“رويترز”: السعودية تعتزم دعوة الأسد إلى القمة العربية
نقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن ثلاثة مصادر مطّلعة أن السعودية تعتزم دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية في دورتها الـ 32.
وقال مصدران إن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان سيتوجه إلى دمشق خلال الأسابيع المقبلة لتسليم الأسد دعوة رسمية لحضور القمة المقرر انعقادها، في 19 من أيار المقبل، بالعاصمة السعودية الرياض، وفق ما نقلته الوكالة، اليوم الأحد 2 من نيسان.
ولم يرد مكتب الاتصال الحكومي السعودي ووزارتي الخارجية في البلدين على طلبات التعليق حول الأمر، بحسب الوكالة.
من جهته قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي، إن الجامعة ليست مطّلعة على كل خطوة على المستوى الثنائي بين الدول العربية، مضيفًا أنه لا يفترض وجود إبلاغ مسبق للجامعة حول الزيارة المتوقعة بين البلدين.
يأتي ذلك بعد أن نقلت “رويترز” عن مصدر أمني مصري، لم تسمّه، أمس السبت، أن لقاء وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، مع نظيره المصري، سامح شكري، في أول زيارة رسمية لمصر منذ بدء الثورة عام 2011، يهدف إلى “وضع خطوات لعودة سوريا إلى الجامعة العربية بوساطة مصرية وسعودية”.
وقال المقداد، إنه يتطلع إلى أن تشهد بلاده خلال المرحلة المقبلة “المزيد من التضامن العربي مع سوريا لتتمكن من تجاوز أزمتها”.
خطوات متسارعة
شهد الخطاب السعودي تجاه النظام السوري تغيرًا منذ مطلع عام 2023، برزت ملامحه بشكل أكبر منذ حدوث الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، بينما تسارعت خطوات التقارب خلال شهر آذار الماضي.
وفي خطوة هي الأهم في تطور العلاقات بين الجانبين على مدار السنوات الـ 12 الماضية، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر لم تسمِّها، في 23 من آذار الماضي، أن سوريا والسعودية اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما بعد قطع للعلاقات الدبلوماسية استمر أكثر من عقد، مشيرة إلى أن الإجراءات في هذا الشأن ستبدأ بعد عيد الفطر المقبل.
سبق ذلك حديث وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال جلسة حوارية، في 18 من شباط الماضي، حول وجود إجماع عربي على أن الوضع الراهن في سوريا “لا يجب أن يستمر”.
موقف ضبابي
في حين يظهر النظام السوري ترحيبًا بالمبادرات العربية، قال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حول احتمالية مشاركة سوريا في القمة، إن عضوية سوريا مجمّدة، ويتطلب حضور القمة إلغاء التجميد، وهو قرار يتطلّب بدوره قمة عربية.
واعتبر الأسد خلال مقابلة مصوّرة مع قناة “روسيا اليوم”، في 16 من آذار الماضي، أن الجامعة العربية “ساحة لتصفية الحسابات”، ولا يجب العودة إليها وهي ساحة للانقسام، بل عندما تكون عنوانًا للتوافق.
هجوم الأسد على الجامعة العربية ليس جديدًا، إذ قلّل خلال مقابلة مع “روسيا اليوم”، في حزيران 2022، من جدواها وقدرتها على تحقيق شيء من آمال المواطن العربي، بحضور أو غياب النظام عنها، كما اعتبرها الغطاء لـ”العدوان على ليبيا وعلى سوريا ولكل عدوان آخر”.
وقبيل القمة السابقة التي انعقدت في الجزائر عام 2022، تصاعدت مطالب بعض الدول بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، بينها الجزائر ولبنان والعراق والإمارات وسلطنة عمان، بينما اصطدمت تلك المطالبات برفض كل من السعودية وقطر.
وبعد حدوث الزلزال، في 6 من شباط الماضي، حركت الكارثة الركود السياسي، وقدمت للنظام زيارات عربية جاء بعضها لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا، عام 2011.
ومنذ تجميد عضوية سوريا في 2011 ظل مقعدها شاغرًا حتى آذار 2013، حين مُنح المقعد خلال القمة المنعقدة في الدوحة للمعارضة، وألقى رئيس “الائتلاف السوري المعارض” حينها، أحمد معاذ الخطيب، كلمة باسمها، لمرة واحدة في ذلك الوقت والمكان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :