مفاتيح لعلاقات عامة جيدة

tag icon ع ع ع

م. خليل آغا

كنت أتناقش مع مدير مبيعات لشركة سامسونج، الكورية المعروفة، وكان يشرح تقنية النانو سيلفر التي توصلت إليها مختبراتهم، فقلت له إن هذا الابتكار سيجعل سامسونج تتفوق على شركة LG، المنافس الأكبر لها، ولكن مدير المبيعات قال “سيكون هذا لعدة أشهر فقط، فإذا لم تتوصل شركة LG إلى طريقة أخرى تحقق فيها نفس النتيجة التقنية فإننا سنعطي ابتكارنا لهم كي ينتجوا منه”، وعندما تساءلت عن السبب أجاب “نحن شركتان متنافستان ولكن كلتينا شركتان كوريتان”.

إن مؤسساتنا السورية تعاني من ضياع أو خلل في تصنيف الآخرين، الذي نبني عليه طبيعة العلاقة معهم. فنحن ننسى في تعاملنا مع كوادرنا أنهم فريقنا الذي سيحقق الفوز فنتعامل معهم كمنافسين أو حتى كأعداء.

ونحن ننسى في تعاملنا مع منافسينا السوريين أنهم شركاء الدرب، والوطن بحاجة لجهودنا جميعًا -وهي لا تكفي بطبيعة الحال- فنتعامل معهم كأعداء لا مانع لدينا من بناء أمجادنا بتدميرهم.

ونحن ننسى في تعاملنا مع مزودينا وزبائننا أن تطورهم وقوتهم سيطورنا ويقوينا فنتعامل معهم باستغلال قد يسيء لهم.

ونحن ننسى في تعاملنا مع الجميع أنهم كأفراد أولًا بشر، والكلام على بساطته ولكننا لا نطبقه، فالبشر يجوعون ويمرضون وتسوء حالتهم النفسية أحيانًا لأسباب عديدة، فهل تهتم بموظفيك وشركائك ومزوديك وزبائنك وحتى منافسيك من هذه النواحي وتأخذها بعين الاعتبار أثناء إدارتك واتخاذك للقرارات وتعاملك معهم.

إدارة الموارد البشرية في مؤسستك تبنى بالأساس على التعامل مع موظفيك كبشر، وإدارة العلاقات العامة في مؤسستك تبنى بالأساس على التعامل مع من هم خارج مؤسستك كبشر.

عزيزي المدير، هل تشكر من ساهم معك في تحقيق انتصاراتك، هل تتشارك معه الاحتفال بالنصر ولو معنويًا، أم أنك لا تذكر إلا دورك أنت في تحقيق النصر؟

عزيزي المدير، هل تتعامل مع كل من ذكرناهم سابقًا بطريقة استراتيجية، فتربح أنت وهم معًا، من خلال التفكير بالممكن المفيد لك منهم، وتفكر من طرفهم بما يحقق مكاسب لهم أيضًا، خذ ما تستطيع منهم بدون الإضرار بهم وبدون الإساءة لهم.

عزيزي المدير، هل فكرت يومًا ما: ما هي صورتك التي رسمتها أنت عند موظفيك ومنافسيك؟

هل تعلم أن أفضل صورة ترسمها لك هي الصدق في التعامل؟ قد يحبك الآخرون وقد لا يحبونك لأسباب عديدة، ولكنهم سيستطيعون التعامل معك إن كنت صادقًا، طبعًا الصدق لا يعني توزيع آرائك في الآخرين هنا وهناك، ولا يعني الفظاظة، كن صادقًا في تعاملك مع الآخرين واحتفظ بآرائك عن الآخرين لنفسك.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة