بعد قرار “جول” وقف دعم المحطات بإدلب.. “قورقينا” ومحيطها بلا مياه
عنب بلدي – إياد عبد الجواد
أعلنت منظمة “جول” الإنسانية العاملة في محافظة إدلب عن توقف محطات ضخ المياه في عشرات القرى، بعد توقف الدعم عنها بدءًا من 30 من تشرين الأول الماضي.
وجاء في بيان المنظمة، أن برنامج المياه الذي تدعمه في 11 محطة مياه تغذي أكثر من 40 قرية وبلدة بمحافظة إدلب، توقف عن العمل بسبب انقطاع الدعم.
بينما تبقى البدائل بالنسبة للسكان بالغة الصعوبة، جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية في المنطقة، وانقطاع المياه من الخطوط الرئيسة التي تغذيها منذ بضع سنوات.
رئيس المجلس المحلي في قرية قورقنيا، عبد الله أونباشي، قال لعنب بلدي، إن “مذكرة التفاهم” التي وقّعها المجلس مع منظمة “جول”، لتغذية المنطقة بالمياه، انتهت بتاريخ 31 من تشرين الأول الماضي.
وأشار إلى أن المنظمة قدمت وعودًا بإعادة مدّ المنطقة بالمياه خلال مدة أقصاها أسبوعان، بينما لم يُستأنف العمل رغم مرور 15 يومًا على انقطاع المياه.
وتواجه المنطقة نقصًا في المياه، تزامنًا مع انعدام البدائل من قبل الدوائر الخدمية، أو السكان.
لا خطط بديلة
أونباشي قال لعنب بلدي، إن المجلس لا يملك أي خطة بديلة لحل مشكلة نقص المياه مستقبلًا، نظرًا إلى ضعف الواردات.
وأشار إلى أن تمويل المجلس بالكاد يكفي أجورًا للموظفين، وخصوصًا عمال النظافة، إذ لا يملك المجلس القدرة على تشغيل محطة مياه تحتاج إلى كميات كبيرة من المحروقات، كما أن تكلفة تشغيلها تلامس 1500 دولار أمريكي شهريًا، في حال تشغيلها على المحروقات فقط، بينما تبلغ تكلفة تشغيلها بالكهرباء 750 دولارًا أمريكيًا.
ويرجع ارتفاع تكاليف تشغيل هذه المحطات، بحسب أونباشي، إلى عمق البئر، الذي يصل إلى نحو 500 متر، وتبعد كيلومترين عن قرية قورقنيا.
وكحل مؤقت، اتجه المجلس المحلي إلى الاعتماد على ثلاث مضخات للمياه ذات ملكية خاصة، موجودة في القرية، ويجري نقل المياه منها إلى الأهالي بأجور يصفها السكان بالمرتفعة.
وتُنقل المياه من هذه المضخات بصهاريج إلى المستهلكين، ويصل سعر الصهريج الواحد إلى 150 ليرة تركية، في حين تحتاج الأسرة إلى أربعة صهاريج شهريًا، بحسب أونباشي.
ويبلغ عدد سكان قرية قورقنيا أكثر من 16 ألف نسمة، بينما تؤوي عددًا كبيرًا من النازحين، وتنتشر في محيطها مخيمات كانت تصلها المياه عن طريق منظمة “جول” الإنسانية، بحسب المجلس المحلي.
الخبز أو المياه
محمد المصري (60 عامًا)، وهو من أهالي قرية قورقنيا، قال لعنب بلدي، إن مياه الشرب تعتبر من الحاجيات الأساسية لسكان القرية، خصوصًا أنها تقع بمنطقة جبلية نائية، لا تتوفر فيها فرص العمل والوظائف.
ويزيد الوضع المعيشي المتردي من معاناة السكان، إذ إن قسمًا كبيرًا منهم يفكرون بثمن ربطة الخبز اليومية، وهو ما يجعل من الصعب عليهم تأمين ثمن صهاريج المياه، بحسب ما قاله محمد.
وبينما لا تتجاوز أجرة العامل اليومية 20 ليرة تركية في المنطقة، قال محمد لعنب بلدي، إن أسرته تستهلك صهريج المياه خلال أربعة أيام، ويبلغ سعره حوالي 130 ليرة تركية، وهو ما اعتبره أمرًا فوق طاقة الأهالي والسكان.
من جهته، مصطفى رمضان (50 عامًا)، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي ويقيم في قرية قورقنيا، قال لعنب بلدي، إن المياه كانت تصل إلى القرية مجانًا من منظمة “جول”، وإن انقطاعها يشكّل عبئًا ماديًا كبيرًا على السكان.
وبينما ينشغل سكان القرية والقرى المحيطة بثمن الخبز والحاجيات الأساسية، فدخل العمل، إن وجد، بالكاد يغطي ثمن خبزهم، لتضاف مشكلة المياه إلى قائمة مشكلاتهم، بحسب مصطفى.
تكاليف الصهاريج
محمد حاج طه، وهو مالك صهريج لنقل المياه في قورقينا، قال لعنب بلدي، إنه يواجه صعوبة في نقل المياه للقرية ومحيطها بشكل منفرد، كما أن المنازل تفتقد لوسائل مناسبة لحفظ المياه.
وأضاف محمد أن قلة المحروقات وارتفاع أسعارها وصعوبة تأمينها، أسهمت في رفع أسعار نقل المياه.
ويصل سعر صهريج الماء بسعة 5000 ليتر إلى 140 ليرة تركية، بحسب محمد، بينما لا يملك معظم الناس ثمنه، إذ يحتاج الفرد إلى العمل 15 يومًا لتأمين ثمن صهريج واحد يكفي بضعة أيام.
وتشهد المنطقة منذ نحو شهرين انقطاعًا في المحروقات وارتفاعًا في أسعارها، على خلفية دخول “هيئة تحرير الشام” إلى مناطق من شمالي حلب، التي يسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
وتعاني مناطق شمال غربي سوريا نقصًا في الدعم بمختلف القطاعات، وأبرزها التعليم والطبابة، بينما شهدت الفترة الأخيرة حالات انقطاع للدعم في القطاع الخدمي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :