نازحو دير الزور في الرقة «ينزحون» إلى دير الزور

no image
tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 55 – الأحد – 10-3-2013 

أوس العربي – دير الزور
شهد ريف دير الزور حركة نزوح واسعة خلال الأسبوع الماضي في أعقاب معارك «تحرير» مدينة الرقة المجاورة. لكن اللافت هذه المرة أن عملية النزوح هي نزوح عكسي لنازحين خرجوا بالأصل من ديارهم في دير الزور نتيجة الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام على مدنهم وبلداتهم منذ شهر حزيران الماضي.

9
وكانت مدينة الرقة على مر الأشهر العشرة المنصرمة الملاذ الوحيد لآلاف العوائل التي نزحت من مختلف المدن والبلدات السورية لأنها كانت ولغاية أيام قلائل بعيدة عن دائرة الصراع المحتدم في سوريا. إذ قدر عدد النازحين إليها بمليون نازح، لكن الحال تغير منذ عدة أيام بعد أن دخل الجيش السوري الحر مدينة الرقة دون مقاومة بالمعنى الحقيقي حسب شهود عيان، إذ انسحب الجيش النظامي خارج المدينة ليبدأ بعدها مسلسل لمّا ينتهي بعد من غارات الطيران الحربي على المدينة لتقلب عالي المدينة سافلها.
«أسماء» واحدة من مئات النازحين في مدينة الرقة ساقها عاثر الأقدار إلى طريق النزوح مرة أخرى إذ خرجت أسماء مع عائلتها بعد أن استهدفت المدرسة التي كانوا قد لجؤوا إليها في الرقة وخرجوا بصعوبة بالغة لأن قوات النظام استهدفت الحي الذي كانوا متواجدين فيه دون أن يتمكنوا من إخراج إلا القليل من متاعهم وبقوا لساعات طويلة يبحثون عن أي سيارة أو حافلة لتخرجهم خارج المدينة.
ولعلهم أكثر حظًا من غيرهم كما تقول أسماء، فبعد خروجهم من الرقة وصلوا بصعوبة الى إحدى المدارس في ريف دير الزور الغربي حيث التجؤوا إلى أقاربهم الذين هم نازحون بدورهم من مدينة دير الزور لتتدبر العائلتان أمورهما بما استطاعوا إليه سبيلًا في ظل ظروف أبسط ما يقال عنها أنها لا إنسانية.
ويبقى شبح النزوح يطارد السوريون من مكان إلى آخر ويلقي بظلاله على الثورة السورية فمليون نازح هو عدد ليس بالهين لكن ما يزيد الأمر صعوبة أن العدد ما يزال بارتفاع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة