tag icon ع ع ع

في بدايات تحرير الغوطة من سيطرة النظام، كان العمل في مجال التعليم متفرقًا، كل منطقة تعمل على حدة مع منظمات تدعم هذا المجال، فمثلًا في دوما كان هناك ثلاثة مراكز تعليمية تشرف عليها مؤسسة وجدت سابقًا، هي مؤسسةاقرأالتعليمية، بينما في معظم مناطق الغوطة الأخرى كانت العملية التعليمية متوقفة بسبب المعارك.

عندما تحررت الغوطة بالكامل، بدأ تطوير العمل التعليمي، ويتحدث في هذا السياق عن هذه المرحلة، مدير التربية والتعليم في ريف دمشق، عدنان سليك، قائلًا “أنشأنا مجمع التربية والتعليم في الغوطة الشرقية في شباط 2013، وفي الوقت الذي بدأنا فيه بالتفكير بإجراء امتحانات موحدة لكافة مناطق الغوطة، تشكلت الهيئة الوطنية للتربية والتعليم التابعة للائتلاف بشكل مباشر، حيث لم تكن حينها قد تشكلت الحكومة المؤقتة بعد”.

وأضاف “أصبح هناك إجماع على إجراء فحوصات موحدة لكافة المناطق المحررة، وتم ذلك في شهر آب 2013”.

في تلك الفترة اتفق العاملون بمجال التعليم على إقرار المناهج السورية ذاتها، مع تنقيحها وحذف كل ما يتعلق بعائلة الأسد وتاريخها، وفق سليك.

وفي أواخر 2013 تشكلت الحكومة السورية المؤقتة، وأعلنت تشكيل وزارة التربية والتعليم، وبدأ وزيرها الأول، محيي الدين بنانة، بالإشراف على تشكيل مديريات التربية، يقول سليك “في تلك الفترة أوكلت إلي مهمة مدير التربية في ريف دمشق”.

كانت انطلاقة مديرية التربية في ريف دمشق في العام الدراسي 2014-2015 حيث حددت امتحانات موحدة باسمها، أما العمل الحقيقي للمديرية فيعتبر سليك أنه “بدأ في عام 2015-2016 حيث تولت المديرية الإشراف على المدارس بشكل مباشر”.

استهداف لتجمعات الطلاب خلال الحصص الدراسية

122

مدير التربية والتعليم في ريف دمشق، عدنان سليك، عنب بلدي.

يتهم سليك النظام السوري والطيران الروسي باستهداف المدارس بشكل مباشر ومتعمد، ويقول “كان الطيران يستهدف المدارس في أوقات الدوام، ويقصف القاعات والصفوف، وكان يتقصد وقت انصراف الطلاب من المدرسة ليستهدفهم بالقصف على أبواب المدارس، ما تسبب بحالات استشهاد كبيرة، وبتر في الأطراف”.

ونتيجة لذلك توقفت الكثير من المدارس عن العمل كليًا، وفي هذا الصدد يوضح سليك “لدينا في الغوطة ما لا يقل عن 175 مدرسة، يعمل منها حاليًا 135-150 مدرسة، والباقي متوقف عن الخدمة بسبب الدمار الكلي”، ويضيف “حتى المدارس الفاعلة، تعرضت الطوابق العلوية في معظمها للدمار”.

استغلال الهدنة لزيادة ساعات الدوام في المدارس

ترى ريم دوماني، معلمة مرحلة ثانوية في عدة مدراس في الغوطة، أن كفاءات المدرسين تتفاوت بحسب المدرس نفسه، ولكن برأيها هناك نقص عام للكفاءات، لا سيما في مجال التعامل مع الأطفال، نظرًا لكثرة الحالات النفسية المضطربة لدى الأطفال الذين يحتاجون لرعاية خاصة، وعدم وجود جهات تدعم تأهيل الكوادر، التي، وبرأي الدوماني، أن الغوطة بأمس الحاجة لها.

طلاب يدخلون إلى أحد صفوف مدرسة في دوما (عنب بلدي)

طلاب يدخلون إلى أحد صفوف مدرسة في دوما (عنب بلدي)

التحدي “الأصعب” الذي تواجهه مدارس الغوطة، بحسب دوماني، هو القصف، وتقول إن “الغياب القسري للطلاب في الأماكن الأشد تعرضًا للقصف، شكل عائقًا كبيرًا أمام الأساتذة في إعطاء المناهج”، وتستدرك “هذا ما جعل الهدنة فرصة حقيقية لنا لتفادي التراجع الكبير الحاصل سابقًا في العملية التربوية، وذلك بزيادة ساعات الدوام في الكثير من المدارس بهدف تعويض النقص”.

وأشارت المعلّمة إلى أنه وبعد الهدنة “بعض المدارس فتحت البوابات المطلة على باحة المدرسة بعد إغلاق دام ثلاث سنوات”.

بدوره، رئيس اللجنة التعليمية، ورئيس المجلس المحلي في داريا، أبو عماد خولاني، شدد على موضوع نقص الطعام والجوع، إذ بات من الواجب تأمين وجبات للطلاب لتعينهم على التعلم، وحتى لا يكون جل تفكير الطالب بالطعام، مشيرًا إلى أن مدرسة “أمل الأمة” تحاول قدر المستطاع تقديم وجبات من الطعام أو توزيع الحلوى للطلاب أثناء الدوام.

وتوجد في المدينة مدرستا “اقرأ وارقَ” المستقلة بفئتيها، ومدرسة “أمل الأمة” التابعة للمجلس المحلي، في حين افتتحت مدرسة بشائر الفجر التابعة لحركة “فجر الأمة” الإسلامية للذكور مطلع هذا الشهر، بعد انقطاع استمر لعام بسبب سوء الوضع الأمني واشتداد وتيرة القصف والمعارك، بالإضافة إلى انشغال المدرسين في الجبهات.

تابع قراءة الملف الموسع: سوريا المحررة.. مقاعد مهجورة ومدارس في الأقبية والكهوف.

إدلب وحلب.. النصيب الأكبر من المدارس المدمرة.

النظام يشتري الأسلحة برواتب المعلمين في حلب.

الإدارة الذاتية و”تكريد” التعليم.

إدارة وتشغيل أول جامعة في حلب بعد الثورة.

بعد حلب.. تأسيس جامعة في إدلب.

السعودية تموّل برنامج “لأتعلم” بـ 17 مليون دولار.

بسبب الدمار.. تحويل البيوت في حمص إلى مدارس.

ثلاث مرجعيات تتحكم بالعملية التعليمية في إدلب.

النظام والمعارضة يتقاسمان المدارس والطلاب في حماة.

غوطتا دمشق.. القصف والجوع يُفقدان التلاميذ تركيزهم.

نقص “شديد” في توفر الكتاب المدرسي في درعا ووزارة التربية المؤقتة تنفي.

توزيع عشرة ملايين كتاب مدرسي في المناطق المحررة.

خبيرة تربوية تتنبأ بمستقبل “أسود” للتعليم في المناطق المحررة.

لقراءة الملف كاملًا: سوريا المحررة.. مقاعد مهجورة ومدارس في الأقبية والكهوف.

 

مقالات متعلقة