منهل الصلوح.. نهاية “النسخة الحمصية” من أحمد العودة
أقام العشرات من أبناء مدينة تلبيسة شمالي محافظة حمص صلاة الغائب على القائد العسكري السابق لفصيل “جيش التوحيد” في حمص، منهل الصلوح، بعد أنباء عن مقتله تحت التعذيب في سجون النظام السوري.
وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص، أن مجموعة من أهالي مدينة تلبيسة أقاموا، الأحد 11 من أيلول، صلاة الغائب على الصلوح.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من أحد أقاربه، تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، فإن الصلوح توفي تحت التعذيب في الفرع “العسكري” (الميداني) من سجن “صيدنايا”، في 1 من آب الماضي.
وشهدت قرى وبلدات في ريف حمص الشمالي، المنطقة التي ينحدر منها الصلوح، استنفارًا أمنيًا وإطلاقًا كثيفًا للرصاص شمالي حمص، تزامنًا مع جنازته.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان” نشر من جانبه، الأحد، صورًا قال إنها من صلاة الغائب في مدينة تلبيسة شمالي حمص على الصلوح.
منهل الصلوح هو قائد عسكري سابق لفصيل “جيش التوحيد” المعارض للنظام في حمص، ويُتهم بتسليم ريف حمص الشمالي للنظام السوري عام 2017، إضافة إلى اتهامات طالته بعمليات تجارة المخدرات وتهريبها.
أحد أبناء مدينة تلبيسة، تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن المدينة شهدت، الأحد، توترًا أمنيًا واستنفارًا من قبل العناصر السابقين بفصيل “جيش التوحيد” المعروفين بولائهم للصلوح.
وسبق أن نصبت قوات النظام، في 15 من تموز 2019، كمينًا للصلوح على طريق حلب- حمص، وألقت القبض عليه مع مجموعة من عناصره بتهمة الاتجار بالمخدرات، ونُقل إلى سجن “المزة العسكري”، ومنه إلى سجن “عدرا” ثم إلى “صيدنايا”.
ولا يعتبر هذا الاعتقال الأول بالنسبة للصلوح على يد قوات النظام، إذ سبق وأوقفته المخابرات السورية في العام نفسه وبالتهمة نفسها، إلا أن القوات الروسية أمّنت غطاء أمنيًا له وأخرجته مع عناصره من السجن.
ولم تؤكد جهة حقوقية محايدة خبر مقتل الصلوح حتى لحظة تحرير هذا التقرير.
من منهل الصلوح؟
مع دخول قوات النظام إلى حمص، صار قائد فصيل “جيش التوحيد”، منهل الصلوح، النموذج الحمصي من قائد “اللواء الثامن” التابع لروسيا في درعا، أحمد العودة، إذ بات يتردد إلى قاعدة “حميميم” الروسية في اللاذقية بشكل متكرر.
ومع مضي ستة أشهر على “التسوية”، وُجهت اتهامات له ولفصيله بالضلوع بعمليات تهريب المخدرات مع تجار محسوبين على “حزب الله”، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله، ليُفرج عنه لاحقًا بوساطة روسية.
ومع مرور ستة أشهر أخرى على “التسوية”، عاد منهل الصلوح للعمل في تجارة المخدرات، مستغلًا البطاقة الأمنية التي منحها له الروس، ما أدى إلى اعتقاله متلبسًا عبر كمين نُصب له، وهو ما تسبب برفع الحصانة عنه من قبل القوات الروسية.
أحد قياديي فصيل “جيش التوحيد” قال لعنب بلدي، إن التهمة دُبرت للصلوح من قبل النظام السوري، لأن الأخير لا يريد وجود فصيل عسكري لا يمكنه السيطرة عليه في المنطقة، مع الحصانة المقدمة له من قبل الروس.
وهو ما دفع النظام لتفكيك الفصيل، فتحوّل مقاتلون منه إلى مرتزقة يقاتلون في ليبيا بالتناوب، كما سُحبت البطاقات الأمنية الروسية من العناصر، واعتُقل قسم كبير من قادة الفصيل وأودعوا سجن “صيدنايا”، بحسب القيادي (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية).
وبحسب تسجيلات صوتية أعيد تداولها حديثًا بعد مقتل الصلوح، فإن دورية عسكرية من “حزب الله” اللبناني اعتقلت الصلوح، وقبيل اعتقاله أبرحه عناصرها ضربًا.
وذكرت التسجيلات الصوتية، التي لم يتسنّ لعنب بلدي التحقق من صحتها، أن عناصر الدورية رفضوا فتح الباب لإخراج الصلوح، وحطموا نافذة السيارة ليخرجوه منها.
لم تكفِه الحشود
مع بدء الحديث عن عمل عسكري لقوات النظام السوري ضد محافظة حمص عام 2017، كانت حال حمص كبقية المحافظات السورية من درعا وحتى إدلب، تشهد عروضًا عسكرية لفصائل المعارضة، واستعدادات على الجبهات.
“جيش التوحيد” كان راعيًا لتلك العروض في ريف حمص الشمالي، وتحديدًا في مدينتي الرستن وتلبيسة، إذ انتشرت تقارير إعلامية عبر وسائل الإعلام المحلية تعرض استعدادات الفصيل وعناصره على الجبهات.
لم يمضِ وقت طويل على بدء الأعمال العسكرية في المنطقة، ليخرج الصلوح بعدها إلى شوارع تلبيسة مخاطبًا سكانها برسالة مفادها: “لا تغادروا سنصنع ثورة جديدة“.
وما لم يكن يعرفه سكان حمص حينها، أن الصلوح سيصبح تابعًا للروس، حاله كحال رعاة “التسوية” في بعض المحافظات السورية، بعد دخول النظام إلى المنطقة، إذ مُنح وعناصره تغطية أمنية من قبل الروس، انتهت باعتقاله عام 2019.
ومع دخول قوات النظام إلى ريف حمص الشمالي، تسلّم عناصر وقياديو “جيش التوحيد” بطاقات أمنية كضمانات لهم من جانب روسيا، بحسب ما قاله قائد “حركة تحرير وطن” في ريف حمص الشمالي سابقًا، الرائد علي أيوب، لعنب بلدي.
القوات الروسية رفضت التدخل بعد الاعتقال الثاني، لأنه لم يأتِ بتهمة أمنية، إنما جاء بتهمة تجارة المخدرات، فسُجن الصلوح في سجن “المزة العسكري” خلال فترة التحقيق، ثم نُقل بعدها إلى سجن “عدرا”، ومنه إلى “صيدنايا”، بحسب القيادي.
الوضع الأمني في المنطقة استقر بشكل جزئي بعد مرور فترة على سيطرة النظام على المحافظة، باستثناء عمليات الاغتيال والاستهداف بحق عناصر من النظام بين الحين والآخر، وكتابات مناوئة للنظام على الجدران.
وتتبنى قسمًا من هذه العمليات مجموعة معارضة للنظام تُعرف باسم “سرايا 2011“، بينما يُسجل قسم كبير من هذه الاستهدافات تحت اسم مجهولين، كما لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” نشطًا بريف حمص الشرقي.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حمص عروة المنذر
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :