“أمبيرات” اللاذقية.. حل خارج عن القانون لا يلبي الحاجة
عنب بلدي – اللاذقية
“المعلم ما جاب مازوت”، بهذه الكلمات أجاب المسؤول عن مولدة الكهرباء في حي العوينة وسط مدينة اللاذقية، عن سؤال أحد السكان بشأن أسباب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، بعد اشتراكه بنظام “الأمبير”.
مع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في مناطق الساحل السوري، حيث يسيطر النظام، يشترك بعض السكان في مدينة اللاذقية بنظام عمل المولدات الكهربائية (الأمبيرات) التي نشطت منذ تموز الماضي، وتُشرف عليها شخصيات نافذة، رغم وجود قرارات بمنع عملها.
الاشتراك بـ”الأمبير” بدا خيارًا بديلًا لسكان حي العوينة، في قلب المدينة القديمة، لكنه لم يلبِّ حاجاتهم، أو يعوضهم نقص الكهرباء الحاصل، إذ يتكرر انقطاع التيار الكهربائي الوارد إلى المنازل من المولدات بحجة عدم وجود وقود كافٍ.
وتشهد مناطق سيطرة النظام ظروفًا اقتصادية ومعيشية صعبة، إلى جانب تقنين طويل للتيار الكهربائي، يصل في أفضل أحواله من ساعة ونصف إلى ساعتي وصل، وينقطع فيما تبقى من ساعات اليوم.
“سامر” (45 عامًا) أحد سكان مدينة اللاذقية (اسم مستعار لأسباب أمنية)، قال لعنب بلدي، إن التيار الكهربائي الواصل من المولدة إلى منزله متكرر الانقطاع، ولساعات عديدة غير منتظمة.
ويدفع “سامر” الذي يعمل سائق سيارة أجرة (تاكسي)، 30 ألف ليرة سورية أسبوعيًا (ما يعادل 6.7 دولار أمريكي)، مقابل اشتراكه بـ”أمبير” واحد لمنزله الذي يقطن فيه مع زوجته وأطفاله الثلاثة.
وبحسب الاتفاق اللفظي دون إبرام عقد، يُفترض أن تصل كهرباء المولدة إلى منازل المشتركين 12 ساعة يوميًا، ويبدأ وصولها من الساعة 11 ظهرًا إلى 11 مساء، وأحيانًا يبدأ من 12 ظهرًا إلى 12 ليلًا.
وأوضح “سامر” أن الكهرباء وصلت إلى منزله دون انقطاع لأيام معدودة منذ بدء الاشتراك، في حين تكررت ساعات انقطاع الكهرباء في العديد من الأيام، وصلت من ثلاث إلى أربع ساعات يوميًا، ليصبح انقطاعها “روتينًا”، حسب وصفه.
وعن أسباب انقطاع التيار، تكرر جواب المسؤول عن عمل المولدة في الحي، بأن “المعلم ما جاب مازوت”، في إشارة إلى التزام الصمت وعدم الاعتراض، لأن حافظ منذر الأسد، وهو من أبناء عمومة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، هو من يدير عملها من خلال مندوبين في العديد من مناطق اللاذقية.
مولدات “آل الأسد” فوق القرارات
رغم وعود حكومية بمنع المولدات، أصبح الاشتراك بها منتشرًا في كثير من الأحياء لبعض السكان القادرين على تحمّل أعبائه المالية، في سبيل تأمين أبسط حاجاتهم بوصول الكهرباء إلى منازلهم.
وقال “سامر”، إن الاشتراك بـ”أمبير” واحد، لا يمنحه خيارات عديدة لاستخدام أدوات كهربائية، لكنه يؤمّن تشغيل شاشة تلفزيون، ومروحة صغيرة تقي عائلته الحرارة العالية، خاصة أن المدينة ترتفع فيها نسبة الرطوبة لقربها من البحر الأبيض المتوسط.
انتشار المولدات الكهربائية في أحياء اللاذقية، لا يعني أن تركيبها بقصد بيع الكهرباء (الأمبيرات) أمر متاح، إذ صدرت العديد من القرارات التي منعت تركيبها لهذا الغرض، وهدّدت بالعقوبات بحق المخالفين.
وبحسب تقرير سابق أعدته عنب بلدي، استندت فيه إلى مصدرَين متقاطعَين، أكدا أن تبعية الشركة، التي تجري التمديدات ولا تحمل اسمًا، تعود إلى حافظ منذر الأسد.
ويديرها عبر موزعين وعمال يشرفون على تمديد “الأمبيرات” للعديد من أحياء مدينة اللاذقية، منها العوينة، ومشروع القلعة، ومشروع الزراعة، والمشروع السابع، ويتراوح سعر “الأمبير” الواحد بين 20 ألفًا و30 ألف ليرة سورية أسبوعيًا، ويختلف الاشتراك بحسب كل حي.
حافظ منذر الأسد هو حفيد جميل الأسد، شقيق رئيس النظام السوري السابق، حافظ الأسد.
عُرف بنفوذه الواسع وسلطاته النافذة في اللاذقية، وإشرافه على عمليات تهريب المخدرات. |
تركيب المولدات وتمديد الكهرباء منها في اللاذقية، جاء بعد أشهر من قرارات عديدة بمنع عملها، ومكافحة انتشارها، وسط وعود بمحاسبة مرتكبي المخالفات.
وأصدر محافظ اللاذقية، عامر إسماعيل هلال، في 11 من نيسان الماضي، قرارًا بمكافحة ومنع ظاهرة تركيب المولدات الكهربائية، بقصد بيع الكهرباء (الأمبيرات)، وحمّل رؤساء الوحدات الإدارية مسؤولية التنفيذ، ملوّحًا بالعقوبات بحق المخالفين.
وفي 21 من تموز الماضي، أكد وزير الكهرباء في حكومة النظام، غسان الزامل، أن الوزارة لن تشرّع “الأمبيرات” حاليًا أو في المستقبل، وسينتهي أمرها تلقائيًا عندما تعود كميات الكهرباء إلى ما كانت عليه سابقًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :