا على استقرار بلادهم، وهذا ما يؤكد عليه صحفيون سوريون وخبراء إعلاميون لعنب بلدي.
يرى الصحفي مصطفى السيد أن هناك قصورًا بتوصيل شكل الثورة السورية للرأي العام الأوروبي والأمريكي، وأن “صورة نمطية” تشكلت عن السوريين في العالم، تقول إن أغلبهم من “جبهة النصرة والقاعدة”، والمسؤول عن هذا هم الإعلاميون السوريون، لعدم قدرتهم على إيصال الصورة الصحيحة.
إذن هناك دور “ملتبس ومتعدد”، وأحيانًا “سَلطة”، بحسب جواد أبو المنى، رئيس تحرير صحيفة سوريتنا، في إشارة إلى الفوضى في المنهج والأداء، لدى بعض وسائل الإعلام السورية الجديدة.
يقول أبو المنى، لعنب بلدي، إن “الدور الذي يؤديه الإعلام ملتبس، لا يوجد لدى معظمنا خلفية أكاديمية لتساعدنا، أغلب الخبرات عربية وأجنبية، والمدربون في الدورات التي نتبعها أغلبهم مصريون أو لبنانيون.. في الحقيقة المفهوم ملتبس وغير واضح، الناس ينتظرون منا كل شيء، ونحاول فعل ذلك.. نحاول أن نقدم كل شيء”. ويضيف “لا يوجد لدينا معايير واضحة وخلفيات يعتمد عليها، كل واحد يعمل حسب الخبرات التي تؤهله، نحن مؤسسة سورية لدينا مستشار إعلامي مصري، لماذا لا يوجد لدينا مستشار سوري؟”، في إشارة منه إلى نقص الكفاءات على مستوى الصحفيين والخبراء، والذي يشكل عامل تأثير كبير على الإعلام وأدائه.
وبحسب “أبو المنى”، فإن معيار نجاح المؤسسات الإعلامية واستدامتها، هو الإنتاج، “فلدينا صحف بدأت في العام 2011 وتصدر بشكل أسبوعي ومنتظم حتى الآن، ولديها منتج ملموس وأثر واضح على الجمهور، وبينما صحف ومجلات أخرى تنتج كل شهرين أو ثلاثة حسب ظروفها”.
وتعد “سوريتنا”، وهي جريدة أسبوعية مطبوعة، من أوائل الصحف التي صدرت في سوريا بعد انطلاق الثورة (صدر العدد الأول منها في 29 أيلول 2011)، وهي واحدة من صحف قليلة، حافظت على انتظام صدورها أسبوعيًا طيلة خمس سنوات دون انقطاع، رغم ملاحقة كوادرها في دمشق، وخروجهم تدريجيًا، ليستقر بهم الحال أخيرًا في تركيا.
تجربة غير واضحة.. كيف ينظر إليها إعلام النظام؟
من جهة أخرى يرى الصحفي كفاح عزام، الموظف في جريدة صدى الشام، أن التجربة التي مر بها الشعب السوري منذ اندلاع الثورة، والزخم الذي حصل بالتزامن مع اندلاعها “إعلامي بالأصل”، فقد شهدت بداية المظاهرات الشعبية والحراك الجماهيري على مستوى سوريا “زخمًا شعبيًا”، وخلال السنوات الخمس من عمر الثورة “تطور الإعلام واتجه نحو الاحترافية”، لكنه يعترف بأن التجربة غير واضحة لحد الآن، “لأنه إعلام جديد وبديل”.
ويشاطر الصحفي محمد نور (اسم مستعار)، والعامل في إحدى صحف النظام حاليًا، رأي زميله عزام، حول قصور التأثير ومحدودية الأدوات التي تخلق استجابة لدى الجمهور السوري، مقابل الرسائل الإعلامية التي يتلقاها من الإعلام الجديد، “للأسف لم يتمكن الإعلام الجديد، رغم أن المعطيات والأحداث كانت في صالحه، من التأثير”، ويضرب مثالًا “عندما نشاهد أن إحدى الوسائل تنقل حادثة حريق العصرونية في دمشق وتستشهد برواية صحفي موجود في تركيا لإلقاء التهم على جهة ما، فإن هذا يضعف رواية القصة ويحد من مصداقية الناقل، وهنا تتشابه روايته مع رواية إعلام النظام إبان اندلاع المظاهرات”.
تابع قراءة ملف: الإعلام “البديل” في “الغربال”.. تحسّس رؤوس مع انطفاء بريق الداعمين
الصحافة الورقية الجديدة.. طفرة ما بعد الثورة
هل مؤسسات الإعلام الجديد “غير وطنية”؟
دور الإعلام السوري الجديد “ملتبس”
“إعلام جديد” مقابل تنظيم “داعش” والنظام
الإعلام السوري الجديد في “غربال” المنظمات الداعمة
منظمات دولية دعمت الإعلام السوري الجديد
تأثير في مناطق المعارضة.. وغياب عن “مناطق النظام”
درعا.. تجارب إعلامية محلية تشوبها “المناطقية” وتنقصها الخبرات
“حلب اليوم” تلفزيون “ثوري”.. ينقد الثورة
الإذاعات السورية.. صراع من أجل البقاء ومسيرة يعرقلها “مزاج الداعم”
مرحلة “تحسس” رؤوس.. هل يستمر الإعلام الجديد؟
تجربة شبكة أبراج.. الأولوية “ليست للعمل الجماعي“
تجارب إعلامية تتأسس في الحسكة بعد ارتخاء قبضة النظام
“شام”.. أقدم شبكة إعلامية في الثورة بدون تمويل
استمرارية الإعلام السوري الجديد على المحك
ناشطون: الإعلام الجديد.. يشبه كل السوريين “الأحرار”
تطور آليات التوظيف في المؤسسات الإعلامية الجديدة
الوضع القانوني شرط أساسي لاستدامة المؤسسات
تجارب جديدة في التمويل الذاتي.. “التفكير خارج الصندوق”
شبكات ومجموعات عمل للنهوض بالمؤسسات الإعلامية إداريًا وتنظيميًا
إعلاميون: “الإعلام الجديد” سيقود القاطرة في سوريا
لقراءة الملف كاملًا في صفحة واحدة: الإعلام “البديل” في “الغربال”.. تحسّس رؤوس مع انطفاء بريق الداعمين
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :