ثلاثة ملفات اقتصادية تجمع بين النظام السوري والقرم
أسفرت زيارة وفد اقتصادي من حكومة النظام السوري، إلى شبه جزيرة القرم، عن اتفاقات شملت التبادل التجاري عبر المواني البحرية، واستيراد القمح، وإطلاق الرحلات الجوية بين البلدين.
ووصل، الاثنين 17 من كانون الثاني الحالي، وفد اقتصادي من حكومة النظام، يرأسه وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر الخليل، إلى شبه جزيرة القرم، لإجراء مباحثات تعاون اقتصادية وسياحية مع مسؤولي الجمهورية الروسية، غير المعترف بها دوليًا.
اتفق الطرفان على بدء حركة التبادل التجاري بين مواني القرم وميناء “اللاذقية” السوري، وفقًا لما نقلته وكالة “تاس” عن رئيس “الجمهورية” الروسية، سيرغي أكسينوف.
وستعتمد القرم على السفن المستأجرة في المراحل الأولى من عمليات التبادل التجاري، إلى أن يزداد حجم البضائع ويتم إنشاء شركة شحن مشتركة، بحسب أكسينوف، الذي قال إن ثلاث شركات كبرى في شبه جزيرة القرم تعتزم المشاركة في إعادة إعمار سوريا.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن جورجي مرادوف، الممثل الدائم للقرم لدى الرئاسة الروسية، أن ممثلي المناطق الروسية الأخرى بإمكانهم التجارة مع سوريا عبر القرم، دون التعرض لمخاطر العقوبات، معتبرًا أن مواني القرم يمكن أن تصبح البوابات البحرية الجنوبية الرئيسة لروسيا كجزء من تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع سوريا.
كما تعتزم شبه الجزيرة الروسية، تدشين رحلات جوية مع سوريا، بشكل غير مباشر، عبر مدينتي سوشي وأنابا الروسيتين، والعاصمة الأرمينية يريفان، لضرورتها من أجل تنظيم التجارة بين البلدين، وفقًا لما ذكره أكسينوف.
ونقلت “تاس” عن أكسينوف أن سوريا مستعدة لشراء ما يصل إلى مليوني طن من القمح سنويًا، من مزارعي القرم، فيما قال وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر الخليل، إن المساحة المزروعة بالمحاصيل تراجعت خلال الحرب، وانخفض حجم القمح المزروع من مليونين إلى 400 ألف طن سنويًا، ما يضطر الدولة إلى شراء حوالي 1.5 مليون طن من القمح.
وبتنفيذ الاتفاقات، سيرتفع حجم دورة البضائع في مينائي “كيرتش” و”فيودوسيا” في شبه جزيرة القرم، إلى نحو 14 مليون طن، وفقًا لما نقلته “سبوتنيك” عن أكسينوف.
ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، بعد سيطرة قوات موالية لموسكو عليها، ثم أجرت استفتاء عام 2014، صوّت السكان فيه للانضمام، بينما رفضته أوكرانيا (التي كانت شبه الجزيرة تحت سيادتها) وأوروبا.
واعترف النظام السوري بضم موسكو للقرم في 2016، كما أرسل رئيس النظام، بشار الأسد، أولاده إلى معسكر “أرتيك” للطلائع في القرم عام 2018.
وبرز دور القرم المتنامي “بإيعاز روسي” في سوريا، بعد زيارة لرئيسها، سيرغي أوكسيونوف، إلى سوريا في تشرين الأول عام 2018، تخللتها عدة اتفاقيات حينها، لتأسيس “بيت تجاري سوري في القرم”، وشركة شحن مشتركة للنقل البحري، بالإضافة إلى تسهيل الإجراءات المالية والبنكية بين الجانبين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :