رغم التكتم.. محادثات أمريكية- إيرانية “مستمرة” حول تبادل الأسرى
أجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات بشأن إطلاق سراح السجناء الأمريكيين في إيران، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” عن “مصدر مطلع”.
وأفادت الوكالة اليوم، الاثنين 3 من أيار، أن شخصًا كان على دراية بالمحادثات الدائرة بين كل من إيران وأمريكا وبريطانيا بشأن قضية تبادل الأسرى، قال إنها لا تزال نشطة، مع تمرير رسائل بين الوسطاء.
وانتشرت قضية الإفراج عن سجناء أمريكيين وبريطانيين، مقابل تلقي طهران مليارات الدولارات، إلى الرأي العام خلال الأيام الماضية.
واشنطن تنفي
نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على الفور تقرير التلفزيون الإيراني الذي تحدث عن الصفقة.
وقال برايس، “التقارير التي تفيد بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى غير صحيحة، نثير دائمًا قضايا الأمريكيين المحتجزين أو المفقودين في إيران، لن نتوقف حتى نتمكن من لم شملهم مع عائلاتهم”.
وأكد رئيس موظفي الرئيس الأمريكي جو بايدن، رون كلاين، على عدم وجود اتفاق في الوقت الحالي، قائلًا “إننا نعمل بجد من أجل إطلاق سراحهم، نحن نثير هذا الأمر مع إيران ومحاورينا طوال الوقت، لكن حتى الآن لا يوجد اتفاق”.
وقال التلفزيون الإيراني، “تقول بعض المصادر إنه سيتم الإفراج عن أربعة سجناء إيرانيين، وستتسلّم إيران سبعة مليارات دولار مقابل إطلاق سراح أربعة جواسيس أمريكيين”.
ولم يحدد التلفزيون الرسمي الإيرانيين الذين سعت طهران لإطلاق سراحهم.
ووصفت الصفقة بأنها قائمة بسبب ضغوط الكونجرس على الرئيس جو بايدن و”حاجته الملحة إلى إظهار التقدم المحرَز في قضية إيران”.
وعلى الرغم من النفي الأمريكي، كانت هنالك مؤشرات على أن صفقة بشأن السجناء قد تكون قيد الإعداد، بناء على تصريحات مسؤولين إيرانيين في الأسابيع الأخيرة.
إيران تنفي
لطالما كان تبادل الأسرى بين أمريكا وإيران أمرًا شائعًا، وقد سعى كلا البلدين بشكل روتيني في السنوات الأخيرة إلى إطلاق سراح المعتقلين.
لكن سفير إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت رافانشي، نفى في وقت لاحق نبأ عملية التبادل، قائلًا إنه “لم يتم تأكيدها”.
وأضاف، “لطالما أكدت إيران على التبادل الشامل للأسرى بين البلدين”، دون الخوض في التفاصيل.
لعبة “قط وفأر” مع بريطانيا
قال مسؤول إيراني، إنه تم التوصل إلى اتفاق لدفع المملكة المتحدة مبلغ 400 مليون جنيه إسترليني (552 مليون دولار) مقابل إطلاق سراح البريطانية- الإيرانية نازانين زاغاري راتكليف.
ومن جهتهم، رد مسؤولون بريطانيون بأن الدولة تواصل “استكشاف الخيارات لحل قضية نازانين، وأنهم لن يعلّقوا أكثر لأن المناقشات القانونية لا تزال جارية”.
وحُكم على زغاري راتكليف بالسجن لمدة عام إضافي الأسبوع الماضي، بتهمة نشر “دعاية ضد النظام الإيراني”، لمشاركتها في احتجاج أمام السفارة الإيرانية في لندن عام 2009.
جاء ذلك بعد أن أكملت عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات في إيران، عقب إدانتها بالتخطيط للإطاحة بالحكومة الإيرانية، وهي تهمة نفتها هي وأنصارها والجماعات الحقوقية.
وفي أثناء عملها في مؤسسة “طومسون”، الذراع الخيرية لوكالة الأنباء “رويترز”، احتُجزت في مطار “طهران” في نيسان 2016، عندما كانت عائدة إلى بريطانيا بعد زيارة عائلتها.
قال ريتشارد راتكليف، زوج زاغاري راتكليف، لوكالة “أسوشيتد برس“، إنه لم يكن على علم بأي مقايضة بخصوص إطلاق سراح زوجته.
كما أكد على أن طهران تستخدم زوجته كورقة مساومة في نزاع الديون، وفي المحادثات بشأن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، لشبكة “BBC”، إنه يعتقد أن زاغاري راتكليف محتجزة “بشكل غير قانوني” من قبل إيران، وأنها “عوملت بأكثر الطرق تعذيبًا وإساءة”.
وطالب الإيرانيين بالإفراج عنها، وعن جميع المعتقلين الذين يتم احتجازهم كوسيلة ضغط “على الفور ودون شروط”.
وأضاف راب أن “طهران تستخدم نازانين في لعبة قط وفأر مع بريطانيا، بعد الحكم عليها بالسجن مجددًا”.
وبصرف النظر عن قضية زغاري راتكليف، تتفاوض المملكة المتحدة وإيران أيضًا على ديون بريطانية لطهران من قبل “الثورة الإسلامية” عام 1979.
محادثات فيينا
تتفاوض طهران الآن مع القوى العالمية بشأن عودتها مع الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، الذي جعلها تقيّد تخصيب اليورانيوم، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وتستمر مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، وقدم دبلوماسيون إيرانيون عنها تعليقات مشجعة، بينما نقل التلفزيون الرسمي عن مصادر مجهولة اتخاذ مواقف متطرفة تتناقض معها.
ووجه نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي يقود المحادثات في فيينا، توبيخًا على “تويتر” إلى قناة “برس تي في” التلفزيونية الناطقة بالإنجليزية في التلفزيون الحكومي الإيراني.
وقال غاضبًا، “لا أعرف من هو المصدر المطلع للقناة في فيينا، لكنه بالتأكيد ليس على علم”.
تحتجز طهران الآن أربعة أمريكيين معروفين في السجن، وهم باكير وسياماك نمازي، وعالم البيئة مراد طهباز، ورجل الأعمال الإيراني- الأمريكي عماد شرقي.
ولطالما اتُهمت إيران باحتجاز أولئك الذين تربطهم علاقات مع الغرب، لاستخدامهم لاحقًا كورقة مساومة في المفاوضات.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :