250 طالبًا يمحون أميتهم في معهد “النور المبين” بريف إدلب

tag icon ع ع ع

 طارق أبو زياد – ريف إدلب

قد تكون الحرب الدائرة واستمرار التشرد والنزوح من عوامل ازدياد نسبة الأميين في سوريا بعدما كانت من أقل الدول في التصنيفات العربية والعالمية في معدلات الأمية، وهذا ما دعا الناشطين والجهات التعليمية في إدلب للبحث عن بدائل من أجل تأسيس مدارس ومعاهد تتخصص بمحو الأمية.

ومن قصص “النجاح” التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية، تأسيس معهد “النور المبين” لمحو الأمية، الذي بلغ عدد منتسبيه نحو 250 طالبًا أميًا، ويعلم فيه 12 مدرّسة مختصة تقوم بتعليمهم أساسيات القراءة والكتابة، عن طريق مناهج مخصصة، من تأليف رابطة العلماء السوريين، التي يتبع لها المعهد بحسب إحدى المدرّسات في المعهد.

المعهد الأول في إدلب

تقول مدرّسة، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إنّ المعهد حديث التأسيس، وتم افتتاحه في 15 تشرين الثاني الماضي، وهناك إقبال كبير من الأهالي عليه، كونه يعلم الفتيات اللواتي حُرمن من تعلم القراءة والكتابة خلال الحرب، إذ يعتبر المتوسط العمري للطالبات 15 عامًا، وهناك قسم مخصص للأطفال وآخر للمسنين.

وأضافت “رغم الفترة الزمنية القصيرة التي مضت على التأسيس، فإن النتائج الأولية تظهر صورة مبشرة، إذ تم تعليم عدد لا بأس به من الطلاب على أساسيات القراءة، وهناك تجاوب كبير منهم، الأمر الذي يدعوا للتفاؤل حقًا”. مشيرة إلى أن المعهد لم تواجهه أي صعوبات أو معوقات من أي طرف.

التعليم بالاعتماد على القرآن

وحول المناهج المتبعة في محو أمية المواطنين الذين يتبعون دروسًا خاصة في المعهد، وصفت الطالبة سمر صبحي، المنهاج بأنه “بسيط وممتع” ويتألف من كتاب “الجزء الرشيدي” يبدأ بتعليم الأحرف الأبجدية، ثم طريقة وصل الحروف مع التهجئة، وبعدها القراءة مع الحركات للوصول أخيرًا إلى القراءة الصحيحة، بشكل سليم وواضح.

وأردفت الطالبة أن أهم الميزات التي يقدمها المعهد أثناء التعليم هو “الارتكاز على مبادئ قراءة القرآن عن طريق الحركات، وأحكام التجويد والتطبيق الفوري بناء على أمثلة، وبعد تعلم القراءة ينتقل الطالب للمستوى الثاني الذي يعنى بتحفيظ القرآن الكريم، والدروس الشرعية البسيطة التي نحتاجها في حياتنا اليومية كالطهارة والصلاة وغيرها”.

تعليم كبار السن

لا تقتصر جهود المعهد على تعليم الطلاب الذين منعتهم الحرب فقط، بل يتوسع بالجهود إلى تعليم كافة الأميين مهما بلغت أعمارهم، تقول الطالبة سمر “إحدى الطالبات عمرها سبعون عامًا، وقد استطاعت تعلم القراءة”.

بدوره خالد الجبلي (مدرس متقاعد)، اعتبر أن ما يقدمه المعهد هو شيء “جيد”، ولكنه يجب أن يختص بالأعمار الكبيرة نسبيًا، ويدعو الأطفال للالتحاق بالمدارس حيث التعليم الجيد في مختلف أنواع المواد من علوم ورياضيات وغيرها.

ونصح القائمين على المعهد بتوسيع المجالات التي يقوم بتدريسها لتشمل عددًا أكبر من المواد المتنوعة، وتحويل الأطفال لديه إلى مدارس طبيعية في المدينة. وبحسب رأيه “لا تتوقف الحياة عند تعلم القرآن ولا مانع أن يكون التنوع موجودًا.. ببساطة يجب أن نخرج جيلًا مثقفًا متعلمًا بالإضافة إلى تعلم الدين”.

يذكر أن مؤسسة رابطة العلماء السوريين، تأسست بعد انطلاق الثورة ويتوزع عملها في تركيا والمناطق المحررة والمخيمات، وهي رابطة “دعوية اجتماعية تربوية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة