نتيجة الصقيع.. خسائر في الزراعات الصيفية المبكرة في ريف إدلب
خسر أهالي قرية عرى القلبي (عدوان)، في سهل الروج في ريف إدلب الغربي، أكثر من 90 ألف دولار، في الزراعات الصيفية المبكرة المغطاة بالبيوت البلاستيكية، إثر الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة في المنطقة وتشكل الصقيع.
وقال رئيس المجلس المحلي في القرية، عبد الناصر العصفور، إن نسبة الأضرار تقدر بـ60% من نسبة المزروعات، بمساحة 600 دونم من الخضراوات الصيفية “المبكرة”، التي تزرع ضمن البيوت البلاستيكية، مؤكدًا أن أغلب سكان القرية يعتمدون بشكل أساسي على زراعة الخضراوات.
وأضاف عبد الناصر في حديث إلى عنب بلدي، أن خسارة كل دونم تقدر بما بين 150 و200 دولار أمريكي، ويعود سبب التفاوت إلى أنواع الأسمدة المستخدمة واليد العاملة المستأجرة.
وأوضح أن الخسائر لم تقتصر على التكلفة بل تضاف إلى سعر السوق، لأن الزراعة “المبكرة” كان يجب أن تطرح في السوق قبل الزراعة الطبيعية وسعرها مختلف، لكن سكان المنطقة أعادوا الزراعة من جديد وهذا سيستغرق بعض الوقت.
وأشار رئيس المجلس المحلي إلى غياب الدعم من المنظمات التي تدير مشاريع تأمين سبل العيش في المنطقة، وانحصار الحلول المتوفرة لدى السكان بإعادة سحب قروض من العملاء في سوق “الهال” أو أخذ المستلزمات من الصيدلية الزراعية “بالدين”.
غياب للدعم
لم تتكفل أي منظمة بتعويض الخسارة التي لحقت بالمزارع بشار الحسين، الذي خسر ثلاثة آلاف دولار أمريكي، “كلها بالدين”، ليتحمل ما يفوق طاقته، حسبما قال لعنب بلدي.
ويعيش بشار وأسرته، المكونة من ثمانية أشخاص، على زراعة خمسة دونمات بالخضراوات الصيفية المبكرة داخل البيوت البلاستيكية، لكنه خسر المحصول هذا العام، رغم تعدد أنواع الخضراوات المزروعة في أرضه، بين خيار وكوسا وفليفلة وفاصولياء.
حماية الخضراوات من الصقيع ممكنة، حسبما قال بشار لعنب بلدي، لكنها تحتاج إلى تكلفة مالية “كبيرة”، لشراء بيوت بلاستيكية جديدة، أو لزيادة ماء الري، أو لشراء ألبسة مستعملة (بالة) لتغطية المحصول، والوضع المادي للسكان في المنطقة فرض عدم العمل بتلك الخطوات، ما سبب لهم الخسارة.
وخسر المزارع مؤيد السعد 500 دولار، بدونماته الأربعة التي زرع اثنين منها بالكوسا واثنين بالفاصولياء، ويعمل على إعادة زراعة أرضه، مستدينًا من الصيدليات الزراعية، التي اشتكى من ارتفاع أسعار البذور فيها على المزارعين، حسبما قال لعنب بلدي، مشيرًا إلى غياب الحلول الأخرى لديه.
ما سبب الخسائر؟
يلجأ أكثر من 90٪ من سكان منطقة سهل الروج إلى زراعة البيوت البلاستيكية، لأنها تنضج باكرًا ويمكن طرحها بالأسواق قبل الموسم الرسمي.
ويكون سعر منتجاتها غاليًا عند بيعها، وبالمقابل تفرض تلك الزراعة تكاليف باهظة على المزارع لأنها تكون في الشتاء وتتطلب كهرباء وتدفئة، حسبما قال المهندس الزراعي موسى البكر لعنب بلدي.
وأوضح البكر أن سبب خراب محصول البيوت البلاستيكية هو عدم التجهيز الملائم، مثل “نقص تغطية الخضراوات بالبلاستيك، أو عدم ارتفاع الغطاء بشكل صحيح، إذ يجب أن يتراوح بين 70 و40 سنتيمترًا كحد أقصى، ورغم “تقصير” المزارعين، لعبت العوامل الجوية الدور “الأكبر” هذا الموسم، بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر درجة مئوية، وتشكل الصقيع.
ولم يقتصر الضرر على خضراوات البيوت البلاستيكية، بل هناك نسبة ضرر ما بين 40 و50٪ للخضراوات الشتوية، مثل القمح والشعير والشوفان والفول، حسبما قال البكر.
وتعتبر الزراعة في محافظة إدلب، في شمال غربي سوريا، مصدر دخل رئيسًا لسكان المنطقة، إلا أن ظروف الحملات العسكرية وعدم الاستقرار، مع عدم اهتمام الجهات المسيطرة بالقطاع الزراعي، أثر عليها بشكل ملحوظ، وسبب تراجع الإنتاج وقلة تنوعه.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :