قطر تدخل بعد السعودية وفرنسا على ملف تشكيل الحكومة اللبنانية

camera iconالرئيس اللبناني ميشال عون ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني_ 9 من شباط (تويتر)

tag icon ع ع ع

التقى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء 9 من شباط، خلال زيارته العاصمة اللبنانية بيروت، بالرئيس اللبناني، ميشال عون.

وحمل آل ثاني إلى اللبنانيين مبادرة قطرية تتضمن دعم بلاده تسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثرة منذ عدة أشهر، مؤكدًا في الوقت ذاته أن بلاده لا تسعى إلى نسف المبادرة الفرنسية بهذا الشأن.

وفي تصريحه عقب لقائه بالرئيس اللبناني في قصر “بعبدا”، قال آل ثاني، “لا مبادرة حالية لدعوة السياسيين اللبنانيين إلى الدوحة، ونتمنى أن يخرج الحل من بيروت”.

كما دعا الأطراف اللبنانية إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت بما يتماشى مع مصلحة الشعب، معتبرًا تشكيل الحكومة شأنًا داخليًا.

وعقد آل ثاني جلسات منفصلة مع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، للبحث في الموضوع الحكومي، والمستجدات السياسية في لبنان.

وشهد الملف اللبناني في الأيام الأخيرة محاولات إنعاش واضحة، تمثلت بتطرق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للوضع في لبنان، ضمن ملفات عديدة بحثها خلال أول اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن.

بالإضافة إلى اتصالات مع عدة شخصيات سياسية لبنانية، أجراها المعنيون بالملف اللبناني في “الإليزيه”، بمن فيهم مستشار الرئيس الفرنسي، باتريك دوريل، مطلع شباط الحالي.

وعقد السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية مع نظرائه العرب والخليجيين، ستشمل أيضًا السفيرتين الأمريكية والفرنسية، وذلك بعد أيام قليلة من عودته إلى بيروت، بحسب ما نقلته صحيفة “الجمهورية” اللبنانية.

وفي 2 من كانون الأول 2020، عُقد مؤتمر “دعم الشعب اللبناني” برئاسة ماكرون، وهو المؤتمر الثاني لحشد دعم مالي للبنان منذ انفجار المرفأ، إذ انعقد مؤتمر طارئ في 9 من آب 2020، وجمع مساعدات مالية بقيمة 250 مليون يورو.

وقدم ماكرون خلال زيارته الأولى لبيروت، في 6 من آب 2020، مبادرة فرنسية تنص على تشكيل حكومة من الاختصاصيين ذات مهام محددة، خلال أسبوعين، لكسب الدعم الدولي، وتقديم مساعدات إلى لبنان.

وأعلن حسان دياب، في 10 من آب 2020، عبر كلمة متلفزة استقالة حكومته، إثر احتجاجات شعبية شهدها لبنان في أعقاب الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، في 4 من الشهر نفسه، وطالبت الاحتجاجات باستقالة الحكومة، ومحاسبة المتسببين بالانفجار الذي قُتل فيه نحو 180 شخصًا.

ومنح ماكرون القوى السياسية في لبنان مهلة جديدة من أربعة إلى ستة أسابيع لتشكيل الحكومة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في 27 من أيلول 2020، إثر اعتذار مصطفى أديب في 23 من الشهر نفسه عن تشكيلها.

وألغى الرئيس الفرنسي، في 17 من كانون الأول 2020، زيارته الثالثة إلى بيروت، التي أعلن عنها خلال مؤتمر “دعم الشعب اللبناني”، بسبب إصابته بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

وذكر موقع حزب “الكتائب” اللبناني، في 7 من شباط الحالي، أن ماكرون سيزور منتصف الشهر الحالي كلًا من الإمارات والسعودية، لبحث العديد من الملفات، ومن بينها الملف اللبناني.

وفي 23 من تشرين الأول 2020، بدأ سعد الحريري بمشاورات سياسية مع القوى والأطراف السياسية اللبنانية لتشكيل الحكومة، بعد يوم واحد من تكليفه بتشكيلها.

وزار قصر “بعبدا” في 7 من كانون 2020، ليقدم للرئيس اللبناني مسودة تشكيل الحكومة المنتظرة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام لبنانية.

لكن عون اتهم الحريري، في 11 من كانون الثاني الماضي، بالكذب وتقديم تصاريح كاذبة عن قرب تشكيل حكومة لبنانية، عبر تسجيل مصوّر نقلته قناة “الجديد”، خلال لقائه برئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب.

وبدأ الحريري جولة خارجية، في 3 من شباط الحالي، تشمل الإمارات وتركيا ومصر، ثم فرنسا، ومن المتوقع أن يلتقي بالرئيس الفرنسي لبحث تشكيل الحكومة، التي لم تبصر النور بعد، رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على تكليف الحريري.

ومن أبرز أسباب تأخر تشكيل الحكومة الخلاف على “الحصص” الوزارية، إذ يسعى “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه وزير الخارجية، جبران باسيل، لتأمين الثلث المعطل في الحكومة للتيار وحلفائه، في حين يشهد لبنان أزمة مصارف خانقة، أسهمت قيود الإغلاق العام بسبب تفشي فيروس “كورونا” في مضاعفتها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة