احتجاجات متفرقة في السويداء على وقع توتر أمني
شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا احتجاجات بمناطق متفرقة من ريف المحافظة، بالتزامن مع توتر أمني بين فصائل محلية وقوات النظام.
وتجمع مدنيون في ساحة قرية بوسان شرقي المحافظة مطالبين بتحسين الوضع المعيشي، إضافة إلى احتجاجات شهدتها بلدة المزرعة رفضًا لزيارة المحافظ نمير مخلوف إلى البلدة.
وقالت شبكة “الراصد” المحلية، إن احتجاجات اندلعت مساء أمس، الأربعاء 16 من آذار، في ساحة قرية بوسان في الريف الشرقي للمحافظة مطالبة بتحسين الرغيف، وتأمين شبكة الهاتف المحمول، وتأمين المحروقات، بالإضافة إلى تحسين واقع التيار الكهربائي.
سبقها في صباح اليوم ذاته قطع مجموعات من أهالي بلدة المزرعة غربي السويداء الطريق الواصل بين البلدة ومدينة السويداء، رفضًا لزيارة المحافظ، نمير مخلوف، إلى البلدة، بحسب الشبكة.
وتزامنت الاحتجاجات مع اشتباكات كثيفة بين أحد الفصائل المحلية وحاجز تابع لقوات النظام على طريق قنوات، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات، بحسب شبكة “السويداء ANS” المحلية.
في حين تدخل الشيخ يوسف جربوع، للتهدئة بين الفصائل المحلية وقوات النظام التي تعرضت للهجوم على حاجز “المتحف” في مدينة السويداء، بحسب “السويداء ANS“.
وأدت الاشتباكات إلى إزالة الفصائل المحلية حاجز “المتحف الوطني” وسط المدينة، بعد استهدافه بهجوم مسلح، واشتباك مع عناصره استمر لنحو ساعة، أسفر عن فرار عناصر الحاجز.
وبعد مرور نحو ساعة على الهجوم، عاد عناصر النظام إلى الحاجز، رفقة تعزيزات دعم أمنية، بحسب “الراصد“.
بدورها أكدت شبكة “السويداء 24“، أن الحاجز العسكري الذي تعرض للهجوم، هو نقطة تفتيش أمنية تخص قوات “أمن الدولة”، التابعة للنظام.
شبكات محلية في السويداء تحدثت قبل ذلك بساعات عن أن حاجزًا مشتركًا تابعًا لقوات “أمن الدولة” و”الأمن السياسي”، أُقيم عند تقاطع المتحف الوطني وسط مدينة السويداء، وشرع بمصادرة سيارات لا تحمل لوحات تسجيل، والمعروفة محليًا باسم “لفة”.
وسبق أن انتشرت في 7 من تشرين الثاني 2021، عناصر وآليات عسكرية تابعة للنظام السوري بشكل مكثف بالقرب من دوار “المشنقة” وسط مدينة السويداء، وعدد من ساحات المدينة الرئيسية، لمُصادرة السيارات غير النظامية، إلا أنها لم تنفذ مهمتها بسبب استنفار فصائل المحافظة حينها.
دائرة الاشتباكات في توسع
على إثر تصاعد وتيرة الأحداث في المحافظة منذ صباح، أمس الأربعاء، حيث بدأت في بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي عندما منع فصيل “مغاوير الكرامة” ومدنيو بلدة المزرعة محافظ السويداء زيارة البلدة.
وبعد إزالته الحاجز التابع لقوات النظام في مدينة السويداء هاجم فصيل “قوات الفهد” منزل الدكتور فيصل القاسم، وطرد عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” المتمركزة فيه منذ نحو عشرة سنوات بحسب “السويداء ANS“.
وانسحب الفصيل بعد ذلك إلى داخل بلدة قنوات التي يتمركز فيها بالتزامن مع استقدام تعزيزات من قبل قوات النظام لتنتشر على طول طريق قنوات إضافة إلى تعزيزات أمنية رُفدت بباقي حواجزها في المحافظة.
ونقلت الشبكة المحلية عن مصادر لم تسمها، أن اجتماعًا حصل بين الشيخ يوسف جربوع وممثلين عن أهالي المحافظة والفصائل المحلية فيها، للوساطة بين الأجهزة الأمنية في السويداء والسكان.
وبعد اجتماع لعدد من مشايخ وقادة الفصائل المحلية في مدينة السويداء قرروا عدم قبول وساطة الشيخ جربوع واعطوا السلطة مهلة يوم واحد، تنتهي اليوم الخميس، لسحب حواجزها من السويداء وفي حال لم يتم تلبية مطالبهم سيتم الرد بـ”كل قوة وحزم”، بحسب الشبكة.
وتزامن الاجتماع مع إستمرار الاستنفار من قبل فصيل “قوات الفهد” في بلدة قنوات، والذي أعاد سيطرته على منزل الدكتور فيصل القاسم والتحصن داخله إضافة إلى إقامة حاجز على مدخل بلدة قنوات.
بينما نشرت شبكة “السويداء 24” تسجيلًا مصورًا قالت إنه من مدخل بلدة قنوات، والذي يظهر فيه تجمعًا لمقاتلين محليين أشعلوا إطارات قطعوا بها الطريق المؤدية إلى البلدة.
إجراءات أمنية للنظام يمانعها سكان المحافظة
تجول مجموعات من سكان السويداء على نقاط التفتيش الأمنية التابعة لقوات النظام، وحذرت عناصرها من “الاستفزازات” التي يمارسونها على نقاط التفتيش، بحسب “السويداء 24″، وطلبت منهم الانسحاب عن الطرقات الرئيسية.
وبحسب الشيكة المحلية، فإن قوات النظام الأمنية لم تستجب لتحذيرات الأهالي، وردت بتعزيز مواقعها في النقاط التي انتشرت فيها.
بدورها سعت وساطات اجتماعية وأمنية للتهدئة، وتواصلت مع وجهاء المنطقة، وأجهزة النظام الأمنية، في حين تعتبر قوات النظام أن انتشارها يأتي لملاحقة من تصفهم بـ”الخارجين عن القانون والمتورطين بجرائم الخطف والقتل”، بحسب الشبكة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :