بايدن يتجاهل سوريا في خطابه الأول أمام الكونجرس الأمريكي
ألقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خطابه الأول أمام الكونجرس الأمريكي، بعد استلامه للسلطة في 22 من كانون الثاني، متجاهلًا القضية السورية.
وتطرق بايدن في خطابه يوم، الأربعاء 28 من نيسان، إلى عدة نقاط محلية ودولية من بينها محاربة أمريكا للإرهاب في الشرق الأوسط، المتمثل في تنظيمات إرهابية كـ”القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب ما نقلت وكالة “CNBC”.
وقال بايدن، “لم نخطئ، لقد تطور التهديد الإرهابي خارج أفغانستان منذ عام 2001، وسنظل يقظين ضد التهديدات الموجهة للولايات المتحدة، أينما كانت، تنظيما (القاعدة) و(داعش) موجودان في اليمن وسوريا والصومال وأماكن أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط وما وراءهما”.
تعهد الرئيس الأمريكي بالبقاء متيقظًا تجاه تطور التهديدات الإرهابية للولايات المتحدة، بما في ذلك التهديدات من الجهات الفاعلة المحلية، لافتًا إلى أن قراره بالانسحاب من أفغانستان لن يردع ذلك.
وقال بايدن هذا الشهر إنه سيسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 من أيلول، بهدف أن يفعل ما وعد به سلفاه وفشلا في القيام به: مغادرة أفغانستان إلى الأبد.
وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، توصل عام 2020، إلى اتفاق مع حركة “طالبان” تغادر بموجبه القوات الأمريكية بحلول الأول من أيار.
وقال بايدن، “لدينا أفراد خدمة في أفغانستان لم يولدوا بعد في 11 من أيلول، بعد 20 عامًا من الشجاعة والتضحية الأمريكية، حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن، حتى ونحن نفعل ذلك، فإننا سنحتفظ بقدرة فوق الأفق لقمع التهديدات المستقبلية للوطن”.
واختار بايدن تاريخًا رمزيًا مستهدفًا ضبط خطط الانسحاب في الذكرى العشرين لهجمات “القاعدة”، في 11 من أيلول 2001، لتحديد نهاية أطول حرب للجيش الأمريكي، بعد أن كلفت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات على الجهود المبذولة لمكافحة التهديدات من المتطرفين الأجانب.
سعت الولايات المتحدة للتوسط في محادثات السلام الدولية بما يخص أفغانستان، خلال العام الماضي، والتي توقفت إلى حد كبير، بينما قال حلفاء الناتو إنهم سيحتاجون إلى دعم لوجيستي أمريكي لسحب القوات من أفغانستان.
الإرهاب الداخلي
وأكد بايدن أن إدارته “لن تتجاهل ما صنفته وكالات الاستخبارات الأمريكية على أنه تهديد إرهابي”، واصفًا إياه بأنه “الأكثر فتكًا بأمريكا والقادم من الإرهاب العنصري الأبيض”.
كما أبدى رفضًا قويًا لتفوق “البيض” و”الإرهاب المحلي” الذي شهد تصاعدًا في السنوات الأخيرة، وجاءت إدانته في أعقاب ما حصل في مجلس النواب بعد أقل من أربعة أشهر من قيام أنصار الرئيس السابق ترامب، وبعضهم مرتبط بجماعات تفوق البيض، بشن هجوم مميت على مبنى الكابيتول.
وأضاف بايدن، “يجب أن نتحد لشفاء روح هذه الأمة”.
لا تصعيد مع موسكو
قال بايدن، في خطابه أمام الكونجرس، إنه أوضح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه “لا يتطلع إلى تصعيد التوترات مع موسكو، ولفت إلى أن “أفعالهم لها عواقب”.
وكان بايدن قرر، في وقت سابق، اتخاذ إجراءات انتقامية ضد روسيا بسبب التدخل في الانتخابات والهجوم الإلكتروني لشركة “SolarWinds”، وغيرها من الأنشطة.
كانت العقوبات والطرد الدبلوماسي والإجراءات الأخرى من بين أكثر الخطوات العقابية التي تم اتخاذها ضد موسكو منذ سنوات، إلا أنها لم ترقَ إلى الإجراءات الاقتصادية الأكثر تشددًا والتي من المحتمل أن تكون مدمرة للولايات المتحدة.
وقال، “لقد استجبت بطريقة مباشرة ومتناسبة لتدخل روسيا في انتخاباتنا والهجمات الإلكترونية على حكومتنا وشركاتنا، ولكن يمكننا أيضًا التعاون عندما يكون ذلك في مصلحتنا المشتركة”.
في وقت مبكر من رئاسته، أعلنت إدارة بايدن أنها ستمدد معاهدة “ستارت” الجديدة لمدة خمس سنوات بشأن الأسلحة النووية، وهي الإطار الأساسي للحد من الأسلحة الذي قيد الترسانات النووية بعيدة المدى للولايات المتحدة وروسيا منذ دخولها حيز التنفيذ في عام 2011.
ودعا بايدن الرئيس الروسي إلى وقف التصعيد، وإلى عقد قمة في وقت لاحق من هذا العام في أوروبا، مع دفاعه عن الإجراءات العقابية الأمريكية.
كما وجه له دعوة أخرى لعقد اجتماع في بلد ثالث، على الرغم من عدم تأكيد البيت الأبيض أو الكرملين علنًا فيما إذا كان الاجتماع سيُعقد ومتى.
سوريا في إدارة بايدن
ورد ذكر الملف السوري في اتصال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، وجرى التأكيد على استمرار العمل للوصول إلى تسوية سياسية
كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في 8 من شباط الماضي، أن المهام الملقاة على عاتق قواتها الموجودة في سوريا محصورة بمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأنها لم تعد مسؤولة عن حماية آبار النفط.
في حديث للمبعوث الأمريكي السابق لقوات التحالف الدولي في سوريا، ويليام روباك، مع صحيفة “الشرق الأوسط”، في 7 من شباط، قال إن بلاده ليست في عجلة من أمرها بالوضع الراهن في سوريا، ولن تدعم قيام دولة كردية شمال شرقي سوريا.
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أقر خطة تهدف إلى زيادة قبول اللاجئين في الولايات المتحدة الأمريكية (من بينهم السوريون) للعام 2021- 2022، لكن هذه الخطة تباطأ تنفيذها لتقف عند سقف توطين 15 ألف لاجئًا من كل العالم هذا العام، وهو أقل سقف في تاريخ أمريكا.
ولم تعيّن الإدارة الجديدة فريقًا مسؤولًا عن الملف السوري إلى الآن، ومن المتوقع أن يشكّل خلال الفترة المقبلة، بحسب ما تحدث مصدر من الخارجية الأمريكية لعنب بلدي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :