الزلزال يفاقم أزمة البطالة في الشمال السوري
عنب بلدي – أنس الخولي
توالت خسارات عبد الله عوض (35 عامًا) بعد كارثة الزلزال، ليجد نفسه عقب أكثر من شهر دون مأوى، مبتور الساق وعاجزًا عن الحصول على مصدر دخل لإعالة أسرته.
اضطر الأطباء لبتر ساق عبد الله جرّاء الإصابة البالغة التي تعرّض لها بعد انهيار البناء الذي كان يقيم فيه بجنديرس على رؤوس ساكنيه، ما جعله عاجزًا عن العودة إلى عمله الذي يتطلّب مجهودًا كبيرًا، وفق ما قاله لعنب بلدي.
وأضاف أنه كان عامل مياومة (بالعتالة)، ولا يتجاوز أجره 70 ليرة تركية في اليوم، وبالكاد تكفيه وأسرته المكوّنة من خمسة أشخاص.
وفي حين كان الشمال السوري يعاني ارتفاع معدلات البطالة، وتدني الأجور، فاقم الزلزال الأزمة بعد أن ترك مئات المصابين عاجزين عن العودة إلى عملهم، ودمّر العديد من أماكن العمل ليحرم الكثيرين من مصدر دخلهم الوحيد.
مصادر الدخل مدمرة
فقد محمد سعد الدين (42 عامًا) مصدر دخله الوحيد بعد أن سقط البناء على ورشة النجارة التي يملكها في مدينة سلقين شمالي إدلب، مخلّفًا خسائر مادية كبيرة.
“وضعت كل ما أملك في هذه الورشة، والآن فقدت بخسارتها كل شيء”، قال محمد لعنب بلدي في إشارة إلى عجزه عن تأمين مكان عمل بديل يعوّض خسارته.
وكان رب الأسرة محمد يعتمد على الورشة لإعالة أسرته المكوّنة من خمسة أشخاص، وفقد بخسارتها مصدر دخله الوحيد.
المعاناة نفسها يعيشها قتيبة زعبوط (45 عامًا)، بعد أن فقد محله التجاري ومنزله في جنديرس، وأُجبر على النزوح إلى مراكز للإيواء في إدلب.
ويعاني قتيبة عجزه عن تأمين احتياجات أسرته الأساسية والعثور على فرصة عمل تؤمّن له مصدر دخل يعينه على تحمل تكاليف المعيشة، وفق ما قاله الشاب لعنب بلدي.
خسائر فادحة
الحاصل على ماجستير بالاقتصاد والمقيم في إدلب حذيفة علوش، قال لعنب بلدي، إن الزلزال أسفر عن خسائر اقتصادية كبيرة مباشرة، كالأضرار في البنى التحتية وتهدّم المنازل.
في المقابل، ما زالت كارثة توقف أعمال مئات الأشخاص وإغلاق ورشات العمل غائبة في الوقت الراهن، رغم أن أثرها على المدى الطويل سيكون كبيرًا على المنطقة.
ويرى علوش أن أكبر المشكلات التي خلّفها الزلزال، هي مشكلة تفاقم أزمة البطالة، إثر تعرّض عدد كبير من الأشخاص لبتر بالأطراف أو أضرار جسدية لن تسمح لهم بممارسة أعمالهم السابقة، إضافة إلى تهدم العديد من أماكن العمل.
يتزامن ذلك مع عودة أكثر من 50 ألف شخص من تركيا إلى الشمال السوري بعد أن خسروا منازلهم وعملهم في تركيا، وفق ما قاله علوش.
ولفت علوش إلى أن الكثير من العائدين كانوا يعتمدون على عملهم في الجنوب التركي لإعالة عائلاتهم المقيمين في الشمال، ما يعني تزايد معدلات البطالة والفقر في المنطقة.
لا توجد إحصائية دقيقة لحالات الإعاقة الدائمة التي نتجت عن الزلزال، بينما سلّط مختصون وأطباء، في حديث سابق إلى عنب بلدي،، الضوء على وجود العديد من الإصابات التي نتجت عنها إعاقة دائمة.
كما لا توجد إحصائية دقيقة لعدد أماكن العمل المدمرة جراء الزلزال، إذ اقتصرت إحصائيات المنظمات في الوقت الراهن على عدد الأبنية المدمرة التي بلغت حوالي 550 مبنى مدمرًا بالكامل، وأكثر من 1570 مبنى تضرر بشكل جزئي.
وعود حكومية
مسؤول العلاقات العامة في حكومة “الإنقاذ”، جمال الشحود، قال لعنب بلدي، إنه بعد الزلزال المدمر الذي أسفر عن تضرر الأيدي العاملة، ستعمل الحكومة على إيجاد فرص عمل لهم في مؤسساتها “بنسبة مدروسة وقانونية وفق قانون العاملين المعمول به”.
وأضاف أن “الإنقاذ” “حكومة ثورية” تعطي أولوية لـ”أبناء الثورة”، كما تعطي خصوصية للمصابين الذين أصيبوا خلال سنوات الثورة.
وعملت الحكومة منذ انطلاقتها على استيعاب الحالات الخاصة والتي لديها إعاقة جسدية ناتجة عن المعارك أو القصف الممنهج من قبل النظام السوري، وفق ما قاله الشحود.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :