أضرار نفسية وسلوكية..

كيف نتعامل مع إدمان أطفالنا الألعاب الإلكترونية

إدمان الاطفال على الألعاب الإلكترونية
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

أصبحت ظاهرة إدمان الأطفال الألعاب والأجهزة الإلكترونية مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا، إذ يقضي كثير من الأطفال وقتًا طويلًا على الألعاب الإلكترونية بالأجهزة اللوحية أو الجوالات الذكية الحديثة أو أجهزة الكمبيوتر أو “البلايستيشن”، أو على مواقع التواصل الاجتماعي أو أمام شاشة التلفاز، لما تقدمه لهم من إثارة ومتعة، وقد تلجأ بعض الأمهات لإشغال أطفالهن بأجهزة الجوال أو التلفاز للتفرغ لنشاطاتهن.

ورغم فوائد بعض هذه الألعاب في زيادة ذكاء الأطفال وتوسيع مداركهم، وزيادة مستوى التدقيق والفهم، ورغم أنها قد تكون وسيلة للتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والإخوة والأقارب، فإن ممارستها دون رقابة قد تصل إلى حد الإدمان، تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية سواء على مستوى الصحة الجسدية أو النفسية والسلوكية.

ما العلامات التي تشير إلى إدمان الأجهزة؟

  • إضاعة الطفل الكثير من الوقت في ممارسة تلك الألعاب دون وعي، وإنكاره ذلك.
  • إهمال الأنشطة الحياتية نتيجة قضاء وقت طويل في اللعب.
  • كثرة طلب المال لممارسة الألعاب المدفوعة الأجر.
  • تمسك الطفل باللعبة وعدم إمكانية إقناعه بالتوقف عن اللعب.
  • تأثر الطفل وإصابته بالإحباط الشديد عند الخسارة.
  • شعور الطفل بالقلق والتوتر عند فصل أو تعطل شبكة الإنترنت.
  • كثرة حديثه عن الألعاب وشخصياتها حتى عند أداء الواجبات الحياتية.

ما الأضرار الصحية الجسدية لإدمان الأجهزة؟

  • يؤدي التركيز في الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة إلى الشعور بالصداع، الذي يعد من أبرز المشكلات الصحية التي تصيب الأطفال نتيجة الإكثار من ممارسة الألعاب الإلكترونية.
  • يؤدي النظر إلى شاشات الكمبيوتر والهواتف والتلفاز لمدة طويلة للتأثير على صحة العين، ما يتسبب في إصابتها بالإجهاد، وقد يؤدي مع الوقت إلى الإصابة ببعض المشكلات كقصر النظر.
  • يؤدي التعرض للإشعاعات المنبعثة من شاشات أجهزة التلفاز والكمبيوتر والهواتف الذكية عند اللعب للتسبب في حدوث الأرق واضطرابات النوم.
  • يؤدي المكوث لفترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية والجلوس بوضعيات خاطئة للإصابة بآلام الكتفين والرقبة ومفاصل الأصابع، ويمكن أن يتسبب بمشكلات في العمود الفقري.
  • وقد يؤدي المكوث لفترات طويلة إلى الإصابة بالسمنة نتيجة قلة الحركة.

ما الأضرار النفسية والسلوكية لإدمان الأجهزة؟

  • يؤدي انشغال الطفل بالألعاب الإلكترونية أو متابعتها لأوقات طويلة وبشكل يومي لقلة تفاعله مع الآخرين، وقد يميل للانطواء والعزلة.
  • يؤدي إدمان الأجهزة والألعاب الإلكترونية لإصابة الطفل بالقلق والتوتر الدائمين في الوقت الذي لا يلعب فيه، ولا يرغب بالتحدث أو الانشغال مع الآخرين لأنه يشعر بالحاجة للعودة إلى اللعب بأسرع وقت.
  • يؤدي عزوف الطفل عن خوض أنشطة وألعاب ورياضات أخرى للتأثير سلبًا على قدراته وإمكانياته في المستقبل.
  • يتسبب انشغال تفكير الطفل بالألعاب الإلكترونية في ضعف الانتباه والتركيز، وهذا يؤثر سلبًا على تطور مهاراته ويؤدي لتراجع تحصيله الدراسي.
  • اعتماد معظم الألعاب الإلكترونية على العنف والأفعال العدوانية يجعل الطفل أكثر عنفًا وعدوانية وعصبية.

ما المدة المسموحة لاستخدام الأطفال الأجهزة الإلكترونية؟

  • لا يجوز استخدام الأطفال ما دون عمر سنة ونصف الأجهزة والألعاب الإلكترونية إطلاقًا، إذ إن هذا الأمر مضر جدًا على التطور الروحي للطفل في هذه الفترة من العمر.
  • يمكن السماح للأطفال من عمر سنة ونصف إلى سنتين باستعمال الأجهزة لمدة نصف ساعة يوميًا كحد أقصى.
  • من عمر سنتين إلى خمس سنوات يمكن أن نرفع المدة إلى ساعة واحدة فقط في اليوم، مع ضرورة أن يترافق الأمر مع متابعة وإرشاد من قبل الوالدين.
  • أما من عمر ست سنوات إلى 13 سنة فيمكن للطفل أن يستخدم الأجهزة الإلكترونية لمدة لا تزيد على ساعتين يوميًا، في ظل مراقبة شديدة من قبل الأمهات والآباء للبرامج والتطبيقات والألعاب التي يتابعها أولادهم.

كيف يمكن التخلص من هذا الإدمان؟

تتم مقاربة المشكلة بشكل تدريجي، إذ يجب عدم سحب الجهاز من يد الطفل مباشرة، وإنما يتم تخفيف ساعات استخدامه بشكل تدريجي، فإذا كان يستخدم الجوال لمدة عشر ساعات في اليوم على سبيل المثال، يبدأ الأهل بتقليص هذه المدة ساعة واحدة كل يوم بالاتفاق مع الطفل، إلى حين وصول المدة إلى ساعة أو اثنتين يوميًا.

كيف يمكن تجنب أضرار الألعاب والأجهزة الإلكترونية؟

  • يجب تشجيع الأطفال على ممارسة الهوايات الحركية كالرياضة والسباحة أو عزف الموسيقا والرسم أو أي شيء يحبونه، ومن المهم تحديد وقت لممارسة هذه الألعاب بساعات معيّنة، وجعلها مكافآت على انضباط الطفل والتزامه بتعليمات الأهل، على ألا تزيد على ساعتين في اليوم.
  • عدم ترك الهواتف المحمولة مع الأطفال الصغار بعمر أقل من ثلاث سنوات من أجل تلهيتهم، ويمكن استبدال الأنشطة المفيدة بها، مثل التلوين والألعاب الحركية والمكعبات والكرة.
  • وضع شاشة الجهاز بوضع متساوٍ مع مستوى العين، وعلى بعد نحو طول الذراع عن العين.
  • أخذ وقت استراحة متكررة في أثناء استخدام الجهاز لراحة العين، والتقليل من التعرض الطويل للشاشات، وذلك باستخدام قاعدة “20-20-20″، التي تنص على أنه في كل 20 دقيقة تمضيها أمام شاشة جهاز إلكتروني، انظر لأي مجسم يبعد عنك 20 قدمًا، لمدة 20 ثانية.
  • يجب على الأهل مراقبة الألعاب التي يختارها أبناؤهم بحيث تكون مناسبة لأعمارهم، وعدم السماح لهم بممارسة الألعاب التي تحمل طابع العنف، والتأكد من خلوها من أي مشاهد أو ألفاظ أو توجهات غير أخلاقية أو لا تناسب أعمارهم.
  • يجب توعية الأطفال وتعليمهم أن الإنترنت والأجهزة الإلكترونية ليست للعب فقط، وإنما يمكن استخدامها في نشاطات أخرى مفيدة كالرسم والقراءة وتعلم اللغة وغير ذلك من النشاطات النافعة.
نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة