درعا.. الحليب بعيد عن المستهلكين ولا يلبي طموح المربين
عنب بلدي- درعا
ارتفعت أسعار مشتقات الحليب، مطلع حزيران الحالي، من الألبان والأجبان في محافظة درعا جنوبي سوريا، تأثرًا برفع التجار أسعار الحليب من ألف و450 ليرة إلى ألف و600 ليرة سورية.
وينعكس ارتفاع أسعار الحليب على المستهلكين نتيجة لضعف القوة الشرائية لديهم.
كما لا يحقق رفعها طموح مربي المواشي بتحقيق الأرباح، إذ إنهم مضطرون لرفع السعر بما يتناسب مع تكاليف الإنتاج وأهمها أسعار العلف، لكن رفعهم للسعر لا يغطي تكاليف مهنتهم.
الأجبان والألبان “تحلّق”
هدى (25 عامًا)، تحفظت على ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية، قالت لعنب بلدي، إن مادتي الجبن واللبنة صارتا من المواد الكمالية على مائدة الإفطار لعدد من العائلات المقيمة في محافظة درعا التي لم تعد قادرة على مواكبة أسعارها.
ووصل سعر كيلو الجبن إلى 12 ألف ليرة سورية، وكيلو اللبنة إلى عشرة آلاف ليرة سورية.
ارتفاع أسعار اللبن جعلها تلجأ إلى تقليل اعتمادها عليه في وجبات الطعام، أو حتى في إعداد الطبخات التي تعتمد بشكل رئيس على اللبن، إذ تحتاج إلى كيلوغرامين من اللبن على الأقل لإعداد هذه الوجبة، وهو ما يكلّف خمسة آلاف ليرة.
محمد (28 عامًا)، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في مدينة طفس، قال لعنب بلدي، إن أبرز أسباب ارتفاع أسعار الألبان والأجبان هو ارتفاع سعر الحليب.
وأوضح محمد أن الطلب على مادة الحليب يزداد صيفًا لاستجراره من قبل معامل “البوظة”.
ويشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات متكررة شبه يومية، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، تضاعف انعدام القدرة الشرائية للمواطنين في مناطق سيطرة النظام.
ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية إلى نحو 4000 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية.
فاتورة بيع الحليب تذهب للأعلاف
في كل صباح تجوب سيارات التجار منازل مربي المواشي لشراء الحليب منهم وتوريده للمعامل، ويدفع التاجر للمربي ثمن الحليب بفاتورة أسبوعية.
يجمع زهير (28 عامًا)، وهو مربي أبقار في محافظة درعا، قيمة الفاتورة التي يحصل عليها أسبوعيًا مقابل بيعه للحليب ويذهب بها لـ”جاروشة” الأعلاف، ليدفعها هناك متفاجئًا في كل مرة بغلاء سعر العلف الموازي لسعر الحليب.
وأوضح زهير (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية)، أنه صار يبيع الحليب ليسدد ثمن الأعلاف فقط، مشيرًا إلى أنه يدفع أكثر من سعر الحليب الذي يبيعه.
ووصل سعر كيلو “كسبة بذور القطن” إلى ألفين و400 ليرة سورية، وكيلو الشعير إلى ألفين و200 ليرة، وكيلو الذرة إلى ألفين و500 ليرة، والفول إلى ألفين و200 ليرة.
ولا تقتصر تكاليف تربية الأبقار على الأعلاف فقط، إذ يشهد سوق التبن ارتفاعًا أيضًا، وخاصة بعد ضعف إنتاج موسم القمح للعام الحالي وخروج مساحات القمح البعلي من عملية الإنتاج.
وبحسب المربي، يحتاج كل رأس بقر سنويًا إلى حوالي 20 شوالًا من مادة التبن (كل شوال 35 كيلو)، وقدّر سعره في أثناء فترة الحصاد بحوالي 600 ليرة سورية.
ومن الأمور التي تزيد معاناة المربين أيضًا، علاج المواشي في درعا، إذ لا تقل معاينة الطبيب البيطري عن 20 ألف ليرة سورية.
في 26 من شباط الماضي، أعلن مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بحكومة النظام السوري، أسامة حمود، فقدان الثروة الحيوانية في سوريا نحو 40% إلى 50% من قطيعها، بسبب الارتفاع العالمي في أسعار الأعلاف، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية على النظام.
وتحدث حمود عن وجود مشكلة كبيرة تهدد جهود ترميم الثروة الحيوانية، تتمثّل بعدم قدرة المربين على الاستمرار بعملية التربية، ما يدفعهم لبيع قسم كبير من قطعانهم لتأمين احتياجات القسم الآخر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :