مجموعة “فاغنر” على المحك بعد مقتل قائدها
أثار الإعلان عن مقتل مؤسس مجموعة “فاغنر” الروسية، يفغيني بريغوجين، تساؤلات حول مصير المجموعة في المرحلة المقبلة، خاصةً مع وجودها في عدد من البلدان ومنها سوريا.
ونشرت وكالة “رويترز” تقريرًا اليوم، الجمعة 25 من آب، أوردت فيه مصير المجموعة وأدوارها وطريقة تعامل موسكو معها، وتأثير هذا الأمر.
ويعدّ مصير المجموعة التي خاضت معارك في أوكرانيا وسوريا وليبيا وإفريقيا الوسطى ومالي، على المحك، وفق الوكالة، التي أشارت إلى أهمية المجموعة بالنسبة لموسكو.
وتأتي هذه الأهمية على اعتبار أن الحركة قادرة على العمل بحرية أكبر دون وجود قانوني في الأماكن التي لا توجد فيها روسيا بشكل رسمي.
وليس بالضرورة أن يؤدي مقتل بريغوجين إلى تقليص عمل “فاغنر“، وبحسب “رويترز”، زار نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، ليبيا قبل يوم واحد من حادثة الطائرة التي أودت بحياة مؤسس المجموعة.
ونقلت عن مسؤول ليبي مطلع على الاجتماع، بأن يفكوروف التقى بالقائد العسكري الليبي، خليفة حفتر، وأخبره بأن المجموعة سيتولى قيادتها شخص جديد، لطمأنة حليف روسيا في ليبيا.
وتشير هذه الزيارة إلى أن الوجود الروسي في ليبيا سيتوسع ولن يتقلص بمقتل بريغوجين.
وسقطت طائرة خاصة في مقاطعة تفير الروسية، وكان على متنها بريغوجين، في 23 من آب الحالي، وفق ما ذكرت وكالة “تاس” الروسية.
“رويترز” قالت إن “فاغنر” عبارة عن شركة مستمرة مرتبطة بعقود وتعمل بشكل تجاري، لذا ستستمر وستظهر أن الأمور تسير بشكل طبيعي.
كما سيستمر عملها في البلدان التي تعمل فيها عبر اتفاق رسمي مع موسكو، ويمكن الإعلان عن اسم جديد لقيادة المجموعة.
لكن الوكالة أشارت أيضًا إلى أن كل ما سبق يتعلق فقط بمصير الجوانب الأمنية للحركة، لا الأصول الاقتصادية منها، ولم تتوفر معلومات عن مصير الشركات التابعة لها.
وتتبع لـ”فاغنر” مجموعة شركات تعمل في التعدين والنفط وقطع الأشجار في سوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى وبلاد أفريقية أخرى، ومحاولة وضع هذه الأصول تحت سيطرة الحكومة الروسية بشكل مباشر سيكون أمرًا صعبًا.
“فاغنر” خارج روسيا
وأسهمت “فاغنر” بالسيطرة على مناطق أوكرانية متعددة منذ بداية الغزو الروسي في شباط 2022.
وقادت عملية الاستيلاء على مدينة باخموت الأوكرانية، في أيار الماضي، قبل أن تظهر خلافات بين بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية.
واتهم قائد “فاغنر” حينها وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان على مدار أشهر بعدم الكفاءة، وحرمان “فاغنر” من الذخيرة وعدم دعمها بمعاركها في أوكرانيا.
وتطور الخلاف إلى حد اتهام بريغوجين، لقادة الجيش الروسي، باستهداف مقاتليه على الجبهات، وتنفيذ هجوم صاروخي مميت، وهو ما نفته وزارة الدفاع الروسية.
ودفعت هذه الاتهامات، بريغوجين، للإعلان عن توجه 25 ألف من مقاتليه نحو موسكو، إذ سيطروا على عدد من المنشآت والمطارات العسكرية، بهدف إلقاء القبض على وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، وفق المعلن آنذاك.
وعقب زحف “فاغنر”، أعلن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو عن وساطة تنهي الخلاف، وتدفع ببريغوجين خارج البلاد، والإقامة في بيلاروسيا، بعد مفاوضات استمرت ليوم كامل قبل القبول بعرض بوتين.
وشمل العرض إسقاط أي تهم عن مقاتلي “فاغنر”، وانضمام من يرغب منهم إلى الجيش الروسي، وخروج بريغوجين من روسيا.
وكان آخر ظهور لزعيم “فاغنر” قبل مقتله بيوم واحد، عبر تسجيل مصور قال خلاله إنه موجود في إفريقيا وستستمر مجموعته بالتوسع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :