اللاذقية.. “كوافيرات” عرضة لـ”الاستغلال” والبيوت بديل اضطراري
عنب بلدي – اللاذقية
“غير قادرة على فتح صالون خاص، ظروف البلد سيئة والبدائل مكلفة، واستغلال اليد العاملة موجود”، هكذا لخصت سلوى أسباب عدم قدرتها على العمل “كوافيرة” ضمن صالونات تصفيف وقص الشعر للسيدات بمدينة اللاذقية.
منذ عامين، تركت سلوى العمل في صالون حلاقة يقع في شارع “الأمريكان” وسط مدينة اللاذقية، بسبب إغلاقه وسفر صاحبته خارج سوريا، ولم تستطع فتح صالون أو حتى العمل في أي صالون حلاقة.
أعباء مالية مرهقة
حساب بسيط أجرته سلوى (33 عامًا)، كان كفيلًا بمنعها من استئجار محل وفتحه كصالون حلاقة، فرغم امتلاكها معدات وأدوات المهنة، تبقى التكاليف المالية مرهقة من إيجار المحل شهريًا، الذي يبدأ من 350 ألفًا حتى 700 ألف ليرة سورية، وقابلة للزيادة أكثر، وتختلف باختلاف المنطقة.
ويحتاج أي محل إلى تجهيزات عديدة ليصبح مؤهلًا كصالون حلاقة، كما يحتاج إلى مولدة كهرباء، كون التيار لا يصل سوى نصف ساعة مقابل خمس ساعات ونصف قطع، وبالتالي تصل الكهرباء ساعة واحدة خلال ساعات العمل نهارًا.
وأضافت سلوى أنه في حال توفر المولدة، فهي بحاجة إلى وقود، ويبلغ سعر ليتر المازوت “الحر” 2500 ليرة سورية، والبنزين يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف، أو التوجه نحو الاشتراك بـ”الأمبيرات” وهو مكلف أيضًا، كون “أمبير” واحد لا يكفي لصالون حلاقة.
وأصبح الاشتراك بـ”الأمبيرات” منتشرًا في كثير من أحياء اللاذقية، رغم وعود حكومية بمنع عملها ومحاسبة مرتكبي المخالفات، ويتراوح سعر “الأمبير” الواحد بين 20 ألفًا و30 ألف ليرة سورية أسبوعيًا، ويختلف الاشتراك بحسب كل حي.
رواتب لا توازي التعب
حاولت السيدة التي تعمل في تصفيف وقص الشعر منذ تسع سنوات، البحث عن عمل في أحد الصالونات، لكن الرواتب الشهرية غير مجزية، ولا تقابل تعب عشر ساعات عمل يوميًا بعطلة يوم واحد في الأسبوع.
وتراوحت عروض الأجور الشهرية التي تلقتها سلوى بين 200 ألف و300 ألف ليرة سورية، واصفة العروض بأنها “استغلال”، كون الأجر الشهري يعادل قص وتصفيف شعر وتجميل لسيدة واحدة خلال عمل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
ولجأت سلوى من أجل تأمين حاجة عائلتها الأساسية المؤلفة من شخصين، إلى تصفيف شعر بعض السيدات من معارفها وقريباتها في منزلها، خلال فترات متقطعة، وبأسعار أقل، كونهن يقصدنها.
مشكلات سلوى هي نفسها التي تواجهها الشابة هبة (24 عامًا)، التي تعمل في أحد صالونات الحلاقة بحي العوينة وسط مدينة اللاذقية، بمدة عشر ساعات يوميًا، وبراتب أسبوعي يبلغ 50 ألف ليرة سورية.
وتضطر هبة للعمل خلال يوم العطلة، وهو الاثنين من كل أسبوع، بشكل خاص في تصفيف وقص الشعر لسيدات في منازلهن، من أجل تأمين حاجات عائلتها المكوّنة من أربعة أفراد.
وعزفت بعض زميلات سلوى عن العمل في الصالونات، واتجهن للعمل بشكل شخصي بمنازلهن، وبقي بعضهن مضطرًا للعمل في الصالونات لعدم امتلاكهن أدوات ومعدات الحلاقة.
وتتراوح أجرة “القص والسيشوار” في بعض صالونات التجميل والحلاقة بمحافظة اللاذقية، بين أربعة آلاف وسبعة آلاف ليرة سورية، بينما تتراوح تكاليف تجهيز العروس بين 100 ألف ومليون ليرة، بحسب تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، في حزيران الماضي.
وذكر التقرير أن أجور الحلاقة وتصفيف الشعر تتفاوت بين صالون وآخر، وتحدد التسعيرات بعيدًا عن التسعيرة الرسمية التي تحددها الجمعية الحرفية للحلاقين، بحسب المنطقة التي يقع فيها الصالون، واسم الحلاق وخبرته وشهرته، وعدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :