أسعار مضاعفة بين عام وآخر تحرم سكان درعا من الحمضيات

camera iconالبرتقال في أسواق درعا- أيار 2020 (سانا)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

“كان بيتي لا يخلو من الحمضيات في فصل الشتاء”، قال أحمد لعنب بلدي، مشيرًا إلى اكتفائه بشراء كيلوغرامين من البرتقال بدل العشرة التي اعتادت أسرته استهلاكها كل أسبوع في الشتاء.

ارتفاع أسعار الحمضيات، التي تعتبر الفاكهة الأولى في الشتاء لسكان درعا، والوصفة الشعبية الأبرز للوقاية من فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، حرم محبيها من شرائها وحولها إلى “كماليات” لا تُجلب سوى عند الضرورة.

لم يعد بالإمكان شراؤها

اعتاد أحمد، الشاب الثلاثيني، على عصر البرتقال بشكل يومي خلال فصل الشتاء، “كنت أعصر بمعدل كيلوغرامين باليوم، أما هذا العام فلم تعد لدي إمكانية شرائه باستمرار”.

ووصل سعر كيلو البرتقال، حسبما رصدت عنب بلدي، إلى 1200 ليرة سورية (0.4 دولار)، والكرمنتينا إلى 1300 ليرة، بعد أن كان البرتقال بـ300 ليرة عام 2020، والكرمنتينا بـ400 ليرة.

“الحمضيات أُضيفت إلى قائمة الفواكه التي لم يعد بإمكان سكان درعا شراؤها، كالموز والتفاح والخوخ والإجاص، التي لا يقل سعر الكيلو منها في السوق عن ألفي ليرة سورية”، كما قال أحمد.

“أم حسين” البالغة من العمر 40 عامًا، وتعول أسرة مكونة من خمسة أفراد، لم تعد تستطيع شراء البرتقال كمادة ضرورية في فصل الشتاء، وقالت لعنب بلدي، “تفاجأت بالسعر المرتفع، وقدرتي المالية لا تسمح بشراء كميات كبيرة”، مشيرة إلى وصايا الأطباء المتكررة في الإكثار من تناول الحمضيات، لما فيه من قدرة على مقاومة نزلات البرد.

وأضافت “أم حسين”، أنها كانت خلال شتاء السنوات الماضية تجبر أبناءها على تناول البرتقال وشرب العصير الطبيعي، الذي يحتوي على فيتامين “C”، الذي يعرف بتعزيزه الجهاز المناعي.

وانخفضت مبيعات الحمضيات بحدود النصف عن عام 2020، حسبما رصدت عنب بلدي من محال فواكه وخضار في درعا.

الإنتاج يحكم الغلاء

لا تعتبر محافظة درعا منتجة للحمضيات، إنما يغزو سوقها الداخلية البرتقال والليمون من محافظتي الساحل السوري، اللاذقية وطرطوس.

مدير مكتب الحمضيات، سهيل حمدان، صرح لصحيفة “الوطن“، نهاية كانون الثاني الماضي، أن إنتاج الحمضيات تراجع بنسبة 30% عن إنتاج عام 2020.

وأرجع حمدان أسباب تراجع الإنتاج إلى تقلبات الظروف الجوية، إذ شهد شهرا أيار وأيلول موجة جفاف مصحوبة برياح شرقية سببت تساقط قسم من الأزهار والثمار.

كما سبب انخفاض أسعار الحمضيات تخلي بعض المزارعين عن زراعتها واستبدال محاصيل أخرى بها، لعدم جدواها الاقتصادية.

وأرجع تاجر يعمل على استيراد  وتصدير الخضار والفواكه للمحافظات السورية، تحفظ على ذكر اسمه، ارتفاع أسعار الحمضيات إلى زيادة تكلفة الشحن، بعد غلاء أسعار المحروقات، إذ وصل سعر الليتر من المازوت الحر إلى 1200 ليرة، في حين كان لا يتجاوز 450 ليرة عام 2020.

وأضاف التاجر لعنب بلدي أن تصدير الحمضيات لدول الجوار، كالعراق ولبنان ودول الخليج، زاد من الطلب عليها ورفع سعرها.

وتوقع عضو لجنة مصدري الفواكه والخضار أسامة قزيز، في حديث لـ”الوطن“، في 22 من كانون الأول 2020، زيادة أسعار الحمضيات بنسبة 100% نتيجة التصدير.

وقال قزيز، إن 30 إلى 40 برادًا محملًا بالفاكهة والخضار، يغادر بشكل يومي إلى العراق عبر معبر “البوكمال”،  منها 20 برادًا محملًا بالحمضيات.

وأشار قزيز في تصريح آخر، في 26 من كانون الثاني الماضي، إلى أن الكميات المصدرة من الحمضيات من أسواق “الهال” إلى العراق ودول الخليج وروسيا تصل إلى 200 طن يوميًا.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة