طوابير السكّر.. أولى أزمات شرق الفرات بعد إغلاق “سيمالكا”
لم ينسَ تامر محمد (34 عامًا) من سكان مدينة الرقة كيف كان يقضي ساعات من وقته على دور (طابور) السكّر أمام “المؤسسة الاستهلاكية” في الرقة قبل نحو شهرين، ليعاود الآن الوقوف بذات الطابور أمام ذات المؤسسة.
ويضطر الشاب الذي يعول عائلته المكوّنة من 11 فردًا إلى الوقوف منذ ساعات الصباح الباكر في دور الحصول على السكّر، والانتظار حتى موعد افتتاح المؤسسة، بهدف الحصول على كيلوغرام واحد من السكّر.
وشهدت مدينة الرقة ومناطق أخرى من شمال شرقي سوريا أزمة في تأمين مادة السكر خلال الأيام القليلة الماضية، واضطر المواطنون إلى الاصطفاف بطوابير طويلة أمام المؤسسات الاستهلاكية في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” للحصول على السكّر.
السكّر مادة أساسية بالنسبة إلى تامر وعائلته، وهي ذات استخدام يومي مثلها مثل الخبز، ولا يمكن الاستغناء عنها.
وأُسّست “المؤسسات الاستهلاكية” العام الماضي، في خطوة وصفها مسؤولو “الإدارة الذاتية” بأنها أتت لـ”وقف احتكار” مواد أساسية من قبل التجار، وتتبع تلك المؤسسات لـ”هيئة الاقتصاد والزراعة” في “الإدارة” صاحبة النفوذ في المنطقة.
ومنتصف أيلول الماضي، عانت مناطق شمال شرقي سوريا من أزمة في تأمين مادة السكّر، وحمّلت “الإدارة الذاتية” التجار في مناطقها مسؤولية احتكار المادة واختفائها من الأسواق.
إغلاق معبر “سيمالكا” أثّر سلبًا
وخلال لقاء أجرته عنب بلدي مع أحد أعضاء “اللجنة الاقتصادية” في “مجلس الرقة المدني”، تحفظ على ذكر اسمه بسبب عدم امتلاكه تصريحًا بالحديث إلى وسائل الإعلام، حمّل مسألة “الجرد السنوي” التي يقوم بها التجار نهاية كل عام المسؤولية.
وأضاف عضو “اللجنة الاقتصادية” أن إغلاق معبر “سيمالكا” الذي يربط “الإدارة الذاتية” بإقليم كردستان العراق له دور أساسي في الأزمة، لكن من المبكر الحديث عن أثر إغلاق المعبر في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن من المبكر الحديث عن أزمة سكّر، لكن هلع السكان وقلقهم من فقدان المواد الغذائية سبب أساسي في إحداث مثل هذه الأزمات، وهو ما يدفع التجار إلى احتكار المواد ورفع أسعارها.
ووصل سعر كيلو سكّر الشاي في أسواق مدينة الرقة إلى نحو 3600 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، بعد أن كان يباع بـ2500 ليرة قبل أقل من أسبوع.
ويعتبر السكّر العراقي القادم من إقليم كردستان العراق المصدر الرئيس للسكّر في المنطقة، ويدخل عبر معبر “سيمالكا” الحدودي في ريف الحسكة الشمالي الشرقي على الحدود العراقية، لكن المعبر أُغلق بعد اشتباكات بين “جوانن شورشكر” (الشبيبة الثورية المقربة من حزب العمال الكردستاني) وحرس المعبر على الطرف المقابل.
وفي 15 من كانون الأول الحالي، هاجم أعضاء في جماعة “جوانن شورشكر” (الشبيبة الثورية) معبر “سيمالكا” الحدودي، واعتدوا على موظفي المعبر من كرد العراق.
وأُنشئ المعبر عام 2012، وأسست إدارته جسرًا حديديًا على نهر “دجلة” لتسهيل مرور البضائع، وعبره سابقًا آلاف السوريين الهاربين من ظروف الحرب في سوريا، بداعي اللجوء أو العمل.
وتعتمد مناطق شمال شرقي سوريا على الحركة التجارية في معبر “سيمالكا” في ظل استمرار إغلاق معبر “اليعربية” الإنساني بسبب “الفيتو” الروسي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :