“تجمع الشهباء”.. تشكيل مقرب من “تحرير الشام” بعباءة “الوطني”
أعلنت ثلاثة فصائل عسكرية عاملة شمال غربي سوريا اندماجها تحت مسمى “تجمع الشهباء”، عبر تسجيل مصوّر نشرته معرّفات التشكيل، الخميس 2 من شباط.
وضم التشكيل الجديد كلًا من “حركة أحرار الشام- القاطع الشرقي”، و”أحرار التوحيد/الفرقة 50″، و”حركة نور الدين الزنكي”.
وجاء في إعلان التجمع أنه يسعى إلى:
1.الحفاظ على أهداف “الثورة” والاستمرار فيها حتى تحقيق أهدافها وإسقاط النظام.
2.تنظيم الصفوف العسكرية بما يكفل الدفاع عن المنطقة ضد أي هجوم محتمل، والاستعداد التام لـ”تحرير الأرض من أيدي النظام وحلفائه”.
3.الوقوف بجانب المؤسسات “الثورية الأمنية والشرطية والخدمية” للقيام بواجبها في مواجهات التحديات الداخلية من عملاء النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، و”آفة المخدرات ودعم كل ما يضمن الوصول إلى محرر آمن”.
ويتبع فصيل “أحرار التوحيد” و”حركة نور الدين زنكي” إلى “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، في حين تُعرف “حركة أحرار الشام- القاطع الشرقي” بولائها لـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب.
لاقى التشكيل الجديد ردود فعل عديدة وانتقادات واسعة بأنه شق للصفوف أكثر من توحيدها، في الوقت الذي أعلنت فيه “الحكومة السورية المؤقتة” المظلة السياسية لـ”الجيش الوطني” ترتيب الصفوف وتفعيل دور “الشرطة العسكرية”.
الباحث السياسي في مركز “جسور للدراسات” فراس فحام، قال عبر “تويتر“، إن الإعلان عن تجمع “الشهباء” بمنزلة نفوذ جديد لـ”هيئة تحرير الشام” في مناطق نفوذ “الجيش الوطني”، وإن الكتل المندمجة ترتبط بتنسيق مسبق مع “الهيئة”.
بينما نشر الباحث السياسي في مركز “جسور” وائل علوان، عبر “تويتر“، أن ما لا شك فيه هو أن التجمع سيكون أقرب لـ”فرقة الحمزة” (الحمزات) و”فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات)، التابعتين لـ”الجيش الوطني”.
واعتبر علوان أن التشكيل سيكون مناوئًا لـ”الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني” الذي لا يزال في حالة حلّ المشكلات الداخلية وإصلاح العلاقات الخارجية ومحاولة التماسك من جديد.
وفي تشرين الأول 2022، تحالفت كل من فصائل “العمشات” و”الحمزات” و”القاطع الشرقي” مع “تحرير الشام” في اقتتال ضد “الفيلق الثالث”.
شق للصفوف أم ترتيبها؟
في 27 من تشرين الأول 2022، أطلقت “الحكومة المؤقتة” خطة لتفعيل دور المؤسسات وتوحيد الفصائل، بعد سلسلة اجتماعات ولقاءات أجرتها وزارة الدفاع مع مختلف القوى العسكرية والأمنية فيه.
وكذلك جرى اجتماع قادة “الجيش الوطني” مع مسؤولي الملف السوري، الذي عُقد في ولاية غازي عينتاب جنوبي تركيا في نهاية تشرين الأول 2022.
وبقيت مخرجات الاجتماع مقتصرة على التسريبات دون أي توضيح رسمي، لكن أبرز البنود توحيد فصائل “الجيش الوطني” وإنهاء حالة الفصائلية، وحلّ جميع الأجهزة الأمنية ضمن الفصائل، وإنشاء جهاز أمني واحد لكل المنطقة.
المحلل السياسي وائل علون قال في منشوره، إن إعلان التجمع الجديد يؤكد أن “الجيش الوطني” مظلة اسمية لا تعكس أي واقع تنظيمي، وأن “وزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة” منفصلة عن الفصائل.
وذكر أن الفصائلية شمالي حلب لا تزال حالة سائلة غير منضبطة، متوقعًا استمرار “الفك والتركيب” بناء على مصالح متبادلة، وأن أدوات “تحرير الشام” حاضرة حتى في غير مناطق نفوذها.
مع كل حدث في ريف حلب مرتبط بـ”أحرار الشام- القاطع الشرقي” أو “تحرير الشام”، تتراشق الفصائل والمعرفات المقربة منها الاتهامات بتفرقة الصفوف ومحاولة “التهام” بعضها على حساب فصائل أخرى، وخاصة “تحرير الشام” على حساب فصائل “الوطني”.
كما سيّرت “تحرير الشام” أرتالها أكثر من مرة باتجاه مناطق ريف حلب الخاضعة لسيطرة “الوطني”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :