“الإدارة الذاتية” تحتكر الأسمدة الزراعية في الرقة.. مزارعون يبحثون عن بدائل
لأكثر من مرة راجع أحمد عبد القادر (46 عامًا)، وهو مزارع من ريف الرقة الغربي، “شركة تطوير المجتمع الزراعي” في الرقة للحصول على الأسمدة الزراعية بعد أن وضع بذار القمح في أرضه الزراعية لكن دون أن يحصل على ما يريد.
يحمل المزارع الأربعيني بين كلتا يديه مصنف من البلاستيك بداخله أوراق طلبتها منه “شركة تطوير المجتمع الزراعي” للتأكد أنه سدد فواتير الري ورّخص أيضًا أرضه الزراعية وسلّم موسم القمح العام الماضي للمراكز التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.
ويشتكي مزارعون في ريف الرقة التقت بهم عنب بلدي من عدم تسلّمهم مخصصاتهم من الأسمدة الزراعية بعد أن زرع معظمهم بذور موسم القمح الحالي، وقالوا إن “الإدارة الذاتية” تمنع تداول السماد من قبل التجار وتحصر بيعه بمستودعات “شركة تطوير المجتمع الزراعي”.
ويثير احتكار “الإدارة الذاتية” للأسمدة الزراعية استياء المزارعين في أرياف الرقة، ويتزامن ذلك مع تأخرها في توزيع المخصصات على المزارعين.
ورغم ما يحمل أحمد من أوراق، لم يتمكن من الحصول على الأسمدة الزراعية، وقال لعنب بلدي إن موظفي “شركة تطوير المجتمع الزراعي” طلبوا منه مراجعتهم بعد عدة أيام.
وتُعنى “شركة تطوير المجتمع الزراعي” باستلام المحاصيل الزراعية من المزارعين في مناطق شمال وشرق سوريا وتسليمهم الفواتير إلى جانب تسليم البذار والأسمدة الزراعية والمبيدات مقابل دفع ثمنها بشكل مباشر للشركة من قبل المزارعين.
البحث عن البدائل
اشترى سليمان الشبلي (50 عامًا)، 20 كيسًا من روث الدجاج (السواد) من أحد تجار البقوليات في مدينة الرقة لاستعماله عوضًا عن السماد الفوسفاتي والذي يضعه المزارعون في الأيام الأولى لزراعة القمح.
وقال سليمان لعنب بلدي، إنه لم يجد بديلًا مناسبًا بعد أن تعذر عليه شراء السماد من المؤسسات الزراعية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، وإن أغلب المزارعين مضطرين للبحث عن البدائل للحفاظ على زراعتهم لا سيما بعد أن زرعوا البذار.
وصارت العودة للأساليب البدائية في الزراعة أمرًا طبيعيًا في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، إذ تواجه الزراعة مستقبلًا “سوداويًا” لعدة اعتبارات تتحمل الإدارة الجزء الأعظم منها، بحسب المهندس الزراعي حسين الرجب من ريف الرقة.
وأشار المهندس في حديث لعنب بلدي إلى إن غياب الخبرات في وضع الخطط الزراعية من قبل مسؤولي “الإدارة الذاتية” وتجاهل السكان للإرشادات الزراعية ودخول أنواع مجهولة المصدر من البذار إلى السوق السورية أسهمت جميعها في تدني الإنتاج الزراعي بعد أن تعافى قليلًا خلال الأعوام الماضية.
عضو في “لجنة الزراعة والري” في الرقة، قال في مراسلة إلكترونية مع عنب بلدي، إن السبب في تأخر توزيع الأسمدة الزراعية هو ظروف الحصار الاقتصادي التي تعاني منها مناطق “الإدارة الذاتية”.
وأضاف أن “الإدارة الذاتية” تضطر لدفع إتاوات ضخمة لحواجز النظام السوري لإدخال المستلزمات الزراعية لمناطق سيطرتها عبر أشخاص يلعبون دور الوسيط بين الجانبين.
واعتبر أن توزيع الأسمدة من قبل مؤسسات “الإدارة” يبقى “أرحم كثيرًا” للمزارع من شرائه عن طريق التجار حتى لو تأخرت المخصصات على حد وصفه.
وخلال العام الحالي واجهت المحاصيل الزراعية عدة تحديات أبرزها تراجع منسوب نهر الفرات، وانخفاض معدل الأمطار خلال الشتاء الماضي وتعرض المواسم الصيفية مثل الذرة والقطن للآفات الزراعية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :