توقف الخط الرئيس جراء السرقة والتخريب
أزمة مياه الري تتحول إلى نقمة على مزارعي عزمارين بريف إدلب
عنب بلدي– ريف إدلب
“مشكلتنا في المنطقة هي قلة المياه لري السهول والبساتين، كانت لدينا محطة ري تسمى محطة (ري سهول عزمارين)، وتروي أكثر من ثلاثة آلاف هكتار، عندما توقف المشروع، أدى ذلك إلى مشكلات كثيرة للفلاحين، يبست الأشجار، واضطر الفلاح أن يقلعها من قلة الري”، يشكو المزارع حسين حماسية (60 عامًا) لعنب بلدي، عدم توفر مياه الري في ريف إدلب الغربي.
تبعد الأرض الزراعية التي يملكها حسين حماسية عن حوض نهر “العاصي” حوالي ألف متر، وبسبب عدم توفر خدمات الري للمحافظة على إنتاج محصوله الموسمي، اضطر إلى حفر آبار سطحية لسقاية ثلاثة دونمات من أرضه.
تمثّل المياه المورد الأكثر ندرة في المنطقة، فموارد ريف إدلب الغربي المائية محددة بحصتها من نهر “العاصي”، بالإضافة إلى ما يتم استخراجه من المياه الجوفية، أما الأمطار والسيول فلا تشكّل موردًا إضافيًا يمكن الاعتماد عليه، حيث تعاني معظم مناطق الشمال السوري من قلة المياه المطرية.
وفي ظل الاكتظاظ السكاني بإدلب وريفها، ترتفع معدلات الحاجة إلى تلبية احتياجات السوق المحلية من المحاصيل الزراعية، في الوقت الذي يعاني فيه السكان من انعدام الأمن الغذائي.
لكن، ورغم تلك المخاوف، أدى تناقص مياه الري في بلدة عزمارين إلى جفاف معظم المزروعات، وتوقف بعض المزارعين عن العناية بأرضهم، كون الإنتاج الزراعي صار عبئًا ثقيلًا على كاهلهم.
سرقة واعتداءات
يتأثر الاستهلاك المائي للمحاصيل بالظروف المناخية ونوع المحصول ومراحله العمرية، ما يخلق تباينًا في الاستهلاك المائي للمحاصيل على مدار الموسم الزراعي. ولكن نظم الري تلعب الدور الرئيس في تحديد الاحتياجات المائية للمحاصيل، التي تصل في معظم الأوقات إلى ضعف الاستهلاك الفعلي.
تمثّل نظم الري في المنطقة مشكلة كبيرة يعاني منها المزارع، وتتمثّل مشكلة الري في نقص المياه أو انعدامها بأغلب الأوقات، وعدم كفايتها، وهذه المشكلة ينجم عنها العديد من الآثار السلبية التي تلحق بالأراضي الزراعية.
يعتمد مزارعو بلدة عزمارين على تمديدات لضخ مياه نهر “العاصي” عن طريق مادة المازوت مرتفعة التكلفة إلى مسافات طويلة تصل إلى أكثر من كيلومتر واحد حتى تستقر مياه الري في الأراضي الزراعية المخصصة للسقاية.
“أراضينا بعيدة عن (العاصي)، وإذا قمنا بتركيب تمديدات ومولدات لضخ المياه سيكون هناك عبء مادي ثقيل علينا، لم نعد نملك طاقة كي نعمل في أرضنا”، تحيط بالمزارع محمد عز الدين (35 عامًا) هواجس استمرار عمله في أرضه، بعد أن صارت تكاليف سقايتها أعلى من الأرباح التي قد يجنيها من الزراعة.
“تعرّض خط الري للسرقة والاعتداءات والدمار” خلال السنوات التي أعقبت اندلاع الثورة عام 2011، ما تسبب في “تعطيل الخط الذي كان يروي معظم الأراضي الزراعية من دركوش حتى عزمارين”، بحسب ما أوضحه المزارع الثلاثيني.
ورصدت عنب بلدي العديد من الأراضي والبساتين الزراعية التي انقطعت عنها مياه الري تمامًا، سواء القريبة من حوض نهر “العاصي” أو تلك البعيدة عنه، كون معظم المزارعين يعانون من تدني الدخل المادي، في حين كانت المحطة المعطلة مصدر الري الوحيد في المنطقة.
عنب بلدي وضمن متابعتها أزمة إمداد مياه الري للأراضي الزراعية في عزمارين، سألت “المديرية العامة للموارد المائية” في حكومة “الإنقاذ” حول الحلول العلاجية الممكنة لتفادي تفاقم المشكلة، وحاولت الحصول على توضيحات بشأن محطة الري المعطلة، دون أن تتلقى أي إجابات من قبل المديرية حتى وقت تحرير هذا التقرير.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :