ثلث وسائط إسرائيل النارية في سوريا لتعطيل مطار “دمشق”
أعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية مقتل ما لا يقل عن خمسة عسكريين من قوات النظام السوري، إثر استهداف إسرائيلي لمطار “دمشق” الدولي، للمرة الثانية منذ حزيران الماضي، ونقاط أخرى في الريف الجنوبي.
وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اكتفت بذكر توقيت الضربات (بعد منتصف الليل)، وتحديد الاتجاه الذي انطلقت منه، إلى جانب الحديث عن التصدي لتلك الضربات من قبل دفاعات النظام الجوية.
ونقلًا عن مصدر عسكري لم تسمِّه، وهو ما جرت عليه عادة الإعلام الرسمي في البيانات التي تصدر عنه بعد كل قصف إسرائيلي، قالت إن “العدو الإسرائيلي نفذ عدوانًا من اتجاه شمال شرق بحيرة (طبريا)، مستهدفًا مطار (دمشق)، وبعض النقاط جنوب دمشق”، لكن المصدر لم يحدد بدقة النقاط المستهدفة جنوبي العاصمة.
ما الموقف الإسرائيلي؟
وسط غياب التصريحات الرسمية، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومنها “جيروزاليم بوست“، أنباء استهداف مطار “دمشق”، كمزاعم صادرة عن الجهات الرسمية للنظام السوري، مكتفية بالأرقام التي ذكرتها “سانا” لأعداد القتلى والخسائر المادية، واعتراض الضربات من قبل الدفاع الجوي.
أما هيئة البث الإذاعي الإسرائيلي (مكان) فنقلت عن “المرصد السوري لحقوق الإنسان“، إذ ذكر الأخير أن القصف أسفر عن مقتل سبعة عناصر من “حزب الله” اللبناني، وإيران، والميليشيات الموالية لهما.
وأضاف المرصد أن القصف استهدف محيط المطار، والسيدة زينب، المنطقة التي تتركز فيها مستودعات ومنظومة دفاع جوي وطائرات مسيّرة جميعها يشرف عليها “حزب الله”، والميليشيات الإيرانية، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن الصواريخ وصلت إلى أهدافها رغم محاولات التصدي لها.
المطار تحت النار
في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، تصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على مطار “دمشق” الدولي، بنسبة 85%، مقارنة بعام 2021.
وبحسب دراسة للباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، فإن أهداف القصف الإسرائيلي لمنطقة مطار “دمشق” وما حولها، خلال الأشهر الثمانية الماضية من العام الحالي، شكّلت نحو 29% من مجمل أهداف القصف الإسرائيلي لتلك المنطقة خلال العقد الماضي، ونحو 4.3% من مجمل أهداف القصف الإسرائيلي لكامل الجغرافيا السورية خلال العقد الماضي.
أي أن ما استخدمته إسرائيل من وسائط نارية كصواريخ “كروز” لاستهداف مطار “دمشق” الدولي، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، بهدف تعطيل مسار تهريب الأسلحة الإيرانية جويًا، يعادل تقريبًا ثلث الوسائط النارية المستخدمة خلال عقد كامل لاستهداف تلك المنطقة.
وهو ما يثبت، بحسب الدراسة التي نشرها مركز “حرمون”، مكانة مطار “دمشق” الدولي في مشروع توسيع الهيمنة العسكرية الإيرانية، باعتباره إحدى أهم الأدوات في تدعيم العمق الاستراتيجي للنظام الإيراني في سوريا.
من بين أكثر من 300 هدف عسكري، استهدفتها الغارات الإسرائيلية على الأرض السورية خلال عقد كامل، كان نحو 45 هدفًا مخصصًا لمطار “دمشق” الدولي وما حوله، ما يعني أن 15% تقريبًا، من مجمل الغارات الإسرائيلية المنفذة خلال السنوات السابقة، كانت مخصصة لهذه المنطقة الاستراتيجية.
الهدف إيران؟
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تحدث، في 12 من أيلول الحالي، عن استيلاء إيران على الصناعات العسكرية السورية لإنتاج أسلحة لوكلائها، كاشفًا عن خريطة تحدد أكثر من عشر منشآت في سوريا، تُستخدم لإنتاج أسلحة متطورة لميليشيات تدعمها إيران في المنطقة.
تصريحات غانتس ضمن مؤتمر “جيروزاليم بوست” السنوي في مدينة نيويورك الأمريكية، تضمّنت أيضًا اتهامات لإيران بتجميع “صناعة إرهابية” في سوريا لتلبية احتياجاتها، داعيًا العالم لتوفير “خيار عسكري موثوق به وملموس” ضد الأنشطة الإيرانية.
وفي 11 من أيلول الحالي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إن إسرائيل تعمل على “منع إيران من إنشاء قواعد إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا”.
وأضاف، “لن نقبل بإقامة قواعد إيرانية أو قواعد ميليشيات على حدودنا الشمالية”.
قصف سابق
في 10 من حزيران الماضي، قالت “سانا” إن قصفًا صاروخيًا استهدف جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد ساعات على مقابلة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، انتقد فيها الضربات الإسرائيلية، ما أدى إلى إصابة مدني بجروح.
وفي مقابلة لرئيس النظام السوري على قناة “روسيا اليوم”، قال الأسد عن القصف الإسرائيلي، إنه “كان مرتبطًا تمامًا بمرحلة انهيار الإرهابيين في سوريا”.
وبلغ عدد المواقع التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية في سوريا حتى بداية أيلول الحالي 51 موقعًا، منها مطارا “حلب” و”دمشق”، ومواقع قريبة من ميناء “طرطوس”، وداخل أحياء على بعد قرابة عشرة كيلومترات جنوبي دمشق (السيدة زينب)، وعلى مركز البحوث العلمية في مصياف.
اقرأ أيضًا: 51 موقعًا استهدفتها إسرائيل في سوريا منذ مطلع 2022
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :