النظام السوري في قضية الطفل فواز قطيفان.. تجاهل ثم استثمار وتنصل من جرائم التعذيب
تجاهل الإعلام الرسمي السوري تغطية قضية الطفل السوري فواز قطيفان، الذي اختطف من قبل مجهولين، في أثناء عودته من مدرسته في بلدة إبطع شمال غربي درعا، منذ ثلاثة أشهر.
وبعد انقضاء فترة على اختطاف فواز، وانتشار تسجيل مصوّر يظهر فيه وهو يُعذب من قبل العصابة، وتفاعل عدد من الناشطين والمؤثرين مع التسجيل، خرج إعلام مقرب من النظام ليتحدث عن فواز وعن جهود في إعادته إلى ذويه.
وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، في 4 من شباط الحالي، إن صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي تداولت تسجيلًا مصوّرًا لفواز (ست سنوات) وهو “يتعرض للتعذيب بطريقة وحشية على أيدي خاطفيه الذين يطالبون أهله بفدية مقدارها 500 مليون ليرة سورية”.
وقارنت الصحيفة بين استنفار العالم لقضية الطفل المغربي ريان أورام، الذي سقط في البئر ولم يستطع النجاة بعد كل الجهود التي قامت بها دولته لإنقاذ حياته، وبين صمت المجتمع الدولي والعربي عن جريمة تعذيب فواز قطيفان وعدم التفاته إليه، بحسب تعبير الصحيفة.
كما استغلت الصحيفة حادثة فواز لتتحدث عن الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب في درعا بشهادات ذويهم، مطلع الثورة السورية، لتقول إنها روايات كاذبة دون أي دليل أو إثبات يدل على حدوثها.
وقالت إن “عشرات التظاهرات تم ترتيبها عام 2011 مستندة إلى رواية تعذيب أطفال لا أساس لها، واستنفرت محطات تلفزة وشهود عيان، وأنفقت الملايين لترويج رواية لا دليل ولا صورة لها، على حين لم نسمع أي تعليق تجاه الطفل فواز وصور تعذيبه، لا من العالم الحريص على حقوق الطفل ولا من المعارضات التي حصلت ملايين الدولارات من رواية أطفال درعا المزعومة، والتي تتحمل مسؤولية كل ما حصل في سوريا”.
وكانت حادثة اعتقال أطفال في درعا بعد كتاباتهم المطالبة بإسقاط النظام في 2011، فجّرت المظاهرات في سوريا، إذ رفض عاطف نجيب، ابن خالة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والذي كان يرأس فرع “الأمن السياسي” بمحافظة درعا جنوبي سوريا، إطلاق سراحهم وتسليمهم لأسرهم، وأهان رؤساء العشائر الذين طالبوا بهم.
كما يعتبر الطفل حمزة الخطيب أحد رموز الثورة السورية، وقد اعتقل من قبل عناصر الأمن العسكري في حاجز بلدة صيدا، في 29 من نيسان 2011، وسُلّم جثة لأهله في 25 من حزيران من العام ذاته، وبدت عليها آثار التعذيب والتشويه، بشكل غير مسبوق في سوريا آنذاك.
من جهته، تحدث قائد شرطة محافظة درعا، ضرار الدندل، عن حادثة اختطاف فواز، في اتصال مع إذاعة “شام إف إم“، وقال إنه، في 2 تشرين الثاني 2021، أُبلغ عن اختفاء الطفل فواز قطيفان بعد ذهابه للمدرسة، من قبل عم الطفل لأن والده يعمل في الكويت.
وحصرت الشرطة الشبهات في البداية بأقرباء العائلة، وحققت معهم، ليتنازل والد الطفل عن الشكوى بعد عودته من الكويت.
وبحسب الدندل، اتصل بذوي الطفل أشخاص من رقم دولي عبر تطبيق “تلجرام”، وطالبوهم بدفع فدية قدرها 200 ألف دولار أمريكي.
وخفض مبلغ الفدية لاحقًا إلى 500 مليون ليرة سورية، وحددت بمهلة حتى الأربعاء المقبل 9 من شباط الحالي.
وأكد أن وزارة الداخلية وإدارة الأمن الجنائي تتابعان القضية بشكل مستمر، ولكن هنالك عقبات لأن الرقم ليس سوريًا، وسيتم التوصل إلى نتائج إيجابية قريبًا، بحسب قوله.
من جهته، خرج الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان، في تسجيل مصوّر عبر حسابه في “فيس بوك“ اليوم، الأحد 6 من شباط، قال فيه إن عائلة قطيفان تعمل على جمع المبلغ المطلوب من العصابة خلال ساعات.
وأكد أن عائلة قطيفان لم تطلب أي مبلغ من أي شخص أو جهة أو منظمة لجمع المبلغ المطلوب لدفع الفدية، وأن أي جهات تقوم بالادعاء أنها تمثّل عائلة الطفل لا ترتبط بهم.
وقال قطيفان لعنب بلدي، إنه لا توجد أي معلومات إضافية أو جديدة عن الطفل فواز، بعد المقطع الذي نُشر له من قبل العصابة.
وأضاف أن المبلغ المطلوب هو بحكم المنتهي وما تبقى الآن هو آليات التواصل مع ”الأوباش” (العصابة التي اختطفت الطفل) حتى يعود الطفل لأهله.
وقال أحد أقارب الطفل المخطوف، تتحفظ عنب بلدي على ذكر اسمه، إن العائلة المقربة من الطفل باعت أراضي وذهبًا، ولكن المبلغ لم يكتمل، ونقص عن المبلغ المطلوب 150 مليون ليرة سورية.
ورفض الخاطفون النقص، وطالبوا بكامل المبلغ وأرسلوا تسجيل الطفل وهو يتعرض للتعذيب، مع مهلة حتى يوم الأربعاء.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :