قد يخفف معاناة مرضى الشمال.. مركز جديد لعلاج “الساد” في إدلب

camera iconافتتاح مركز متخصص بعلاج الساد في مدينة سرمدا شمالي إدلب – 15 من حزيران 2021 (مديرية صحة إدلب)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

منتقلًا من مستشفى إلى آخر، قضى حاتم إبراهيم سنواته الأخيرة للبحث عن مراكز أو أقسام طب العيون في مستشفيات شمال غربي سوريا، الخاضع لسيطرة المعارضة، لعلاج والدته.

حاتم، النازح من سهل الغاب شمالي حماة إلى مخيم “عقربات” على الحدود السورية- التركية، ينتظر أن تصبح الحال أفضل، مع افتتاح مركز إدلب لطب العيون في بلدة سرمدا شمالي إدلب لعلاج والدته.

قال حاتم لعنب بلدي، إن والدته تعاني من نزف في العيون بسبب مرض السكري، وعاينها في عدة مراكز طبية مجانية وخاصة، وتكلّف أعباء مادية لم يستطع تحملها إلا بمساعدة أصدقائه وأقاربه، لكنها الآن بحاجة إلى عملية ليزر.

انتظار لأشهر

افتتحت مديرية صحة إدلب ومنظمتا “IHH” و”AID” التركيتان، في 15 من حزيران الحالي، مركز إدلب لطب العيون، الذي يقدم خدمات عيادة عينية مجانية ويتضمن مركزًا متخصصًا بعلاج “الساد”.

رئيس دائرة الرعاية الثانوية في مديرية صحة إدلب، الطبيب يحيى نعمة، قال لعنب بلدي، إن فتح مركز متخصص بـ”الساد” حاجة ملحة في الداخل السوري.

“تُعنى دائرة الرعاية الثانوية في المديرية بأمور المستشفيات والمراكز التخصصية”

وتعاني مراكز ومستشفيات مناطق سيطرة المعارضة من ضغط كبير في عمليات “الساد”، إذ يحدد موعد إجراء العملية بعد شهر إلى شهرين وأحيانًا حتى ستة أشهر نتيجة الضغط، حسب نعمة.

ما “الساد”

“الساد” أو “الماء البيضاء” أو “الكاتاراكت”، هو مرض يؤدي إلى فقدان شفافية العين، وبالتالي انخفاض الرؤية.

يعتبر تقدم العمر (الشيخوخة) أبرز أسبابه، إضافة إلى عوامل أخرى، كاستخدام المنشطات والتهاب قزحية العين.

وقد يكون المرض خلقيًا عند حديثي الولادة، بسبب إصابة الأم خلال فترة الحمل بالحصبة الألمانية، أو تناولها أدوية مضادة للفيروسات.

العلاج الوحيد للمرض هو الجراحة لإزالة العدسة التي تسبب إعتام العين، إما بالليزر وإما إزالة العدسة ووضع أخرى.

ويوجد مركزان لعلاج “الساد”، الأول في قرية بارشا التابعة لمدينة حارم شمال غربي إدلب، وهو حاليًا غير مدعوم ويقدم خدماته بشكل خيري، والآخر هو مركز مستشفى “الحكمة” في معرة مصرين بإدلب، الذي يعاني من ضغط كبير.

ويضاف إلى المركزين قسم العينية في مستشفى “باب الهوى” على الحدود السورية- التركية، لكنه يُشغل في كثير من الأحيان بالعمليات الإسعافية.

ويعتمد مركز سرمدا على التخدير الموضعي في العمليات، ولا يوجد تخدير عام، بحسب الطبيب يحيى نعمة، الذي أشار إلى افتتاح مركز متخصص بالأطراف الصناعية بجوار مركز العينية يقدم خدماته بشكل مجاني وضمن نظام مؤتمت ومؤرشف وعبر اختصاصيين.

ويستهدف مركز صناعة الأطراف مبتوري الأطراف العلوية والسفلية، بقدرة استيعابية تتراوح بين 20 و30 طرفًا شهريًا، يضاف إليها عمليات صيانة الأطراف المركبة للأشخاص في حال أصابها عطل يمكن إصلاحه.

بينما يستهدف مركز العينية 2000 مريض في المرحلة الأولى، بحسب حديث مدير مكتب الإعلام (مركز باب الهوى) في منظمة “IHH” لؤي زيدان، لعنب بلدي.

وتنشط العديد من المنظمات الطبية في مناطق سيطرة المعارضة، وتلعب دورًا مهمًا إلى جانب مديريات الصحة والهيئات الطبية، سواء العاملة مع حكومات الأمر الواقع أو المستقلة في عملها.

ويشكّل الدعم محورًا أساسيًا لتفعيل القطاع، وهو ما لا تستطيع حكومتا “الإنقاذ” و”المؤقتة” الحصول عليه بسهولة، لأنهما جسمان حكوميان غير معترف بشرعيتهما دوليًا.

ويوجد في مناطق سيطرة المعارضة اختصاصيون قادرون على إجراء مختلف العمليات الجراحية، بينما يعاني قطاع العلاج الكيماوي من النقص، ولا توجد تتمات للعلاج الكيماوي سوى لأورام الثدي، التي افتتح قسم خاص بها عام 2020.

بينما تحوَّل بعض العمليات التي تستعصي على الأطباء، كعمليات قطع الكبد وبعض الجراحات العينية، إلى تركيا.

وتتوزع في محافظة إدلب أكثر من 45 مستشفى، و38 مركزًا طبيًا تخصصيًا، و65 مركز رعاية صحية أولية.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب إياد عبد الجواد

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة