tag icon ع ع ع

“رح ضل مستمر بهالعمل حتى تنجح الثورة، وإقدر مثّل الغوطة بمعارض في كل بلدان العالم، وورجي الناس الأسلحة اللي كان يقصفنا فيه”.

أبو علي الدوماني، من الغوطة الشرقية، كان يعمل في الرخام والسيراميك والإكساء منذ ثلاثين عامًا، والمفعمٌ بالفن بطبيعته، يهوى الآن جمع “فوارغ” ومخلفات القصف.

بدأ الرجل بجمع فوارغ الرصاص، ثم انتقل لمخلفات قذائف الهاون، وكلما اشتد القصف وتغيرت أسالبيه كان يواكب هذا التغير ويقتني مخلفات الأسلحة الجديدة.

صار الأطفال والكبار من بلدته يحضرون له المخلفات، حتى أصبح بحاجة إلى مستودع لجمعها وحفظها، وبالنظر لهذا المستودع يدرك الإنسان أنواع الأسلحة التي استخدمت بقصف دوما، وتطورها مع الزمن.

يقول الدوماني لعنب بلدي مفتخرًا بأعماله الفنية، وبعد أن انتهى للتو من تحويل قذيفة هاون إلى مزهرية بألوان مزركشة “إبداعي هو باستخدامي لمواد وظيفتها فقط القتل، صنعت منها فنًا، وحولتها لتحف فنية”.

ظروف عمل من “العصر الحجري”

يعمل الدوماني ضمن إمكانيات تكاد تكون “معدومة”، فهذه الصناعة تحتاج لمواد لاصقة ولحام وغيره، “نحن في الغوطة نعمل بإمكانيات وظروف تعتبر من العصر الحجري، فلا كهرباء ولا محروقات”.

وقد لاقت أعمال الدوماني صدى كبيرًا في الغوطة الشرقية، ورسمت البسمة على وجوه الناس، وهذا ما جعله يستمر بعمله، يقول “طالما القصف مستمر، فإن المواد الأولية لعملي موجودة باستمرار، وسأكمل عملي ولن أتوقف حتى تنجح الثورة”.

وعلى حد قوله، أكثر فكرة أعجبت الناس من أعماله هي “ألعاب الأطفال في العيد” حيث صمم “دويخة ومراجيح”، وهي ألعاب معروفة عند الأطفال السوريين، وقد لاقت هذه الأعمال صدىً وصنعت بهجةً “كبيرةً”، وبالنسبة له يعتبرها “إنجازًا عظيمًا” أدخل الفرحة للأطفال المحرومين منها.

 

فن يُستوحى من البيوت الدمشقية مادته الأوليةالقذائف والصواريخ

منذ بداية الثورة، كانت تجول في بال الشاب أكرم سويدان الملقب “أبو الفوز”، من الغوطة الشرقية، فكرة اقتناء أو جمع بعض من آثار الحرب، ليصنع في أحد زوايا منزله “تحفة” لعرضها، لتبقى ذاكرة الثورة والحرب جزْءًا من حياته.

بدأ سويدان مزاولة مهنة الرسم منذ صغره، واستمر بممارسته إلى جانب عمله الأساسي في إكساء المنازل والديكور، يقول “الرسم موهبة منحني إياها الله عزّ وجلّ، ولم أدرس أساسياته أو قواعده إطلاقًا، بدأت بالرسم بالفحم ومن ثم انتقلت إلى الزخارف والشرقيات، ثم انتقلت إلى الرسم على الزجاج”._14013690337

يعشق أبو الفوز البيوت الدمشقية ويستوحي منها أفكاره، وأغلب أعماله ورسوماته يعرضها في منزله، لأنه “لا يحب الظهور” كما يصف نفسه، ويتحدث عن فنه قائلًا “تقنية الفن التي أستخدمها عبارة عن زخارف ونقوش إسلامية تضم الكثير من أنواع الرسم فمنها العثماني ومنها الدمشقي ومنها الفارسي ومنها الروماني”، ولا يُعنى أبو الفوز خلال رسمه بتحديد نوع الرسم، فهو يرسم ما يجعل القطعة جميلة ويعطيها رونقًا، على حد وصفه.

“نحن شعب يصنع الحياة ويحب السلام ولسنا إرهابيون كما يصفنا النظام، وستبقى أعمالي شاهد على العصر للأجيال القادمة”، يقول أبو الفوز.

ونتيجة لتفرد منتجات سويدان، وإبرازها الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها، أُقيمت لأعماله معارض في دول عديدة، شارك بها صحفيون ناشطون لفتهم فنه، وكانت صور أعماله تعرض أمام البيت الأبيض، وفي دولة قطر، وداخل مبنى الأمم المتحدة، في حين لم يغادر هو الغوطة الشرقية منذ اندلاع الثورة. وفي المقابل، صُمدت أعمال سويدان في “فاترينة” بيته، متحديةً القصف وصعوبات العيش في في أكثر بقعة خطورة في العالم.

تابع قراءة ملف: الفن السوري في المناطق المحررة… أوركسترا بلا قائد.

“الغناء للوطن” مع شرارة الثورة الأولى.

فن الثورة السورية وموت “حارس البوابة”.

حركات فنية وأهازيج توحّد خطاب السوريين السياسي.

أغان ثورية وصلت شهرتها إلى العالمية.

– تحرر الأغنية الثورية من تزكية مخابرات النظام.

تطور فن الغناء من الفردي إلى الجماعي في المناطق المحررة.

بناء مسرح للأطفال في إدلب وتعليم الخط العربي.

دخول العسكرة والتشدد قيّدا فكر الثورة.. لكن لرسامي الكايكتير كلمة!

رسام حوران: الألم يولد فنًا وإبداعًا.

– مجلة أكرم رسلان.. تغطية أحداث الثورة برسوم الكاريكاتير.

فنانوا الغوطة يحوّلون أدوات الموت إلى تحفٍ فنيةٍ.

رسائل “ثورية” على جدران بنش.

غياب النخب والكوادر الفنية وشركات الإنتاج قيّد العمل الدرامي لصالح النظام.

محاولات فنية من لا شيء.. فرقة طريق الخبز.

“بقعة ضوء” الثوار.. كوميديا سوداء.

راديو فريش في إدلب تدخل تجربة الإنتاج المرئي.

وزارة الثقافة المؤقتة.. دور “معدوم” في تطوير الفن الثوري.

الفن وعلاج الأطفال.. حكايا من الداخل السوري.

يارا صبري: نحن بحاجة لمؤسسات وطنية تجمع الكوادر الفنية.

الفن السوري الكردي يرسخ هوية سوريا الجامعة.

الفن السوري والنزع الأخير.. صراع من أجل البقاء.

لقراءة الملف كاملًا: الفن السوري في المناطق المحررة.. أوركسترا بلا قائد.

مقالات متعلقة