“البسطات” أمام مساجد إدلب.. مصدر دخل وإزعاج
عنب بلدي – أنس الخولي
أمام مساجد مدينة إدلب، يتجمع العشرات من الأهالي بعد انقضاء صلاة الجمعة قاصدين الأسواق الصغيرة التي يجهزها أصحاب “البراكيات” (البسطات) مستغلين غياب دوريات مجلس المدينة التي تمنع عملهم.
يستغل أحمد العبد الله (30 عامًا) أيام الجمعة للاستفادة من الازدحام أمام المساجد وغياب دوريات البلدية، لوضع “بسطته” وعرض بضاعته أملًا بتحصيل دخل أفضل.
أحمد عامل توصيل على دراجة نارية، لكنّ دخله المحدود دفعه لوضع “بسطة” خضراوات وفواكه في كل يوم جمعة، وفق ما قاله الشاب لعنب بلدي من أمام “بسطته” قرب مسجد “الحسين”.
وانتشرت ظاهرة “البسطات” العشوائية بكثرة في إدلب خلال السنوات الماضية، إلى أن أصدر مجلس المدينة التابع لوزارة الإدارة المحلية والخدمات في حكومة “الإنقاذ”، في 10 من أيار 2022، قرارًا يقضي بإزالة “البسطات” والأكشاك” من الشوارع والأرصفة، حرصًا على حركة مرور المواطنين والسيارات.
مصدر رزق
تعد “البسطات” مصدر رزق لعديد من سكان إدلب العاجزين عن العثور على فرص عمل، أو الباحثين عن دخل إضافي في ظل تدني الأجور وارتفاع الأسعار.
واعتمد الأربعيني أمين قوصرة على “بسطة” لبيع الخضار لكسب رزقه منذ وصوله إلى إدلب هربًا من الملاحقات الأمنية في مناطق سيطرة النظام.
وبعد قرار منع “البسطات”، اقتصر دخل أمين على ما يكسبه من بيع يوم الجمعة، وفق ما قاله لعنب بلدي، موضحًا أن دفع إيجار محل في السوق الذي خصصه مجلس المدينة لبيع الخضار، يفوق قدرته ولا يتناسب مع الربح الذي يمكن أن يحققه من البيع في السوق.
كما أن السوق بعيدة عن مركز المدينة، ما يجعل الوصول إليها صعبًا بالنسبة للبائعين والزبائن، ويحدّ من حركة البيع، وفق ما قاله أمين.
ويواجه البائعون عديدًا من الصعوبات، خصوصًا في ظل انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار، وملاحقة دوريات البلدية التي تصادر البضائع.
وقال أحمد السيد يوسف (60 عامًا) لعنب بلدي، من أمام “بسطته” لبيع الخضار قرب أحد المساجد، إن عديدًا من بائعي الخضار في السوق، توجهوا لوضع “بسطات” أمام المساجد أيام الجمعة، بسبب تراجع المبيعات وضعف الحركة في الأسواق.
https://www.enabbaladi.net/archives/585180
“إزعاج وإعاقة للحركة”
تكتظ الساحات أمام أبواب المساجد بالزبائن وأصحاب “البسطات” الذين تتعالى أصواتهم.
واشتكى عبد الله العلي (32 عامًا) من أصوات البائعين، إذ يبدأ كل منهم بترديد عبارات تلفت النظر إلى بضاعته بصوت مرتفع، متجاهلًا أثر ذلك على المصلين وسكان المنازل المجاورة، وفق ما قاله الشاب لعنب بلدي.
كما انتقد عمر السعيد (51 عامًا) ظاهرة “البسطات” عند أبواب المساجد، باعتبارها سبب إزعاج للمصلين.
وقال عمر، إن “البسطات” تغلق أبواب المساجد، وتتسبب بإغلاق الطرقات قربها، ما يعوق وصول المصلين إلى المسجد.
وتزعج أصوات البائعين أصحاب المنازل القريبة من المسجد، إذ قال العشريني محمد سمير المقيم قرب مسجد “أبي ذر”، إن وجود البائعين وأصواتهم تعد مصدر إزعاج للسكان، بالإضافة إلى أن “بسطاتهم” تتسبب بإغلاق الشارع الرئيس قرب المسجد.
حلول حكومية “غير مُرضية”
مسؤول العلاقات العامة في مجلس مدينة إدلب، فراس علوش، قال لعنب بلدي، إن “البسطات” الموجودة أمام بعض المساجد تعوق حركة السير أمام السيارات والدراجات النارية، ما يدفع المجلس بالتعاون مع الجهات المختصة للعمل على إزالة هذه “البسطات”، ونقلها إلى مكان آخر مثل سوق “الكستنا”.
وبحسب ما قاله علوش، فعّل المجلس عددًا من الأسواق البديلة لـ”البسطات” العشوائية في المدينة، وانتقل عديد من البائعين إليها.
كما سيفعّل سوق “الكستنا” قريبًا، وذلك بعد تجهيزه قبل عدة أشهر ليكون بديلًا عن الانتشار العشوائي لـ”البسطات”، وفق ما ذكره علوش.
في المقابل، أثار قرار منع “البسطات” والعمل على نقلها إلى أسواق مخصصة، منذ أيار 2022، غضب أصحابها، الذين انتقدوا بُعد الأسواق المخصصة لهم عن المدينة وضعف حركة البيع فيها.
يأتي ذلك في حين تتفاقم الأزمات الإنسانية في سوريا، إذ بلغ عدد السكان الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في شمال غربي سوريا خلال عام 2022 نحو أربعة ملايين و600 ألف شخص، بينهم ثلاثة ملايين و300 ألف يعانون انعدام الأمن الغذائي، ومليونان و900 ألف نازح داخليًا، بحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
كما ارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إلى 14.6 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.2 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 15.3 مليون شخص في عام 2023.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :