بولندا تكمل الجدار الحدودي مع بيلاروسيا لوقف المهاجرين
زار رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز موراويكي، وكبار المسؤولين الأمنيين، المنطقة الحدودية مع بيلاروسيا، اليوم الخميس 30 من حزيران، بمناسبة اكتمال بناء جدار فولاذي جديد، بعد عام من بدء عبور المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا إلى بولندا.
وسترفع السلطات البولندية أيضًا حالة الطوارئ، الجمعة 1 من تموز المقبل، على طول الحدود التي منعت الصحفيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان وغيرهم من مشاهدة أزمة حقوق الإنسان، حيث لقي 20 مهاجرًا حتفهم في الغابات والمستنقعات المتجمدة في المنطقة.
تصف الحكومة البولندية الجدار بأنه جزء من الحرب ضد روسيا، ويرى المدافعون عن حقوق الإنسان أن الأمر يمثل معيارًا مزدوجًا كبيرًا، في حين رُحّب بمجموعات من اللاجئين المسيحيين البيض من أوكرانيا، بينما رُفض دخول مجموعات أغلبهن من النساء المسلمات من سوريا، بالإضافة إلى معاملتهن بشكل سيء، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
عندما فتحت بولندا أبوابها لملايين الأوكرانيين الفارين من “الغزو” الروسي، كان العمل جاريًا لبناء جدار عالٍ يبلغ ارتفاعه 5.5 مترًا على طول 186 كيلومترًا، من حدودها الشمالية مع بيلاروسيا، يهدف إلى إبعاد طالبي اللجوء من نوع مختلف، (أولئك الفارين من الصراع والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا)، والذين شجعهم النظام الاستبدادي في بيلاروسيا الحليف الوثيق لروسيا على تجربة حظهم كجزء من نزاع مع الاتحاد الأوروبي.
قرابين النزاعات
علي (32 عامًا)، أحد طالبي اللجوء من الذين غادروا سوريا، أواخر العام الماضي، بعد أن قرأ على مواقع التواصل الاجتماعي أن أسهل طريقة للوصول إلى الاتحاد الأوروبي هي السفر إلى بيلاروسيا والسير إلى بولندا.
طار علي، من قرية خارج حماة غربي سوريا، إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، وانطلق للعثور على بقعة خالية من الحراسة في الغابة حيث يمكنه التسلل إلى الاتحاد الأوروبي.
في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” في برلين، هذا الأسبوع، قال علي، الذي لم يذكر اسمه الأخير، خوفًا من تداعيات ذلك على أسرته في سوريا، “كنت أبحث عن مكان يمكنني أن أعيش فيه بأمان، بعيدًا عن القمع واليأس في الوطن”.
وأوضح أنه لم يكن مستعدًا للعنف ودرجات الحرارة دون الصفر التي كانت تنتظره في الغابات الشاسعة والمستنقعات، قائلًا، “مرت ليالٍ عندما كنت أنام على الأرض الخالية في الغابة معتقدًا أنني لن أستيقظ مرة أخرى”.
بالحديث عن ازدواجية المعايير في التعامل مع اللاجئين، قالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة “Open House”، ناتاليا جيبرت، وهي منظمة غير حكومية بولندية تساعد اللاجئين، “إذا قمت بتوصيل لاجئ على الحدود الأوكرانية فأنت بطل، وإذا فعلت ذلك على حدود روسيا البيضاء، فأنت مهرب وقد ينتهي بك الأمر في السجن لمدة ثماني سنوات.
لم تكن بيلاروسيا من قبل طريقًا رئيسيًا للهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، حتى بدأ رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، في تشجيع طالبي اللجوء المحتملين في الشرق الأوسط على السفر إلى مينسك، وسرعان ما توافد الناس من سوريا والعراق واليمن وأفغانستان والدول الأفريقية على الجهة الشرقية للاتحاد الأوروبي، ودخلوا بولندا وليتوانيا ولاتفيا المجاورتين.
اتهم زعماء الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو، بشن “حرب مختلطة” انتقامًا من عقوبات الاتحاد بسبب معاملة النظام للمنشقين.
قال تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” هذا الشهر، إن بولندا “تدفع المهاجرين وطالبي اللجوء بشكل غير قانوني، وفي بعض الأحيان بعنف، بإجراءات موجزة للعودة إلى بيلاروسيا، حيث يواجهون انتهاكات جسيمة، بما في ذلك الضرب والاغتصاب من قبل حرس الحدود وقوات الأمن الأخرى”.
بينما يدعم بعض البولنديين موقف الحكومة المتشدد، سعى العديد من سكان المنطقة الحدودية طوال فصلي الشتاء والربيع إلى مساعدة المهاجرين المحاصرين في الغابة، حيث يحتاج العديد منهم إلى مساعدة طبية.
تساءلت مسرحية “المسؤولية” التي عُرضت لأول مرة في بولندا هذا الأسبوع، كيف يمكن لبولندا قبول ملايين الأوكرانيين بينما تحجب المساعدة عن آلاف آخرين، وسألت إحدى الشخصيات، “لماذا تطلب الدولة البولندية أن يجلس طفل من حلب في مستنقع في درجات حرارة دون الصفر وتمنع المساعدة التي تقدمها للطفل من ماريوبول”.
بعد انتظار ثلاثة أشهرن والعديد من محاولات عبور السياج الفاصل، اقتيد علي، إلى مركز “ديباك” للأجانب في أوتريبوسي جنوب غربي وارسو- بولندا، في آذار الماضي، حيث قيل له “ارحل، اذهب إلى ألمانيا”.
وصل علي إلى برلين في نيسان الماضي، وتقدم بطلب لجوء، عمل نشطاء حقوقيون وعلماء نفس على توثيق روايته وكذلك روايات لطالبي لجوء آخرين، قالوا إنهم تعرضوا لانتهاكات من قبل حرس الحدود البيلاروسي والبولندي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :