هل تقف قطر وراء تهم الفساد في البرلمان الأوروبي
جرّد البرلمان الأوروبي النائبة اليونانية فيه إيفا كايلي من منصبها اليوم، الثلاثاء 13 من كانون الأول، بسبب مزاعم رشى قدمتها قطر للتأثير على القرارات السياسية.
كانت كايلي واحدة من 14 نائب رئيس في البرلمان، من بين أربعة أشخاص اعتقلوا في بلجيكا نهاية الأسبوع الماضي، بسبب فضيحة فساد أثارت غضبًا في بروكسل، بحسب وكالة “رويترز“.
وهددت القضية بتشويه صورة الاتحاد الأوروبي في الداخل والخارج، كما ألقت بظلالها على البرلمان الأوروبي الذي يسعى إلى أن يكون بوصلة أخلاقية لمحاسبة حكومات الاتحاد وانتقاد انتهاكات الحقوق العالمية.
وكان وزير الخارجية المجري، بيتر زيجارتو، كتب عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك”، “من الآن فصاعدًا، لن يتمكّن البرلمان الأوروبي من التحدث عن الفساد بطريقة موثوقة”.
من جهته، قال محامي كايلي في اليونان، ميكاليس ديميتراكوبولوس، في أول تعليق عام، “لا علاقة لها بالتمويل من قطر، لا يوجد دليل صريح وقطعي”.
بالمقابل، قال ممثلو ادعاء بلجيكيون إنهم يشتبهون منذ أكثر من أربعة أشهر في أن دولة خليجية تحاول شراء النفوذ في بروكسل. ورغم عدم الكشف عن أي دولة من قبل النيابة العامة، قال مصدر مطلع لوكالة “رويترز”، إنها قطر.
من جهتها، قالت البعثة القطرية لدى الاتحاد الأوروبي التابعة لوزارة الخارجية، في بيان عبر حسابها في “تويتر”، إن “قطر ترفض محاولات ربطها باتهامات الفساد المتعلقة بشخصيات برلمانية”.
ونفت صحة الادعاءات المتداولة، مؤكدة أن قطر تعمل دبلوماسيًا عبر العلاقات المؤسسية، وتمتثل بشكل كامل للقانون الدولي.
— Qatar Mission to the European Union (@QatarMissionEU) December 11, 2022
من 9 إلى 12 من كانون الأول الحالي، فتشت الشرطة البلجيكية 19 منزلًا ومكاتب للبرلمان في إطار تحقيقاتها، وصادرت أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة وأموالًا عُثر عليها بحقائب في بعض الفنادق، كما جمّدت السلطات اليونانية، الاثنين، أصول كايلي في اليونان.
وصادرت الشرطة العديد من الأموال في ثلاثة أماكن مختلفة، منها 600 ألف يورو في منزل أحد المشتبه بهم، وحقيبة مليئة بمئات الآلاف من اليورو في غرفة بفندق في بروكسل، وحوالي 150 ألف يورو في شقة مملوكة لشخص واحد، بحسب وكالة “أسوشيتد برس“.
بدورها، وعدت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، بأنه “لن يكون هناك كنس تحت البساط”.
وقالت إن البرلمان والديمقراطيات الأوروبية “تتعرض لهجوم” من قبل “جهات خبيثة مرتبطة بدول ثالثة استبدادية”.
وأضافت ميتسولا، “سنطلق عملية إصلاح لمعرفة من يمكنه الوصول إلى منشآتنا، وكيف تُمول هذه المنظمات والمنظمات غير الحكومية والأفراد، وما الروابط مع الدول الأخرى الموجودة لديهم”.
أعفت ميتسولا كايلي من مهامها خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما قام حزب كايلي في اليونان بتعليق عملها، ونأى بنفسه علانية عن التصريحات التي أدلت بها في البرلمان الأوروبي الشهر الماضي حين أشادت بقطر.
من شباك المونديال إلى ما وراءه
تعرضت قطر لضغوط دولية شديدة لإدخال إصلاحات عمالية في السنوات الأخيرة، حيث سعت لبناء ملاعب جديدة لكأس العالم في وقت قياسي، وغالبًا ما استخدمت العمال المهاجرين الذين عملوا لساعات طويلة في ظل ظروف قاسية.
عزز الاتحاد الأوروبي وقطر علاقاتهما الاقتصادية منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ خفضت موسكو إمدادات الغاز الطبيعي، ما أدى إلى تفاقم أزمة الطاقة التي تغذي التضخم.
وبحث الاتحاد الأوروبي عن بدائل لشراء الغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل ولا سيما في قطر.
في نيسان الماضي، اقترحت المفوضية الأوروبية رفع متطلبات التأشيرة للإقامات القصيرة في الاتحاد الأوروبي للمواطنين القطريين، لكن عقب التحقيقات، قالت رئيسة البرلمان ميتسولا، الاثنين، إن المفاوضات بشأن الاقتراح ستؤجل.
وأضافت، “كان من المقرر أن أعلن اليوم فتح تفويض لتقرير الإعفاء من التأشيرة مع قطر والكويت، في ضوء التحقيقات يجب إعادة هذا التقرير إلى اللجنة”.
وردًا على سؤال عما إذا كانت السلطات البلجيكية على اتصال بالمفوضية الأوروبية كجزء من تحقيقها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، اورسولا فون دير لاين، إنها لا تملك أي دليل.
وأشارت إلى أن المفوضية تقوم بمراجعة سجل الشفافية السياسية الخاص بها.
تلقت قطر بعض المراجعات الإيجابية في أوروبا هذا العام، لكن المزاعم بأن المسؤولين الأوروبيين قد حصلوا على رواتب لتقديمها سيكون من الصعب إثباتها، بحسب وكالة “أسوشيتد برس“.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :