مسؤولون أمريكيون يحمّلون إيران مسؤولية الهجوم على قاعدة “التنف” في سوريا
صرح مسؤولون أمريكيون أن إيران كانت وراء هجوم الطائرات من دون طيار الأسبوع الماضي على قاعدة “التنف” الأمريكية جنوبي سوريا، حيث تتمركز القوات الأمريكية.
وأفادت صحيفة “POLITICO” الأمريكية، الاثنين 25 من تشرين الأول، أن أمريكا تعتقد أن إيران قدمت الموارد وشجعت على الهجوم، لكن الطائرات المسيّرة لم يتم إطلاقها من إيران.
وقال المسؤولون الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة التفاصيل التي لم يُعلَن عنها، إنها كانت طائرات إيرانية من دون طيار، ويبدو أن إيران سهّلت استخدامها.
ويعتقد المسؤولون أن الهجمات شملت ما يصل إلى خمس طائرات مسيّرة محمّلة بالعبوات الناسفة، وأنها أصابت كلًا من الجانب الأمريكي من ثكنة “التنف”، والجانب الذي توجد فيه قوات المعارضة السورية.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو وفيات نتيجة الهجوم.
تتمركز القوات الأمريكية وقوات التحالف بـ”التنف” في دوريات لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتقع القاعدة أيضًا على طريق يعد حلقة وصل حيوية للقوات المدعومة من إيران من طهران وصولًا إلى جنوبي لبنان وإسرائيل.
ورفض المتحدث باسم “البنتاغون”، جون كيربي، الإدلاء بتفاصيل عندما سُئل عن التقرير خلال مؤتمر صحفي أمس، الاثنين، ووصفه بأنه “هجوم معقد ومنسق ومتعمد”.
وقال إن الولايات المتحدة شهدت هجمات مماثلة من قبل الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، لكنه لم يخض في التفاصيل، وأضاف أنه ليس لديه تحديث بشأن الذخائر المستخدمة في الهجوم.
كما رفض كيربي الحديث عما إذا كان قد تم تحذير القوات في وقت مبكر أو إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم القيام برد عسكري.
وقال كيربي، مشيرًا إلى وزير الدفاع، لويد أوستن، “تظل حماية وأمن قواتنا في الخارج مصدر قلق بالغ للوزير، وإذا كان هناك رد، فسيكون في زمان ومكان و بطريقة محددة نختارها”.
كانت وسائل الإعلام الموالية لإيران قالت، إن الهجوم على “التنف” نُفّذ من قبل “حلفاء سوريا”، في إشارة واضحة إلى الجماعات المدعومة من إيران، ردًا على هجوم وقع قبل أيام بالقرب من مدينة تدمر، وألقي اللوم فيه على إسرائيل، لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن أمريكا لم تكن ضالعة فيه.
وجاء هجوم “التنف” في فترة تصاعد التوترات مع إيران، وقالت إدارة بايدن هذا الأسبوع، إن الجهود الدبلوماسية الدولية لإعادة إيران إلى المفاوضات للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 كانت في “مكان حرج” وإن الصبر ينفد.
وكان آخر هجوم إيراني كبير على القوات الأمريكية في كانون الثاني 2020، عندما أطلقت طهران وابلًا من الصواريخ الباليستية على قاعدة “الأسد” الجوية في العراق.
ونبهت القوات الأمريكية وقوات “التحالف” من الصواريخ القادمة، وتمكنت من الاحتماء، لكن أكثر من 100 فرد من أفراد الخدمة الأمريكية، أُصيبوا بارتجاجات في الدماغ نتيجة للانفجارات.
وجاء الهجوم الإيراني حينها ردًا على غارة جوية أمريكية بطائرة من دون طيار في وقت سابق من ذلك الشهر بالقرب من مطار “بغداد”، قُتل فيها الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وزعيم الميليشيا العراقية، “أبو مهدي المهندس”.
وفي 20 من تشرين الأول الحالي، تعرضت قاعدة “التنف” الأمريكية جنوب شرقي سوريا لقصف صاروخي دون وقوع إصابات، بعد حديث وسائل إعلام عن وقوع انفجارات فيها.
ويأتي القصف على القاعدة الأمريكية بعد نحو أسبوع من إعلان النظام مقتل جندي وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي نُفذ من منطقة التنف باتجاه منطقة تدمر.
و”التنف” قاعدة عسكرية لـ”التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة، تقع على بعد 24 كيلومترًا من الغرب من معبر “التنف” (الوليد) عند المثلث الحدودي السوري- العراقي- الأردني، في محافظة حمص.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :