“رويترز”: تركيا استخدمت أجواء تحت سيطرة أمريكا وروسيا في ضرباتها بسوريا
قالت مصادر تركية ومن المعارضة السورية لوكالة “رويترز”، إن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة لأول مرة لمهاجمة “وحدات حماية الشعب” (YPG) في ضرباتها الأخيرة داخل الشمال السوري.
ونقلت الوكالة في تقرير، الثلاثاء 22 من تشرين الثاني، بحسب مسؤول “أمني تركي كبير”، وشخصيتين “بارزتين في المعارضة السورية على اتصال بالجيش التركي”، أن طائرات مقاتلة حلّقت داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكيًا.
وأضاف المسؤول التركي، “استخدمت الطائرات التركية المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا، وأجري بعض التنسيق مع هذين البلدين”.
وأوضحت أنقرة أن العملية العسكرية التي بدأتها فجر الأحد الماضي، كانت ردًا على القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم باسطنبول الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص، حيث ألقت السلطات باللوم فيها على “قسد”.
فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، ونفى حزب “العمال الكردستاني” المحظور و”قسد” ضلوعهما بالحادثة.
وكتب الصحفي التركي هاند فرات، في صحيفة “حرييت” التركية، “الولايات المتحدة وروسيا، الدولتان اللتان تسيطران على الأجواء السورية، اضطرتا إلى فتح المجال الجوي بعد هجوم اسطنبول”.
بينما علّق مصدر بوزارة الدفاع التركية للوكالة، بأن الطائرات لم تستخدم قط الأجواء السورية أو الروسية أو الأمريكية في الضربات الجوية الأخيرة على قواعد “قسد” في سوريا، وإنما قصفت الطائرات جميع الأهداف من داخل المجال الجوي التركي.
نُفذت الغارات بطائرات “F-16″ في الأيام القليلة الماضية، مع تصعيد تركيا و”قسد” من الضربات المتبادلة التي أدت إلى مقتل مدنيين على جانبي الحدود.
ويشير استخدام تركيا المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، وفق التقرير، إلى نفوذ أنقرة المتزايد لدى موسكو وواشنطن، حيث عمدت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى توازن موقفها الدبلوماسي منذ غزو روسيا لأوكرانيا، إذ انتقدت الغزو لكنها عارضت العقوبات الغربية على روسيا.
عودة إلى القواعد
واصلت المدفعية التركية قصفها مواقع تحت سيطرة “قسد” في الشمال السوري، الثلاثاء، بينما دعا وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الولايات المتحدة إلى وقف دعمها لـ”قسد”.
وتحالفت الولايات المتحدة مع “قسد” الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية” في القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما تسبب في خلاف مع تركيا التي تعتبر أن “الإدارة الذاتية” هي جناح لحزب “العمال الكردستاني”، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة ودول أخرى جماعة إرهابية.
وفي رد فعلها على العملية العسكرية التركية، حذرت واشنطن من عمل عسكري من شأنه زعزعة استقرار سوريا، بينما حثت موسكو أنقرة والأطراف الأخرى على “ضبط النفس”.
وفي تصريح صحفي، الاثنين، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن “من غير الوارد أن تقتصر على العملية الجوية، وسنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية”.
ونوّه قائد فصيل معارض تدعمه تركيا ومصدران تركيان لـ”رويترز”، إلى أن مقاتلين من “الجيش الوطني السوري” المتحالف مع أنقرة طُلب منهم الاستعداد لعملية موسعة محتملة.
وقال القائد العسكري مشترطًا عدم الكشف عن هويته، “أبلغ الأتراك جميع القادة الموجودين في إجازة بالعودة إلى مواقعهم، وأولئك الموجودين في سوريا بعدم المغادرة، وأيضًا رفع مستوى استعدادهم”، موضحًا، “لم يتم تكليفهم بمهام وليس هناك خطة بعد”.
وأوضحت الوكالة، بحسب مصادر تركية، أن قوات المعارضة السورية جاهزة، على الرغم من عدم تحديد جدول زمني وعدم اتخاذ قرار نهائي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :