من يقف وراء “تخريب” خطي أنابيب الغاز الروسي في بحر البلطيق؟
عزا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، اليوم الأربعاء 28 من أيلول، التسريبات في خطوط أنابيب “نورد ستريم” إلى أعمال تخريب.
وقال عبر حسابه على “تويتر”، إنه ناقش حماية البنية التحتية الحيوية في دول “الناتو” مع وزير الدفاع الدنماركي.
Discussed the sabotage on the #NorthStream pipelines with Defence Minister @mfMorten of our valued Ally #Denmark. We addressed the protection of critical infrastructure in #NATO countries. pic.twitter.com/GCRgVOTR2S
— Jens Stoltenberg (@jensstoltenberg) September 28, 2022
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، “كل المعلومات المتاحة تشير إلى أن تلك التسريبات جاءت نتيجة عمل متعمد”.
وأضاف أن “أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة الأوروبية هو أمر غير مقبول على الإطلاق، وسيواجه برد قوي وموحد”، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“.
شوهدت تسريبات للغاز قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية على بحر البلطيق، الثلاثاء، في خطي أنابيب “نورد ستريم” (1 و2) المليئين بالغاز الطبيعي.
بدورها، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، إن “تقييم السلطات الواضح أن هذه أعمال متعمدة، وليست حوادث”.
من جهتها، قالت شركة “نورد ستريم إيه جي” (Nord Stream AG) الروسية، المشغلة لشبكة خط أنابيب الغاز “نورد ستريم” اليوم، إن ثلاثة تسريبات بحرية في قاع بحر البلطيق أسفرت عن أضرار “غير مسبوقة” في يوم واحد.
ويقع بحر البلطيق الذي تمر الأنابيب تحته من روسيا إلى ألمانيا في شمال أوروبا، وهو محاط بشبه الجزيرة الاسكندنافية وأوروبا الوسطى والشمالية والشرقية والجزر الدنماركية.
وسُميت دول البلطيق الثلاث، لاتفيا، وإستونيا، وليتوانيا، بهذا الاسم نسبة له.
حادثة أم افتعال
هزت انفجارات، الثلاثاء، بحر البلطيق قبل اكتشاف تسريبات غير عادية في خطي أنابيب للغاز الطبيعي تحت الماء يمتدان من روسيا إلى ألمانيا.
جاءت هذه الانفجارات في الوقت الذي يكافح فيه الاتحاد الأوروبي للسيطرة على ارتفاع أسعار الغاز، عقب خفض موسكو للإمدادات.
لم يكن أي من خطي الأنابيب يضخ الغاز إلى أوروبا وقت اكتشاف التسريبات، وسط الخلاف حول الحرب في أوكرانيا.
لكن الحوادث ستفشل أي توقعات متبقية بأن أوروبا قد تتلقى الغاز عبر “نورد ستريم 1” قبل الشتاء، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.
أبدت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، عدم يقينها بمن يقف وراء الانفجار.
ورفضت الإيحاء بأن الحادث كان هجومًا على الدنمارك، لافتة إلى أن التسريبات حدثت في المياه الدولية، لكنها حذرت من أن “هناك ما يدعو للقلق بشأن الوضع الأمني في منطقة بحر البلطيق”، مشيرة إلى الوجود الروسي العسكري الكبير في المنطقة.
بالمقابل، قالت روسيا التي أوقفت تسليم الغاز إلى أوروبا بعد أن فرض الغرب عقوبات بسبب “غزوها” لأوكرانيا، إن التخريب كان محتملًا، وإن التسريبات قوّضت أمن الطاقة، في إشارة إلى المدة التي قد يستغرقها التأكد من الحجم الكامل للأضرار وسبب التسريبات.
وعقب اجتماعه مع الأمين العام لحلف “الناتو” في بروكسل، قال وزير الدفاع الدنماركي، مورتن بودسكوف، إن الأمر قد يستغرق أسبوعين قبل أن تكون المناطق المحيطة بخطوط الأنابيب المتضررة هادئة بما يكفي للتحقيق فيها.
وأفادت القوات المسلحة الدنماركية، بأن التسريب تسبب في اضطراب سطحي يزيد قطره على كيلومتر واحد، بينما أصدرت الوكالات تحذيرات للشحن لتجنب المنطقة.
وعززت النرويج الأمن في منشآتها للنفط والغاز عقب التسريبات وتقارير عن أنشطة طائرات دون طيار في بحر الشمال.
وقالت شركة أبحاث الأسواق العالمية “آي إن جي ريسيرش”، “يكمن الخطر في أن هذه التدفقات قد توقفت تمامًا، الأمر الذي سيؤدي فقط إلى زيادة إحكام السوق الأوروبية بينما نتجه نحو موسم التدفئة”.
وبالإشارة إلى أن روسيا وراء الحادثة، قال رئيس البعثة الأوروبية الأمريكية، ورئيس الدفاع البولندي السابق، راديك سيكورسكي، عبر “تويتر”، ليس هناك نقص في قدرة خط الأنابيب لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا الغربية، بما في ذلك ألمانيا.
https://twitter.com/radeksikorski/status/1574849994062020609?s=20&t=ScYl2FXzgNgVY-uZQAqU-Q
واعتبر أن المنطق الوحيد لـ”نورد ستريم”، هو أن يكون الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قادرًا على ابتزاز أو شن حرب على أوروبا الشرقية مع الإفلات من العقاب.
20 مليارًا من الخردة
قال رئيس البعثة الأوروبية الأمريكية، إن أوكرانيا وجميع دول بحر البلطيق، عارضت بناء “نورد ستريم” لمدة 20 عامًا.
وأضاف، “توجد 20 مليار دولار من الخردة المعدنية في قاع البحر، وهي تكلفة أخرى على روسيا لقرارها الإجرامي بغزو أوكرانيا”.
بدأ “نورد ستريم 1″، الذي يتكون من خطين متوازيين بطاقة استيعابية تبلغ 27.5 مليار متر مكعب سنويًا لكل منهما، إمداد الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا في 2011.
وتوقفت التدفقات عبر خط الأنابيب، الذي كان يعمل بنسبة 20% فقط من طاقته منذ تموز الماضي، في نهاية آب الماضي، ولم يُعد تشغيله بعد الصيانة.
بالمقابل، ألقت موسكو باللوم على العقوبات الغربية في التسبب بصعوبات فنية، بينما اتهم الأوروبيون روسيا باستخدام الطاقة كسلاح وجعل الأعطال ذريعة لوقف إمداد الغاز.
بني “نورد ستريم 2″، الذي يعمل بالتوازي تقريبًا مع “نورد ستريم 1″، في أيلول 2021، لكنه لم يدشّن لرفض ألمانيا التصديق عليه.
وألغت ألمانيا خطة الاستخدام لتزويد الغاز قبل أيام من “الغزو” الروسي لأوكرانيا في 24 من شباط الماضي.
وشكّل خطا الأنابيب نقطة اشتعال في حرب الطاقة المتصاعدة بين العواصم الأوروبية وموسكو التي ضربت الاقتصادات الغربية الكبرى.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :