إعلام إسرائيلي: بينيت أوقف مبادرة طرحها نتنياهو لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية
أوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، مؤخرًا مبادرة إقليمية روّج لها سلفه، بنيامين نتنياهو، لإعادة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى جامعة الدول العربية، بحسب تقرير لصحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية.
وقال التقرير، الصادر السبت 2 من نيسان، إن نتنياهو بدأ منذ 2019 بتمرير هذه المبادرة المبنية على فكرة المصالحة الدولية مع انتصار الأسد، مقابل اتفاق القوى معه على انسحاب القوات الإيرانية من سوريا.
وأضاف أن هذه المبادرة أُثيرت لأول مرة قبل ثلاث سنوات، خلال اجتماع عُقد في القدس بين مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي والروسي.
وأوضح أن مستشار الأمن القومي في حكومة نتنياهو، مئير بن شبات، اقترح خلال ذلك الاجتماع على نظيريه، الأمريكي جون بولتون، والروسي نيقولاي باتروشيف، خطة متعددة المراحل لإعادة النظام.
وتقضي الخطة بإصدار الأسد دعوة إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011، بدعوى أنها لم تعد مطلوبة هناك، وعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وتفعيل دول الخليج العربي، وفي مقدمتها الإمارات، استثماراتها في الاقتصاد السوري كي تحل محل إيران في هذه المسألة.
وحظيت الخطة بمباركة نتنياهو آنذاك، بحسب التقرير، وأطلع بن شبات جميع الدولة العربية التي لديها علاقات مع إسرائيل على هذه الخطة.
وكان الأردن مهتمًا جدًا بالخطة، بهدف تحرير نفسه من العبء الثقيل لملايين اللاجئين السوريين الذين فروا إليه خلال سنوات الحرب، كما أيدتها مصر، وفقًا للتقرير.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى مطلع على تفاصيل الخطة قوله، إن إسرائيل، التي ليست لديها أي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع سوريا، لم تسأل الأسد عن موقفه إزاء هذه الخطة المطروحة.
وأضاف المسؤول، “من حيث المبدأ، كان هناك اتفاق بين مختلف الدول على أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، ولكن الحملات الانتخابية المتكررة في إسرائيل، وفيما بعد تغيير الحكومة في الولايات المتحدة وإسرائيل، منعت المضي قدمًا في هذا المسار”.
وأشار المسؤول إلى أن مجلس الأمن القومي كان على علم بأن الأسد ليست لديه قوات خاصة به قادرة على إجبار إيران على سحب ميليشياتها من الأراضي السورية، إذ “لا توجد طريقة أخرى لإخراج الإيرانيين من سوريا، فقط مجموعة من الضربات العسكرية والتحرك السياسي يمكن أن يجعلهم يتراجعون”.
وأوضح أن الهدف من هذه الخطة كان نزع الشرعية عن الوجود الإيراني في سوريا، ولهذا، أولاً وقبل كل شيء، “كنا بحاجة إلى دعم واتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد تم تحقيق ذلك بالفعل”.
وذكرت الصحيفة أن بن شبات سلّم كل المعطيات المحدثة عن المبادرة إلى خلفه، إيال حولاتا، غير أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت، قررت تجميد الخطة.
وأكد مصدر سياسي للصحيفة أن حكومة بينيت تعتبر هذه الخطة غير قابلة للتحقيق، بسبب قناعتها بأن الأسد ليس قادرا على طرد الإيرانيين من سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن بينيت يتخذ موقفًا حياديًا إزاء الأسد، ولا يعارض ولا يؤيد إمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مؤكدة أن هذه المسألة كانت ضمن أجندة الاجتماع الذي عُقد قبل أسبوعين في شرم الشيخ بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد.
اقرأ أيضًا: أين سوريا في الاجتماع المصري- الإماراتي- الإسرائيلي؟
في 22 من آذار الماضي، قالت صحيفة “Times Of Israel“، إن محمد بن زايد أطلع السيسي وبينيت على آخر التطورات حول زيارة الأسد إلى الإمارات.
وقالت الصحيفة، إنه جرت مناقشة زيارة الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في 18 من آذار الماضي، إذ أعرب بينيت عن قلقه مما وصفته الصحيفة بـ”عودة الأسد المطردة للقبول في العالم العربي”.
ولم تذكر الصحيفة تفاصيل المعلومات التي أدلى بها محمد بن زايد، إلا أنها أشارت إلى أن بينيت منفتح على احتمال أن تكون هناك نتائج إيجابية لإسرائيل والمنطقة من الزيارة، وأن الإمارات وحلفاء إقليميين آخرين مهتمون بإقصاء إيران كأحد اللاعبين المهيمنين في البلاد.
وعُقد اللقاء الثلاثي، في 22 من آذار الماضي، في شرم الشيخ، ويأتي بعد حوالي شهر على “غزو” روسيا لأوكرانيا الذي تسبب بارتفاع كبير في أسعار النفط، ويثير مخاوف أمنية في دول عدة.
اقرأ أيضًا: أبو الغيط: لا توافق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :