بحيرة ميدانكي.. متنفس سياحي وخطر يهدد السابحين
رغم تحذيرات فريق “الدفاع المدني السوري”، العامل في الشمال الغربي السوري، المتكررة من خطر السباحة في بحيرة ميدانكي بمدينة عفرين شمالي سوريا، تتكرر إعلانات وفيات أشخاص غرقًا في البحيرة، ومشاهد انتشال أجسادهم منها.
إذ تُعد البحيرة وجهة مائية ومتنفسًا سياحيًا يرتادها السكان للاصطياف والترويح عن النفس في الشمال الغربي السوري.
لكن حالات الغرق في البحيرة ارتفعت خلال الآونة الأخيرة، وسجل فريق “الدفاع المدني” غرق 18 شخصًا في بحيرة ميدانكي، من مجموع 38 شخصًا غرقوا في المسطحات المائية شمال غربي سوريا، منذ بداية العام الحالي حتى اليوم، فيما أُنقذ وأُسعف 17 شخصًا على قيد الحياة.
وبحيرة ميدانكي، هي بحيرة سد “17 نيسان” الاصطناعية، الواقعة على نهر عفرين في حلب شمالي سوريا، تبلغ مساحتها نحو 14 كيلومتر مربع.
وتضم منطقة عفرين سلاسل جبلية أعلاها الجبل الكبير، ويمر منها نهر عفرين الذي يعتبر مصدرًا مهمًا للمياه في المنطقة، إذ تُجر المياه منه لإرواء مدن عفرين واعزاز وتل رفعت ومارع.
البحيرة خطرة لهذه الأسباب
وتعود خطورة السباحة في بحيرة ميدانكي لنوعين من الأسباب، أسباب طبيعية تتعلق بالبحيرة نفسها، وأسباب تتعلق بالمدنيين أنفسهم.
وتتمثل الأسباب الطبيعية لخطورة السباحة في البحيرة في عدم وجود شاطئ نهائيًا في معظم ضفافها، لأنها منطقة جبلية ذات منحدرات خطيرة، وبرودة مياهها التي تؤدي لتشنج العضلات، بالإضافة إلى قيعانها الطينية التي تمنع الرؤية داخل الماء، بحسب ما قاله المدرب والمنقذ في “الدفاع المدني” مصطفى النجار، لعنب بلدي.
وأما الأسباب التي تتعلق بالمدنيين أنفسهم، فهي عدم الاكتراث من زائريها باصطحاب وسائل الأمان والسلامة من طوق نجاة وحبل طويل، بحسب ما أضافه النجار.
وأوضح النجار أن 90% من حالات الغرق بسبب الجهل بالسباحة، خاصة أن أغلب حالات الغرق هي لنازحين ومعظمهم لا يجيدون السباحة.
وأرجع النجار سبب ارتفاع حالات الغرق خلال الآونة الأخيرة إلى عدم وجود مسطحات مائية آمنة نهائيًا شمال غربي سوريا لارتيادها للترويح عن النفس.
فالناس لايجدون سوى هذه البحيرة الخطرة لقضاء عطلتهم على ضفافها، بالإضافة إلى أنهار الفرات والعاصي وبقية الأنهار ووجود التيارات الخطرة التي يجهل خطورتها من نزح إلى هذه المناطق، بحسب النجار.
وأشار المدرب إلى أن محاولات الإنقاذ من قبل المدنيين الذين لايعرفون السباحة خطرة جدًا، لأنها تجعل منهم ضحايا آخرين.
“الإنقاذ المائي” يستجيب
وبيّن النجار أن مهمة “فريق الإنقاذ المائي” بـ”الدفاع المدني” هي بالدرجة الأولى فقط الاستجابة للحالات الطارئة في حال الغرق.
ولكن بعد زيادة عدد الغطاسين وخضوعهم لدورات متتالية بادر الفريق إلى مراقبة بعض الأماكن المزدحمة بالمدنيين، في عدة مسطحات مائية فقط أيام العطل (كأيام الجمعة والأعياد) ضمن الإمكانيات المتاحة.
ومن جهة أخرى، يستحيل مراقبة جميع المسطحات بكل الأماكن وفي جميع الأوقات لكونها كثيرة جدًا، كمسطحات ميدانكي والفرات والعاصي وساقية عفرين وجمروك والنهر الأسود والدرية، ولا يستطيع الفريق نشر غطاسين بكل مكان.
وكان فريق “الدفاع” وزّع في وقت سابق 50 شاخصة تحذيرية على ضفاف ميدانكي ونهر الفرات في أماكن الازدحام تنص على خطر السباحة (تحذير خطر الموت)، وضرورة اصطحاب وسائل السلامة وخطر التيارات مثل الفرات بجرابلس وضرورة مراقبة الأطفال أثناء الرحلات، لتفادي حالات الغرق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :